ندوة سياسية في لبنان تحذر من الاقتراب من أجواء الاقتتال

TT

انتهت طاولة مستديرة عقدت في مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية تحت عنوان «لبنان والشرق الأوسط: أزمة الحكم في لبنان، العلاقات العربية والمصالح الدولية»، إلى «أننا أمام أزمة نظام حقيقية في لبنان وليس أمام أزمة عابرة، وأن هذه الأزمة تتطلب البحث عن نظام بديل يعيد الاستقرار إلى الحياة السياسية اللبنانية». ولفتت إلى «أن نهج العنف في تصاعد مستمر، وأن لبنان يقترب، ولو بصورة غير إرادية، من أجواء الاقتتال».

وشارك في اللقاء إلى جانب رئيس المركز السفير عبد الله بوحبيب، مستشار المركز الدكتور رغيد الصلح وباحثون وباحثات من المركز وعدد من المهتمين والمعنيين بالشأن العام ومن المساهمين والمساهمات في فعاليات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتربوية مختلفة. وعلى الصعيد الدولي، أكد مشاركون «أن الانتخابات الرئاسية الأميركية ستشكل عاملاً أساسيا لتغيير الوضع في لبنان والمنطقة». أما على الصعيد الإقليمي، فقد اتفق بعض المشاركين على «أن مشروع الولايات المتحدة الأميركية الهادف إلى نشر الديمقراطية في المنطقة قد تراجع في سلم أولوياتها والإدارة الأميركية هي اليوم أقرب الى التركيز على سياسة الاستقرار». واشار مشاركون آخرون إلى «أن الاحتلال الأميركي للعراق اوجد، بالعكس، حالة من اللا توازن أثرت في ثلاث ساحات هي لبنان وفلسطين والعراق». وخصص المشاركون القسم الأكبر من مداخلاتهم للوضع الداخلي اللبناني، واتفقوا على «أن الطائفية المتأصلة في الكيان اللبناني أصبحت تشكل عائقا كبيرا لتطوره لاسيما في ظل الصراع المذهبي الذي يخيم على المنطقة». وتناولوا مسألة النظام اللبناني، فاعتبروا «أننا أمام أزمة نظام حقيقية وليس أمام أزمة عابرة، وأن هذه الأزمة تتطلب البحث عن نظام بديل يعيد الاستقرار إلى الحياة السياسية اللبنانية».

ورأوا «أن الأفق مسدود أمام اللبنانيين بسبب انعدام الثقة بين الأطراف اللبنانية مما يدفع الكتلتين المتناحرتين إلى عدم البحث الجدي عن تسوية للمسائل العالقة». وخلال المداولات لاحظ المشاركون «أن نهج العنف في تصاعد مستمر، وأن لبنان يقترب، ولو بصورة غير إرادية، من أجواء الاقتتال». وأكدوا ضرورة «نبذ هذا النهج والابتعاد عنه بعد أن كلف اللبنانيين كلفة إنسانية ومادية هائلة خلال حروب السبعينات والثمانينات»، كذلك لاحظوا «أن الإعلام المحلي يلعب دورا مهما في تكييف ردود فعل اللبنانيين على الأحداث». ودعا مشاركون الإعلام اللبناني إلى «المساهمة في احتواء التوترات الفئوية ودعوات العنف». كذلك أكدوا «أن التدخلات الخارجية تزيد الأجواء تأزما وتساهم في وضع لبنان على طريق الانفجار، وإن حصر التنافس والصراع في الإطار اللبناني والابتعاد عن الاتكال على القوى الخارجية يسهل الوصول إلى منع الانفجار وإلى الوصول إلى التسوية المطلوبة».