الإمارات: اتهامات لصحافيين بالرشوة تتحول لقضية رأي عام

TT

يترقب الشارع الإماراتي مطلع الأسبوع المقبل، الذي سيتم فيه الكشف عن هوية «صحافيين مرتشين»، في قضية هي الأولى من نوعها تشهدها الساحة الإماراتية، إثر اتهامات من قبل مسؤول اماراتي كبير لصحافيين في صحيفة محلية بالرشوة، نظير الكتابة ضد المنشأة التي يترأسها.

وكانت صحيفة محلية تصدر من دبي، وفي خطوة غير مسبوقة على مستوى الصحافة الاماراتية، قد شنت هجوما نادرا على مسؤول كبير في الدولة، ووجهت صحيفة «الامارات اليوم» إلى قائد شرطة دبي المقرب من السلطة في الامارات، نقدا ووصفته بأنه يمارس «الإرهاب الفكري»، حيث تقول الصحيفة إن الأخير وجه إليها اتهامات بالرشوة.

وعادة لا تصل الصحف في الإمارات إلى هذا المستوى من الهجوم والنقد الحاد بشخصيات عامة، إلا أن الصحيفة المحلية الأحدث صدورا باللغة العربية، عرضت موضوعا رئيسيا في صفحتها الأولى، اتهمت فيه الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي بممارسة «الأرهاب الفكري»، مطالبة إياه بإثبات اتهاماته لصحافييها بالفساد.

وعلى الرغم من محاولات «الشرق الأوسط» للحصول على رد من قبل الفريق ضاحي، إلا أنه تحفظ عن التعليق عن الموضوع، رافضا الدخول في أية «مهاترات».

وكان قائد عام شرطة دبي، قد صرح بأنه يملك ملفا موثقا بالأدلة، يشير إلى صحافيين في صحيفة «الامارات اليوم» تسلموا رشا من أجل الكتابة ضد شرطة دبي.

وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد اللطيف الصايغ الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للإعلام، الناشرة لصحيفة «الامارات اليوم»، إنه اتفق مع الفريق ضاحي خلفان، على أن يتم تسليم هذا الملف، يوم الأحد المقبل في الساعة والواحدة ظهرا.

وبحسب الصايغ، فإنه في حالة إثبات هذه التهم ضد الصحافيين، «سنقوم باتخاذ الإجراءات القانونية باتجاههم، وتحويلهم للنيابة العامة»، واستدرك الصايغ «اما في حالة عدم ثبوت هذه التهم، فسنطلب اعتذارا رسميا على مستوى عال من الفريق ضاحي».

وأكد عبد اللطيف الصايغ، أن قضية الاتهامات بالرشوة لم تعد قضية داخلية في صحيفة فحسب، «بل غدت قضية رأي عام، والجميع يجب أن يعلم تفاصيلها وإلى أين بلغت.

وفي الوقت الذي لوح رئيس جمعية الصحافيين في الامارات محمد يوسف برفع قضية ضد قائد عام شرطة دبي، قال رئيس تحرير «الامارات اليوم» سامي الريامي لـ«الشرق الأوسط» إن قائد عام شرطة دبي، اتهم صحافيي الجريدة في ثلاثة مواقع، مضيفا «الأولى في مؤتمر صحافي، والثانية في مجلس عام بحضور أكثر من خمسة عشر شخصا، والثالثة في إذاعة محلية أعاد نفس الاتهامات».

وكانت بداية القضية الجدلية، عندما عقد ضاحي خلفان، مؤتمرا صحافيا، علق فيه على خبر نشرته الصحيفة عن شكاوى وانتقادات، تتعلق بطريقة عمل غرفة تلقي الاتصالات الطارئة في الشرطة، متهما الصحيفة بنشر أخبار تتعمد الاساءة لجهاز الشرطة، قبل أن يشير إلى وجود صحافيين من الصحيفة يتلقون الرشا من أجل الإساءة للشرطة.

وكان نائب رئيس دولة الامارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اصدر العام الماضي، بصفته رئيسا للوزراء، توجيهات الى الجهات المعنية، بعدم سجن أي صحافي بسبب عمله، بعد أن أقرت محكمة محلية حكما بالسجن على صحافيين.