ناطق نوري: زيارات مكثفة مع مصر للتنسيق حول العراق ولبنان وفلسطين

مستشار خامنئي التقى مبارك وقال إن الأميركيين لن يهاجموا طهران لأنهم مشغولون

TT

بينما قال علي أكبر ناطق نوري مستشار المرشد الاعلى لإيران، إنه تقرر تكثيف الزيارات بين وفود من بلاده ومصر لمزيد من التنسيق حول الملفات العراقية واللبنانية والفلسطينية، مُقرِّاً دعم طهران للفلسطينيين واللبنانيين، بمن فيهم حزب الله اللبناني، لأنه «يقف موقفا شجاعا ضد الهيمنة الإسرائيلية»، جدد علي أكبر ناطق نوري، ما قال إنه حلٌ إيراني للمشكلة الفلسطينية يقوم على إعادة اللاجئين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود، كل إلى دياره، وإجراء انتخابات (بين أبناء الأرض الأصليين) اليهود والمسيحيين والمسلمين، لاختيار ممثلين لهم (في حكم دولة فلسطين)، مستبعداً في الوقت ذاته إقدام الولايات المتحدة الأميركية على توجيه ضربة عسكرية لبلاده. وأعلن مستشار خامنئي ذلك عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له أمس بمقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة، قائلاً إنه «تقرر تكثيف تبادل الزيارات بين الوفود (من جانب البلدين)، خلال الفترة المقبلة، وصولاً إلى مزيد من التنسيق وتوسيع نطاق التعاون بين مصر وإيران، خاصة على المستويات السياسية والاقتصادية.

وتطرق المسؤول الإيراني إلى أن بلاده «قدمت منذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 حلاً للمشكلة الفلسطينية، يقوم على أساس عودة كل اللاجئين والمهاجرين الفلسطينيين إلى ديارهم، وفي نفس الوقت عودة اليهود الذين هاجروا من الخارج إلى فلسطين إلى بلادهم، التي هاجروا منها، ثم تجري بعد ذلك انتخابات داخلية برعاية الأمم المتحدة بين أبناء فلسطين من اليهود والمسيحيين والمسلمين لاختيار ممثليهم»، معرباً عن استعداد بلاده لاستقبال اليهود الإيرانيين الذين هاجروا إلى فلسطين (اسرائيل).

وردا على سؤال حول تمسك إيران باستمرار اسم الشارع الذي يحمل اسم قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، أعرب المسؤول الإيراني عن اعتقاده بأن هذه مسألة هامشية وجزئية و«ينبغي ألا تؤثر على علاقات البلدين.. مثل هذه المسائل والمشكلات يمكن حلها من خلال مباحثات الوفود، وهي في الطريق إلى الحل». واستبعد نوري أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية بالاعتداء العسكري على إيران وفتح جبهة حرب جديدة في المنطقة، قائلاً إن أميركا تعاني حاليا من المستنقع العراقي والمستنقع الأفغاني.. كما ان «الأميركيين مشغولون حاليا بالانتخابات الأميركية وقضايا داخلية، فضلا عن ضعف الدولار الأميركي وتراجع الاقتصاد الأميركي خلال السنوات الماضية».

وأعرب نوري، الذي يشارك في اجتماعات مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية المنعقد بالعاصمة المصرية، عن اعتقاده بأن «مثل هذه اللقاءات (بين وفود البلدين، مصر وإيران) سوف تسهم في توسيع نطاق التنسيق والتشاور تجاه القضايا الإقليمية المختلفة، ما يؤدي إلى نقل العلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى، مشيراً إلى أن «زيارات متبادلة بين وفود من القاهرة وطهران ستؤدي إلى مزيد من التنسيق حول الملفات العراقية واللبنانية والفلسطينية»، مؤكدا أن لقاءه مع الرئيس مبارك تطرق إلى أوجه التعاون المشترك إزاء هذه القضايا. وفي ما يتعلق بالوضع في العراق، قال نوري، إن بلاده تتعاون حاليا مع القيادات السنية العراقية، مؤكداً رغبة بلاده في أن يكون العراق بلدا مستقلا ذا سيادة ومعافى من الاحتلال، بينما أشار، في ما يتعلق بالملفين الفلسطيني واللبناني، إلى أن دعم إيران للشعب الفلسطيني يأتي بغض النظر عن كونه سنيا، «كما نقدم الدعم للشعب اللبناني بجميع طوائفه، وأن دعم إيران لحزب الله اللبناني يأتي كون حزب الله يقف موقفا شجاعا وصلبا ضد الهيمنة الإسرائيلية»، مؤكدا موقف بلاده الداعم لوحدة لبنان واستقراره وأضاف نوري أنه وجه الشكر للرئيس مبارك لما قدمته مصر من مساعدات للشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بفتح معبر رفح والسماح للفلسطينيين بالتزود باحتياجاتهم من مؤن وأغذية، كما وجه الشكر للرئيس المصري على دعوته للفصائل الفلسطينية فتح وحماس للحوار في القاهرة بهدف تحقيق الوفاق بين الفرقاء في الضفة الغربية وغزة، معرباً عن استعداد بلاده لمساعدة الشعب الفلسطيني.. «بكل أوجه المساعدة المادية والمعنوية».

من جانب آخر، جدد رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، عبد العزيز عبد الله عبد العزيز، مطالبة بلاده لإيران بحل الخلاف على جزر طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، بالطرق السلمية، وقال في رده على أسئلة الصحافيين، عقب استقبال الرئيس مبارك له بالقاهرة أمس، إن بلاده تطالب دائما بالحل السلمي لمشكلة الجزر، معرباً عن استعداد بلاده للقاء مع إيران «حتى يثبت كل طرف أحقيته»، مشيراً إلى أن الإمارات اقترحت على إيران أن يتم تحويل هذا الموضوع إلى محكمة العدل الدولية.. و«إننا على استعداد تام لقبول أي قرار يصدر عن هذه المحكمة».

وحول موافقة الإمارات على إقامة قاعدة عسكرية فرنسية على أرضيها، قال عبد العزيز، الذي يشارك أيضاً في اجتماعات مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية، إن بلاده ترتبط باتفاقيات تعاون مع دول عديدة، خاصة فرنسا و«هناك تعاون مثمر بينهما اقتصادي وتجاري وسياسي.. الإمارات تحرص دائما على تنمية ذلك مع كافة الدول».

وفي ما يتعلق بالأوضاع في المنطقة، من المقرر أن يستقبل مبارك الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية، خافيير سولانا، يوم الأحد المقبل، ضمن جولة لسولانا بالمنطقة تشمل الضفة الغربية وإسرائيل ولبنان. وقالت مصادر مصرية مطلعة إنه من المزمع أن يستعرض المسؤول الأوروبي مع الرئيس المصري الأوضاع على الساحة الفلسطينية ونتائج محادثات مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أخيراً، إضافة للأحداث الأخيرة على الحدود المصرية بين غزة ورفح، وكذلك نتائج محادثات الرئيس المصري مع رئيس وزراء لبنان بالقاهرة، التي جرت يوم 25 من الشهر الماضي.