مقتل 9 صوماليين معظمهم من تجار القات باستخدام لغم أرضي

جينداي فريزر في «أرض الصومال» وتعهدات أفريقية جديدة بإرسال مزيد من القوات

مسؤولون حكوميون يعاينون حافلة صغيرة بعد تعرضها لانفجار على جانب الطريق في العاصمة الصومالية مقديشو أمس (رويترز)
TT

قتل 9 مدنيين في انفجار لغم على حافلة نقل بجنوب مقديشو، وقد زرع اللغم في شارع يستخدمة المسؤولون الحكوميون والوفود الأجنبية الزائرة. ومعظم القتلى من تجار «القات» الذين كانوا متوجهين الى مطار خارج العاصمة لاستقبال بضائعهم.

في هذه الأثناء قامت جينداي فريزر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بزيارة دامت عدة ساعات لمدينة «هرجيسا» عاصمة جمهورية «أرض الصومال» التي أعلنت انفصالها عن الصومال من طرف واحد منذ عام 1991، التقت خلالها بقادة أرض الصومال غير المعترف بها.

وقد نجم مقتل المدنيين التسعة وهم من تجار القات في العاصمة مقديشو عن لغم زرع بجانب الطريق قرب المطار الدولي في مقديشو. وقد تناثرت أجساد ركاب الحافلة الصغيرة الى أشلاء بسبب قوة الانفجار الذي أصيب فيه خمسة آخرون بجراح مختلفة. وزرع اللغم في شارع يستخدمة عادة المسؤولون الحكوميون والوفود الأجانب الزائرة للعاصمة.

وقال سائق الحافلة الذي نجا من الانفجار «أحسست بهزة ضخمة في مؤخرة الحافلة وأصبت بالصدمة ثم وجدت نفسي وأنا أمسك بمقود السيارة فقط فيما تناثرت أجزاء السيارة وأجساد الركاب حولي وهي مضرجة بالدماء». ويعمل جميع الذين قتلوا في هذا الحادث في تجارة القات المزدهرة في الصومال وكانوا متوجهين الي مطار «كيلو 50» بجنوب العاصمة مقديشو، لاستقبال بضائعهم حيث تصل شحنات القات كل صباح بالطائرات رأسا من مزارع القات في كينيا. ولم تتبن جهة محددة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي يبدو أنه كان يستهدف شخصيات حكومية كما حدث في عمليات مماثلة في نفس هذا الشارع أيضا، في خضم أعمال العنف المستمرة في مقديشو.   على صعيد آخر قامت جينداي فريزر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مدينة «هرجيسا» عاصمة جمهورية أرض الصومال التي أعلنت انفصالها عن الصومال من طرف واحد منذ عام 1991. وقد صرحت فريزر في حديث أدلت به عند وصولها لمطار هرجيسا بأنها جاءت ردا على الزيارة التي قام بها رئيس أرض الصومال «طاهر ريالي كاهن» مؤخرا الى الولايات المتحدة.

وقد اتخذت السلطات المحلية إجراءات أمنية مشددة حول المطار ونشرت مئات من عناصر الشرطة والجيش في شوارع مهمة بـ«هرجيسا» إضافة الي نحو 20 من رجال الأمن الأميركيين الذين يرافقون جينداي فريزر في رحلتها الي «أرض الصومال». والتقت فريزر كلا من طاهر ريالي كاهين رئيس أرض الصومال وعددا من قادة المعارضة في «أرض الصومال» وقالت ان الولايات المتحدة تدعم العملية الديمقراطية في أرض الصومال وتتعاون مع السلطات المحلية لتحقيق الاستقرار. وسئلت فريزر عن موقف الولايات المتحدة من الاعتراف بأرض الصومال فقالت ان ذلك مرتبط بالموقف الذي تتخذه دول الاتحاد الأفريقي أولا ونحن ننتظر الخطوة التي سيتخذونها بخصوص هذه المسألة. يشار هنا الى أن «أرض الصومال» (تضم 5 محافظات من أصل 18 محافظة تتكون منها الجمهورية الصومالية) قد أعلنت انفصالها عن بقية الصومال في مايو (آيار) عام 1991، وتمكنت من تحقيق استقرار سياسي وأمني طيلة هذه الفترة بالمقارنة مع بقية الصومال لكنها لم تحصل على اعتراف إقليمي أو دولي حتى الآن. من جهة أخرى أكد رئيس الوزراء الصومالي نور عدي  حصول حكومته على ضمانات جديدة بإرسال المزيد من قوات حفظ السلام الأفريقية للمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال . وقال عدي إن الرئيس النيجيري أومارو يارآدوا أبلغه بأن بلاده مستعدة لنشر قوات إضافية في الصومال. وأضاف عدي انه بحث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إمكانية مساهمة المنظمة الدولية في تعزيز بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال المعروفة اختصار بالـ«أميصوم» وكان من المقرر ان تتسلم الأمم المتحدة مهام حفظ السلام في الصومال بدلا عن الاتحاد الأفريقي الا أن المنظمة الدولية تراجعت عن ذلك منتصف العام الماضي. وكان الاتحاد الأفريقي قد تعهد بإرسال 8 آلاف جندي للقيام بمهام حفظ السلام في الصومال، إلا أنه تم حتى الآن إرسال نحو ربع هذا العدد الذي ساهمت فيه دولتان أفريقيتان هما أوغندا 1750 جنديا وبروندي 400 جندي فيما ينتظر من غانا وملاوي ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطي إرسال مزيد من الجنود الى الصومال. وكانت قمة الاتحاد الأفريقي التي أنهت اجتماعاتها أول من أمس السبت في أديس أبابا قد أصدرت نداء عاجلا الى الدول الأعضاء لإرسال العدد المطلوب من القوات الى الصومال في إطار عملية حفظ السلام الأفريقية.