نتائج الانتخابات تحدد خيارات الصرب بين كوسوفو والانضمام للاتحاد الأوروبي

الانتخابات الرئاسية الصربية تضع البلاد على مفترق طرق

TT

أقبل الناخبون أمس بكثافة على صناديق الاقتراع، للادلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، والتي يتنافس فيها الرئيس بوريس تاديتش ونائب رئيس الحزب الراديكالي الصربي توميسلاف نيكوليتش. وسيختار حوالي 7.6 مليون ناخب بين الرئيس المنتهية ولايته بوريس تاديتش المؤيد للتقارب مع الاتحاد الاوروبي، وتوميسلاف نيكوليتش المشكك في الاتحاد والمؤيد لروسيا، ما يجعل هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على الانضمام لاوروبا ام لا.

وقد وصفت الانتخابات بأنها أفضل معيار لتحديد توجهات الرأي العام وخياراته. وأعلنت لجنة الانتخابات أن 9.56 في المائة ممن يحق لهم التصويت وهم 6723762 ناخب أدلوا بأصواتهم حتى الساعة العاشرة من صباح أمس الأحد، وهو رقم يفوق نسبيا الرقم المسجل في الدورة الأولى التي جرت في 20 يناير الماضي، وهي 9.45 في المائة. وقالت رئيسة لجنة الانتخابات سونيا بركيتش إن «مراكز الاقتراع الـ8.841 فتحت في الوقت المحدد ولم يتم تسجيل أي مخالفات». ويشارك الصرب المقيمون في 36 دولة في الانتخابات الرئاسية إلى جانب صرب كوسوفو. وقال توميسلاف نيكوليتش، إنه سيكون الرئيس القادم لصربيا وأن نتائج الجولة الاولى من الانتخابت ستتكرر. وكان نيكوليتش قد حصل على 1.646.172 صوتا اي 39.4 في المائة بينما حصل الرئيس بوريس تاديتش على 1.457.030 صوت أي 35.4 في المائة. ووفقا للدستور الصربي فإن المرشح الذي يحصل على أعلى الأصوات في الدورة الثانية يكون الرئيس القادم للبلاد ولمدة 5 سنوات. وفي حال تساوت النسب وهو أمر مستبعد، تعاد الانتخابات بعد 15 يوما. ومن المتوقع أن تظهر النتائج النهائية اليوم. وكان كل من الرئيس بوريس تاديتش ومنافسه توميسلاف نيكوليتش قد أعرب عن اعتقاده بأنه سيكون الفائز بمقعد الرئاسة. ورغم أن الجهات الدولية ولا سيما الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، قد أعلنت وقوفها على الحياد في المواجهة الانتخابية بين نيكوليتش وتاديتش، إلا أنها ترغب في فوز الأخير لتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق مرة أخرى إلى العنف، بعد تهديد نيكوليتش بإقامة قواعد عسكرية روسية فوق الأراضي الصربية في حال اعلان استقلال كوسوفو، كما هدد بوقف مسيرة بلاده نحو الاتحاد الاوروبي إذا ما حصل ذلك. وسيعرف اليوم إلى أي مدى يلقى خطاب نيكوليتش صدى في الشارع الصربي، لا سيما أن استطلاعات الرأي أكدت أن 70 في المائة من الصرب يرغبون في الانضمام للاتحاد الاوروبي، وهو ما ركز عليه الرئيس تاديتش في حملته الانتخابية. وأعلن أنه لن يسمح بإقامة قواعد عسكرية في بلاده، ما دام رئيسا، لكن استطلاعات الرأي لم تذكر تحديدا ما إذا كان الصرب يقايضون الانضمام للاتحاد الاوروبي باستقلال كوسوفو، وهذا ما تجيب عنه نتائج الانتخابات.