فرنسا تنظر بحذر إلى كفة القوى.. وتكتفي بدعم محدود لنظام الرئيس ديبي

ساركوزي عرض على الرئيس التشادي إخراجه من قصره خلال اتصال هاتفي.. واستبعاد التدخل

TT

ما زالت فرنسا تلتزم موقفا حذرا إزاء المعارك الجارية في العاصمة التشادية بين المتمردين والقوات الحكومية، مكتفية بالحد الأدنى من الواجبات التي يرتبها عليها اتفاق التعاون العسكري القائم بين الجانبين منذ عام 1986. وفيما بدأت القوات الفرنسية المشكلة من 1450 رجلا ومن قوة جوية ضاربة بإجلاء الرعايا الفرنسيين والأجانب من العاصمة انجمينا، فإن الحفاظ على أمن الجالية الفرنسية المقيمة في تشاد يشكل الأولوية المطلقة التي لا تبدو حتى الآن مهددة بعد التطمينات التي أعطاها قادة التمرد للقيادة العسكرية الفرنسية الميدانية بعدم التعرض للمصالح الفرنسية.

غير أن الموقف الفرنسي يبدو متأرجحا بانتظار أن تنجلي المعارك الجارية حاليا في العاصمة عن نتيجة ما. وبعدما كان الرأي السائد أن المعركة شبه محسومة لصالح الحركات الثلاث الساعية الى إسقاط نظام الرئيس إدريس ديبي، حليف فرنسا، فإن تطورات الساعات الأخيرة أبرزت أن مصير المعركة الدائرة لم يحسم بعد، وأن كل شيء ما زال ممكناً.

وكشفت مصادر قصر الإليزيه أن باريس اقترحت على الرئيس التشادي إخراجه من قصره في نجامينا. غير أن الأخير رفض العرض الفرنسي الذي كرره عليه الرئيس ساركوزي مرة ثانية بعد ظهر السبت خلال الاتصال الهاتفي الثاني معه في 24 ساعة.

والثابت أن الخط الذي سترسو عليه السياسة الفرنسية سيكون حاسما في تقرير مصير النظام وحركة التمرد بسبب التأثير الكبير لما تقرره باريس التي لها في تشاد أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في أفريقيا. وأمس عرض كل من وزيري الخارجية والدفاع بعض ملامح هذه السياسة. وحرص برنار كوشنير على استبعاد التدخل في المعارك إذ قال، في حديث لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الأسبوعية، إن دعم باريس للسلطات التشادية «لا يمر بمشاركة مباشرة في المعارك». وبرر كوشنير الذي شارك في الساعات الأخيرة مع وزير الدفاع ورئيس أركان القوات الفرنسية في العديد من الاجتماعات مع الرئيس ساركوزي، موقف باريس بالقول إن «اتفاقات التعاون العسكري الفني (بين الجانبين) لا تنص في أي حال على المشاركة في نزاع بين التشاديين».