المواقع الأصولية تنعي «أبي الليث الليبي» الرجل الثالث في «القاعدة»

لقي حتفه بصاروخ أميركي من طائرة «بريديتور» مع 13 اسلامي آخرين

ابو الليث الليبي في شريط فيديو من اعداد مؤسسة «سحاب» الذراع الاعلامي للقاعدة (أ.ف.ب)
TT

قال موقع اسلامي على الانترنت تستخدمه «القاعدة» واصوليون آخرون امس إن عضو «القاعدة» البارز في افغانستان «ابو ليث الليبي» قتل. وقال شريط ثابت على موقع شبكة «الإخلاص» على الانترنت ان الليبي سقط «شهيدا» من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. فيما نعى موقع اسلامي آخر، يبث بيانات بن لادن والظواهري، ابي الليث الليبي وقال: «نسأل الله أن يتقبل فقيدنا أبو الليث الليبي، ونسأل الله أن يجمعنا به في مستقر رحمته» وقال أصوليون في لندن لـ«الشرق الاوسط» إن ابي الليث يعتبر الرجل الثالث في «القاعدة». وكان ابو الليث الليبي، الذي يعرف ايضا باسم القاسمي، ظهر مع الظواهري قبل نهاية العام الماضي في شريط فيديو يعلن فيه أنه زعيم الجناح الليبي لتنظيم «القاعدة»، حيث اعلن الاخير التحاق التنظيم الليبي بـ«القاعدة». ويعتبر ابو الليث الليبي من القيادات الفاعلة في «الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة» التي اعلنت انضمامها الى «القاعدة». وقال الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن إن ابي الليث فقيه شرعي وخطيب مفوه وحاضر دائم في المنتديات الاصولية، ومن ابرز ما قدمه «رسائل نصح وارشاد للقاعدين عن الجهاد، وردود على المراجعات الفكرية لقادة الجهاد المصري، وخطبة عيد الاضحى، وحوارات في صورة سؤال وجواب». واوضح السباعي ان الليبي من قدامى المجاهدين العرب في افغانستان وقتل شقيقه في معارك كابل اثناء الهجوم الاميركي. وقال انه في الوقت ذاته رجل ميداني قضى 20 سنة في أفغانستان، مشيرا الى ان مقتل ابي الليث لن يؤثر كثيرا على تنظيم «قاعدة الجهاد» في افغانستان، لان هناك افضل منه قتلوا من قبل مثل الملا داد الله، وابي مصعب الزرقاوي، ولكن الجهاد مازال قائما ولم يتوقف». وكان التنظيم الملتحق بـ«القاعدة»، وهو الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا، قد أعلن عن نفسه أول مرة عام1995 حيث اعلن ان هدفه هو الاطاحة بنظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي، وقد وقعت مواجهات بين افراد التنظيم وقوات الامن الليبية لعدة اعوام، إلا أن العديد من زعمائه اعتقلوا في ليبيا والخارج. وقال سكان منطقة قبلية في باكستان إن ما يشتبه في أنها ضربة صاروخية أميركية قتلت 13 متشددا أجنبيا في منطقة شمال وزيرستان هذا الاسبوع استهدفت زعماء في تنظيم «القاعدة». وافادوا بأن المعتقد أن يكون الهجوم نفذ بطائرة بريديتور اميركية بدون طيار أرسلت من المنطقة الحدودية القريبة مع أفغانستان. لكن مسؤول مخابرات قال «انه بناء على معلومات جمعت من مصادر قبلية هناك فقد قتل سبعة عرب وستة من وسط اسيا». الى ذلك تبنت حركة طالبان أمس هجوماً انتحارياً نفذه مهاجم في مسجد مكتظ بجنوب افغانستان، وعملية مشابهة، لكنها فاشلة، نفذها مهاجم ضد حافلة تابعة للجيش في كابل.

فقد أعلن مسلحو طالبان مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف مسجداً في ولاية هلمند، أدى إلى مقتل 6 أشخاص بينهم حاكم الولاية، وجرح 18 آخرين. ووقع التفجير في المسجد الرئيسي في لاشكار غاه عاصمة الولاية التي تشتهر بإنتاج الافيون، بعد أن تجمع المصلون لأداء صلاة العصر. وتسبب الانفجار في إحداث حفرة في أرض المسجد وتدمير أبوابه ونوافذه. ولطخت الدماء السجادة التي كانت تغطي أرض المسجد وتناثرت أشلاء الانتحاري في ساحة المسجد.

وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، ان الهجوم نفذه احد اعضاء الحركة، مؤكدا انه استهدف نائب الحاكم. وجاءت العملية الانتحارية بعد ساعات على محاولة انتحاري كان يقود سيارة مفخخة تفجيرها بحافلة تابعة للجيش في كابل. وأدت هذه العملية الفاشلة الى مقتل مدني في سيارة أجرة وجرح 4 آخرين على الاقل. وأعلنت حركة طالبان على الفور مسؤوليتها عن العملية. وقالت تقارير أولية ان عشرة أشخاص قتلوا في الهجوم، الذي نفذ الاثنين واستهدف منزلا في قرية تورخالي قرب بلدة مير علي. لكن مسؤول مخابرات قال لرويترز امس انه بناء على معلومات جمعت من مصادر قبلية هناك فقد قتل سبعة عرب وستة من وسط آسيا.

وأضاف من المعتقد أن يكون الهجوم قد نفذ بطائرة ريداتور اميركية بدون طيار، أرسلت من المنطقة الحدودية القريبة مع أفغانستان. وقال مسؤول المخابرات: «بدا أن الصاروخ أطلق من طائرة بدون طيار». ولم تؤكد السلطات الباكستانية الهجوم، ونفت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) القيام بأي عمل، لكن الوزارة لا تتحدث نيابة عن وكالة المخابرات المركزية الاميركية، التي تشغل طائرات بريداتور، التي قال رجال قبائل انها نفذت الهجوم في وقت متأخر الاثنين. وشاهد قرويون طائرتين بدون طيار تحلقان فوق المنطقة قبل الهجوم. ولم يروا الصاروخ وهو يطلق، لكن أحدهم سمع هدير محرك طائرة قبل الانفجار. وقال مسؤولو مخابرات، ان المنطقة يسيطر عليها متشددون اسلاميون وانها أكثر خطورة من أن تدخلها قوات الأمن. وبعد الهجوم حاصر متشددون المنطقة ومنعوا أي شخص من الاقتراب من المنزل.

وأبلغ أحمد عزيز، 70 عاما، وهو أحد سكان المنطقة، رويترز أن المتشددين منعوا القرويين من حضور الجنازات وهي علامة على أن جميع القتلى كانوا أجانب. وقال عزيز: «عندما يموت سكان محليون لا يمنعون أحدا من حضور جنازاتهم». ونقل مسؤول المخابرات عن رجال قبائل في المنطقة قولهم، ان نائبا لابي ليث الليبي وهو قيادي كبير في «القاعدة» كان يقيم هناك وانه كان بين القتلى. وقال: «أحدث المعلومات التي وردتنا من المنطقة تفيد بأن الذراع اليمنى لليبي كان بين القتلى». وأفادت صحيفة «نيوز» الباكستانية بأن الضربة استهدفت الليبي وقياديا كبيرا آخر، هو عبيدة المصري، رغم أن الصحيفة نقلت عن قيادي كبير بحركة طالبان قوله ان كليهما لم يكن موجودا وقت الهجوم.