رئاسة الحكومة: التقرير تجاهل القرار 1701 والمجازر بحق المدنيين ودعا إلى التحضير للحرب المقبلة

في رد على تقرير فينوغراد عن الحرب على لبنان عام 2006

TT

أثار التقرير النهائي للجنة فينوغراد التي شكلت للنظر في إخفاقات الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو (تموز) 2006، جملة من التعليقات الرسمية والسياسية اللبنانية. ودعا المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة الى «عدم التساهل مع الدولة العبرية ومحاسبتها على أفعالها». فيما قال وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ان «تقرير فينوغراد الذي صدر في اسرائيل اعترف بالفشل الاسرائيلي الذريع وبالتالي بالانتصار الباهر للمقاومة وللبنان»، معتبرا «ان الواقع الذي أوجده هذا الانتصار يجب ان يستثمر مزيدا من التمسك بالحقوق والاصرار عليها ومزيدا من الجهوزية».

واعتبر المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة، فؤاد السنيورة تقرير لجنة فينوغراد في إسرائيل «انه لا يشير الى الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل بحق لبنان وشعبه وخصوصا المجازر التي ارتكبت في عدد من القرى والبلدات والى القنابل العنقودية التي رماها الجيش الاسرائيلي على الارض اللبنانية» مشيرا الى «ان التقرير يلفت الى إخفاق القيادة الاسرائيلية في تحقيق اهدافها من الحرب وان اسرائيل لم تستخلص الدروس المناسبة والصحيحة من احباط عدوانها»، داعيا الى «عدم التساهل مع الدولة العبرية ومحاسبتها على أفعالها». وأكد البيان «ان استهدافات العدو تجاه لبنان ما زالت كما كانت أي التحضير للاعتداء على لبنان في المستقبل من اجل فرض هيمنتها على المنطقة بعد نجاح مقاومة الشعب اللبناني العسكرية والسياسية في إفشال إسرائيل ومنعها من تحقيق أهدافها بفضل الوعي وصلابة التلاحم الداخلي». وناشد «اللبنانيين استخلاص العبر والدروس المناسبة في مقدمتها الوحدة الداخلية لأنها هي أفضل وأقوى طرق التصدي لعدوانية إسرائيل، وانه وبغير هذه الوحدة لن نتمكن من تكرار نجاحنا في المستقبل، بل إن صفوفنا المتفرقة ستضعف لبنان مما يسمح للعدو باستغلال هذا الضعف لتحقيق مآربه». وبحسب البيان توقف المكتب الاعلامي في رئاسة الحكومة امام النقاط الاتية: «أولا: إن التقرير، لا يتضمن أية إشارة إلى الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حق لبنان وفي حق المدنيين اللبنانيين الذين سقطوا نتيجة العدوان، ولا إلى المجازر التي ارتكبت في حق المدنيين العزل والآمنين، وعلى وجه الخصوص في قانا ومروحين وباقي القرى والبلدات اللبنانية. كما إن التقرير لا يأتي على ذكر الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية اللبنانية والتي في أغلبها بنى مدنية من مستشفيات ومدارس ودور عبادة وجسور وأبنية سكنية. كما انه لا يأتي على ذكر الأضرار التي تسببت بها للبيئة والشواطئ اللبنانية والتي طاولت كل أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط، كما لا يأتي على ذكر القنابل العنقودية التي ألقاها الجيش الإسرائيلي على المناطق اللبنانية وهي أسلحة محظور استخدامها دوليا، كما إن التقرير تجاهل ما أشار إليه القرار 1701 والذي يرتب عليها وعلى المجتمع الدولي مسؤوليات جديدة خاصة تجاه استكمال تطبيق القرار 425 بإعادة مزارع شبعا المحتلة إلى لبنان عن طريق الأمم المتحدة. ثانيا: إن التقرير يلفت القيادة الإسرائيلية إلى إخفاقها في تحقيق أهدافها العسكرية من الحرب على لبنان، إلا انه وفي الوقت نفسه يدعو إلى التحضير للحرب المقبلة، مما يؤكد أن إسرائيل لم تستخلص الدروس المناسبة والصحيحة من إحباط عدوانها، والتي تؤكد أن اتباع أسلوب العدوان العسكري هو عمل فاشل حتما ولا يوصل إلى نتيجة، بل على العكس من ذلك، فان أسلوب إسرائيل في العدوان والتدمير والقتل وارتكاب المجازر ضد المدنيين والتحضير للمزيد منها وتجاهل الحقوق المشروعة للبنان في عدم انتهاك سيادته واستعادة أراضيه المحتلة وإعادة الأسرى، يزيد من صلابة مقاومة اللبنانيين لهذا الأسلوب. ثالثا: إن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء وانطلاقا من وقائع التقرير يلفت عناية الرأي العام العربي والدولي، إلى أن التساهل مع إسرائيل في عدم محاسبتها على أفعالها، وليس آخرها نشر ملايين القنابل العنقودية في الأراضي الجنوبية للبنان بعد الإعلان عن القرار 1701، يمثل انتهاكا صارخا للأعراف الدولية والحقوق الإنسانية وهو بمثابة جريمة حرب يومية ترتكب في حق المدنيين اللبنانيين. رابعا: إن الاستخلاصات التي يمكن الخروج منها بالنسبة لنا في لبنان، هي أن استهدافات العدو تجاه لبنان ما زالت كما كانت أي التحضير للاعتداء على لبنان في المستقبل، وبالتالي محاولة فرض إسرائيل لهيبتها في المنطقة بعد إن نجحت مقاومة الشعب اللبناني العسكرية والسياسية في إفشال إسرائيل ومنعها من تحقيق أهدافها بفضل الوعي وصلابة التلاحم الداخلي. خامسا: إذا كانت إسرائيل تحاول استخلاص الدروس والعبر من فشلها في لبنان، فان على اللبنانيين استخلاص العبر والدروس المناسبة، وهي أن الوحدة الداخلية هي أفضل وأقوى طرق التصدي لعدوانية إسرائيل، وانه وبغير الوحدة الداخلية والتلاحم الشعبي والرسمي الذي نجح في إفشال إسرائيل في العام 2006، لن نتمكن من تكرار نجاحنا في المستقبل، بل إن صفوفنا المتفرقة ستضعف لبنان مما يسمح للعدو باستغلال هذا الضعف لتحقيق مآربه دون أي عناء».