السعودية: مزودو خدمة الإنترنت يوقفون العمليات غير الضرورية.. و«الاتصالات» تعتمد مسارات أخرى

TT

أوقف عدد من مزودي خدمة الانترنت في السعودية، العمليات الالكترونية غير الضرورية، في خطوة لتخفيف التأثير الذي خلفه تعطل كابلين بحريين، على حركة الاتصالات القادمة للبلاد، إثر تعرضهما للقطع، في وقت اعتمدت شركة الاتصالات السعودية في خططها التشغيلية على وسائل متعددة، ذات مسارات متنوعة، لئلا تنقطع الحركة بشكل كامل.

وقال لـ«الشرق الأوسط» المهندس سعد ظافر القحطاني نائب رئيس شركة الاتصالات السعودية، إن شركته لا تزال تعمل لصالح إعادة بعض الدوائر التي تأثرت جراء حادثة أمس الأول، لافتا إلى أن الرؤية لا تزال «غير واضحة» فيما يتعلق بحجم التأثير الذي طال حركة الاتصالات في بلاده.

وفي غضون ذلك، أكد هيثم أبو عائشة المدير التنفيذي لشركة صحارى نت، إحدى الشركات المزودة لخدمة الانترنت في السعودية، أن شركته «قامت بإيقاف عدد من العمليات الالكترونية غير الضرورية، كعمليات تحميل الأفلام والأغاني وغيرها».

وقال «لقد أعطينا العمليات الالكترونية ذات الأهمية القصوى، أولوية استمرارية التشغيل، وقد أخبرنا عملاءنا بذلك». وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الكابلات المغذية للسعودية وبعض دول المنطقة لحوادث قطع. وتوقع أبو عائشة ألا تقل الفترة الزمنية اللازمة لإصلاح العطب الذي طال الكوابل البحرية، عن أسبوع، فيما لم يستبعد أن تستمر عمليات الإصلاح لأسبوعين.

بدورها قالت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في بيان اول من امس «إن استئناف الخدمات بشكل طبيعي قد يستغرق عدة أيام»، فيما أكدت متابعتها للوضع، وعملها مع الشركات مقدمة الخدمة «لإيجاد بدائل وحلول سريعة لحين زوال المشكلة». وأرجعت الهيئة ما حدث من بطء في الدخول لشبكة الانترنت في السعودية «لانقطاع كابلين بحريين يغذيان غالبية مزودي خدمات الاتصالات في المنطقة».

وأشارت شركة الاتصالات السعودية، إلى أن الانقطاع الذي تعرض له كابلان بحريان «أثر على حوالي 50 في المائة من حركة الاتصالات الدولية وحركة الانترنت» غير أنها أكدت أن شبكات الانترنت والمواقع في السعودية «لم تتأثر بهذه الأعطال».

وتواجه شركات الصيانة المسؤولة عن إحداث مثل هذه الأعطال «أحوالاً جوية صعبة ومتقلبة للوصول للمنطقة التي حدثت بها الأعطال ومن ثم البدء في اصلاحها»، بحسب بيان لشركة الاتصالات السعودية، وهو ما أكد عليه المدير التنفيذي لشركة صحارى نت، الذي أكد بدوره أن عمليات الإصلاح تستلزم إرسال سفينة استطلاعية، ومن ثم قيام فريق من الغواصين بمباشرة أعمال الصيانة.

وعملت شركة الاتصالات السعودية، على تبليغ مزودي خدمة الانترنت في السعودية بأنباء توقف حركة الاتصالات. لكن أبو عائشة لام الاتصالات السعودية على تأخرها بعملية إبلاغ مزودي الخدمة، مؤكدا على أنه وبالرغم من ذلك، فقد استطاعت شركة «صحارى نت»، أن تتلافى الأمر، وهو ما قلل أثر ذلك الانقطاع على عملائها.

