ماكين يأمل في انتزاع ترشيح الجمهوريين واستطلاعات الرأي تؤكد التقارب بين فرص كلينتون وأوباما

«الثلاثاء الكبير» على الأبواب والمعارك الانتخابية احتدمت

اوباما يضحك امام عدسة المصورين الصحافيين خلال تجمع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

دخلت الحملات الانتخابية مرحلة محمومة مع اقتراب موعد «الثلاثاء الكبير» الحاسم الذي سوف يشهد اكبر منافسة في تاريخ الرئاسة الاميركية على ترشيح الحزبين الجمهوري والديموقراطي في حين توقع المرشح الجمهوري جون ماكين الحصول على ترشيح حزبه لسباق الرئاسة الاميركية وأظهرت استطلاعات الرأي تقاربا شديدا بين حظوظ كل من هيلاري كيلنتون وباراك اوباما.

وستجري الانتخابات غدا في 24 ولاية اميركية مما يجعلها انتخابات وطنية. وسيشهد «الثلاثاء الكبير» تنافس الديموقراطيين في 22 ولاية، فيما سيختار الجمهوريون في 21 ولاية. وبالإجمال، فان 19 ولاية ستجري انتخابات للحزبين. ويمكن ان يكون هذا اليوم حاسما بالنسبة لماكين في مسعاه للتغلب على منافسه ميت رومني، الا ان كلينتون واوباما لا يعتقدان ان التصويت سيحسم اختيار الحزب لمرشحه.

واظهر استطلاع جديد للرأي نشر امس تعادل المرشحين هيلاري كلينتون وباراك اوباما في السباق على ترشيح حزبهما الديموقراطي فيما تصدر جون ماكين قائمة المرشحين الجمهوريين. واظهر الاستطلاع الذي اجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «ايه بي سي» الاخبارية حصول كلينتون، سناتور نيويورك، على نسبة 47% مقابل 43% بالمائة لسناتور ايلينوي باراك اوباما. ويعتبر الفارق بينهما ضمن هامش الخطأ الذي يبلغ زائد او ناقص اربع نقاط مئوية.

الا ان المرشح الجمهوري ماكين سناتور اريزونا تصدر الاستطلاع بنسبة 48% مقابل 24% لصالح ميت رومني حاكم ماساشوستس السابق. وتأتي المكاسب التي حققها ماكين في اعقاب انتصاراته في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ساوث كارولاينا وفلوريدا، وبعد انسحاب المرشح الجمهوري رودولف جولياني من السباق.

كذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز وشبكة سي ـ سبان ومؤسسة زغبي لاستطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما. وأظهر الاستطلاع الذي أعلنت نتائجه امس تقدم أوباما على كلينتون بفارق ضئيل في ولاية كاليفورنيا بينما تقاربت بشدة الاصوات المؤيدة لكل منهما في نيوجيرسي وميسوري قبل يوم الثلاثاء الذي سيشهد أكبر عملية تصويت في حملة الترشيح لخوض الانتخابات الاميركية.

ففي كاليفورنيا تقدم أوباما على كلينتون بنسبة 45 في المائة الى 41 في المائة. ويحمل الاستطلاع هامش خطأ بنسبة 9.2 نقطة مئوية. وتقدمت كلينتون نقطة واحدة على أوباما في نيوجيرسي وميسوري في استطلاعين يحمل كل منهما هامش خطأ بنسبة 3.4 نقطة مئوية. وتحظى كلينتون بدعم بين النساء وذوي الاصول اللاتينية والمسنين بينما يتمتع أوباما بتأييد كبير بين السود والرجال وقطاع الشباب. ويتقدم أوباما ـ عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي والذي سيصبح في حالة فوزه أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة ـ بفارق 20 نقطة على كلينتون في جورجيا اذ يحظى بدعم يزيد عن ثلاثة أصوات الى صوت واحد لمنافسته بين الناخبين السود.

وعلى الجانب الجمهوري يتقدم جون مكين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا على منافسه ميت رومني بفارق يزيد عن عشر نقاط في نيويورك ونيوجيرسي وميسوري لكنه يتراجع قليلا أمامه في كاليفورنيا.

ويتقدم رومني حاكم ماساتشوستس السابق على مكين بنسبة 37 في المائة الى 34 في المائة في كاليفورنيا. ويحمل الاستطلاع هامش خطأ بنسبة 2.9 نقطة مئوية.

اما بالنسبة للجمهوريين فسيقوم ماكين بحملة انتخابية في كونيكتيكت الى جانب الديمقراطي الذي اصبح مستقلا جوزيف ليبرمان، فيما من المقرر ان يتوجه رومني الى ميسوري.

وتوقع ماكين (71 عاما) الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري بعد «الثلاثاء الكبير» بعد ان قام بحملة في الولايات الجنوبية المحافظة. وقال ماكين للصحافيين «اعتقد انني سأحصل على ترشيح حزبي»، مؤكدا انه لا يعتبر ذلك امرا مسلما به، مضيفا «اعتقد ان توحيد حزبنا هو امر مهم للغاية (...) وانا واثق من ان بامكاني القيام بذلك». وزارت كلينتون اول من امس كلا من كاليفورنيا واريزونا ونيو مكسيكو، فيما زار اوباما ايداهو وعقد تجمعات انتخابية في مينيسوتا وميسوري. ورغم فوزه في ولايتي ايوا وساوث كارولاينا الشهر الماضي وسلسلة الدعم التي حصل عليها، الا ان اوباما قال «لا اعتقد ان هناك ادنى شك في ان السناتور كلينتون لا تزال المفضلة».

وصرح للصحافيين على متن الطائرة التي تنقله في حملته الانتخابية «عندما يعرفني الناس ويتعرفون على سجلي، نحرز تقدما. ولكن عندما لا يتم ذلك فانها تتقدم».

وستقوم كل من نجمة التلفزيون الاميركي السوداء اوبرا وينفري وكارولين كينيدي ابنة الرئيس الاميركي الراحل جون اف. كينيدي بحملة انتخابية لصالح اوباما (46 عاما) في كاليفورنيا. كما سيقوم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون بحملة انتخابية لصالح زوجته في اليوم نفسه. وكانت هيلاري شبهت منافسها اوباما بالرئيس جورج بوش معتبرة انه لا يمكن للناخبين ان يختاروا شخصا لا يعرفونه بشكل كاف. وقالت السيدة الاميركية الاولى سابقا على متن طائرتها في طريق عودتها من تاكسون (اريزونا، جنوب ـ غرب) «لا يمكننا ان نسمح لانفسنا بانتخاب شخص كما فعلنا مع جورج بوش وبعد ذلك نفاجأ بالقرارات المتخذة وبتوجهات ادارة البلاد».

وفي رد على ذلك قال روبرت غيبس المتحدث باسم اوباما ان تلك التصريحات «تبدو عادية من حملة كلينتون». وقال ان الناخبين «يرغبون في الابتعاد عن الماضي، يريدون مستقبلا مختلفا، ويرغبون في تغيير حقيقي». وفي تجمع انتخابي في مدرسة ثانوية في نيومكسيكو، دعت كلينتون انصار الحزب الديموقراطي المحتشدين قائلة «عينوني في اصعب وظيفة في العالم».