وقد شرعت شركة الاتصالات السعودية عند حدوث تلك الأعطال باتخاذ التدابير اللازمة لاستعادة جزء من حركة الاتصالات الدولية، وحركة الانترنت، طبقاً لخطة الطوارئ المشتركة بين جميع المشغلين بالاستفادة من السعات المتاحة على الكابل البحري القاري الرابع في اتجاه الشرق والكابل البحري الثالث في اتجاه الغرب ذي السعات المحدودة.

وفي مصر، قال مسؤولون بشركات إنترنت بمصر أمس إن نسبة التأثر تراوحت بين 20% إلى 25%، بعد اتخاذ إجراءات بديلة أكثر كلفة، إلا إن الانقطاع والبطء في عمل الشبكة العنكبوتية أصاب العديد من أصحاب شركات رئيسية وفرعية، موفرة لخدمة الانترنت لنحو 4.4 ملايين مستخدم بمصر، بالفزع جراء حالة الاحتضار التي أصيب بها جسد الشبكة، إذ اشتكى العديد من مستخدمي الانترنت في غالبية مناطق العاصمة المصرية والمحافظات، من انقطاع الخدمة وتراجعها إلى حد كبير، ما أدى لتوقف العمل في شركات وصحف ومواقع إعلامية ومدونات..

وقال مدير العلاقات الحكومة والخارجية بشركة «تي إي داتا» التابعة لشركة المصرية للاتصالات الحكومية، أحمد أسامة، أن نسبة التأثر تراوحت أمس بين 20% إلى 25%، بعد أن تم اتخاذ عدد من الخطوات البديلة لتقديم خدمات الانترنت والاتصالات الدولية، مشيراً إلى أنه لم يتحدد بعد حجم الخسائر الناجمة عن انقطاع الكابلين البحريين للاتصالات الدولية، مؤكداً أن ذلك سيتضح من خلال حساب التكلفة الناجمة عن الحلول المؤقتة التي لجأت إليها الشركات والمتمثلة في تقديم خدمات الانترنت عبر الأقمار الصناعية، والتي تعد مكلفة للغاية. وأكد تضرر قطاعات اقتصادية ومالية، لكنه قال إن أكثر القطاعات تضرراً من انقطاع الانترنت هي «مراكز الاتصال»، المعروفة باسم «كوول سنتر»، وهي خدمة خاصة بتقديم الاستشارات عبر دول العالم للشركات والأفراد. وأوضح المسؤول في شركة «مينا تل للاتصالات العامة» في مصر، محمد صفاء، أن حجم تأثر الاتصالات الهاتفية الدولية (الثابتة) الناجمة عن انقطاع الكابلات البحرية وصلت إلى نحو 30%، مشيراً إلى أنه تم نقل دوائر اتصالات من المناطق الأكثر تضرراً إلى المناطق التي أصيبت بأضرار طفيفة.

وعطَّل انقطاع شبكة الإنترنت عن أجزاء من مصر العديد من عمل المراسلين الصحافيين داخل البلاد، ولم يتمكن مسؤولو غالبية المواقع الإعلامية على الانترنت وكذلك مسؤولو المدونات من البث على الانترنت، وقال رئيس تحرير موقع «برلمان دوت كوم»، محمد حسين، إن جهاز الكومبيوتر الذي يباشر عليه العمل (من مقره بغرب العاصمة) بين مندوبي الموقع بالقاهرة ومراسليه بالمحافظات تحول إلى «صندوق بلا قيمة.. حاولنا تحديث المواد الإخبارية لموقعنا ولم نستطع».

وقال مسؤول عن الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تتواصل بها جماعة الإخوان المسلمين مع أنصارها في مصر، إن الغالبية العظمى من المواقع العديدة للجماعة على الانترنت «ماتت اليوم»، وأضاف: «كنا نعتقد أن الحكومة (التي تتعامل مع الجماعة باعتبارها جماعة محظورة) وراء حجب الموقع الرئيسي للجماعة إضافة لمواقع أخرى خاصة بها (بالجماعة) في عدة محافظات إلى أن اكتشفنا انها مشكلة عامة أصابت الجميع».