إغلاق الحدود بين مصر وقطاع غزة وإبقاء ثغرة للعبور عند معبر صلاح الدين

مسلحون فلسطينيون قاموا بمحاولة فاشلة لاقتحام الحدود وحطموا حافلة وأصابوا سائقها

عناصر من القوة التنفيذية التابعة لحماس يحاولون صد فلسطينيين من عبور الخط الحدودي الفاصل بين غزة ومصر الذي اغلق أمس (أ.ف.ب)
TT

أغلقت السلطات المصرية في وقت مبكر من صباح أمس الحدود مع قطاع غزة بشكل كامل تنفيذا لاتفاق تم بين الجانبين اول من أمس، بعد 12 يوما من انهيار السياج الحدودي. وقامت قوة مصرية بمعاونة القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس بتثبيت حواجز معدنية وأسلاكا شائكة لسد الفجوات التي فتحت في السياج الحدودي قبل 12 ايام في حين استخدم عشرات من ناشطي حماس العصي لمنع اي شخص من عبور الحدود الى مصر. وأطلقت القوة التنفيذية النار في الهواء لابعاد الفلسطينيين الغاضبين الذين القوا الحجارة على رجال الشرطة المصريين المنتشرين في الجانب الآخر من الحدود. وقام مسلحون فلسطينيون بتحطيم حافلة مصرية مما أدى الى اصابة سائقها بجروح.

وأبقى الجنود المصريون على ثغرة واحدة مفتوحه للسماح بمرور فلسطينيين الى قطاع غزة وعودة مصريين موجودين في القطاع الى مصر. وقالت مصادر أمنية مصرية انه تم إغلاق بوابة صلاح الدين الحدودية أمام حركة عبور الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية والإبقاء على ثغرة فيها للعبور الرسمي. وأضافت المصادر أن حرس الحدود المصري وقوات الأمن المركزي سيطر بشكل كامل على الحدود وعلى جميع الثغرات التي كان يتدفق منها الفلسطينيون إلى مصر. وأوضحت المصادر المصرية انه يسمح حاليا للفلسطينيين بالعودة إلى قطاع غزة عبر بوابة صلاح الدين، فيما يسمح للمصريين داخل قطاع غزة بالعودة إلى مصر، بعد تدقيق الهويات من قبل رجال الشرطة المصريين.

وانتشرت قوات فض الشغب المصرية وقوات من حرس الحدود على جميع الثغرات التي أحدثها المسلحون الفلسطينيون عند اقتحام خط الحدود منذ الثالث والعشرين من يناير كانون (الثاني الماضي)، كما انتشرت داخل مدينة رفح الحواجز الأمنية والمئات من جنود الأمن المركزي مما عرقل حركة سير المواطنين المصريين أنفسهم داخل رفح. وأغلقت معظم المحال التجارية في شارع صلاح الدين بناء على تعليمات من أجهزة الأمن المصرية، فيما خلت شوارع رفح المصرية للمرة الأولى منذ اقتحام الفلسطينيين للحدود المصرية.

وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين قد دخلوا الأراضي المصرية خلال الإثنى عشرة يوما الماضية عقب تفجير مسلحين فلسطينيين للجدار الحديدي ونزع سور الأسلاك الشائكة وهدم الجدار الخرساني الفاصل بين مصر وغزة بغرض الحصول على الوقود والسلع. وضخ تجار مصريين في مدن رفح والشيخ زويد والعريش نحو 350 مليون دولار قيمة بضائع قام الفلسطينيين بشرائها من الأسواق المصرية. وعرقلت مصر منذ أيام وصول البضائع إلى مدن شمال سيناء لحمل الفلسطينيين على وقف تدفقهم إلى أراضيها.

وقالت مصر انها أبلغت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أنها لن تسمح بتكرار اقتحام الفلسطينيين لحدودها مع القطاع. وقال المتحدث الرئاسي سليمان عواد في تصريحات ان مصر سمحت قبل حوالي أسبوعين لفلسطينيي غزة بدخول أراضيها «تقديرا لمعاناة سكان القطاع الإنسانية وتفهما بأن هذه المعاناة تأتي كرد فعل مباشر للحصار الذى تفرضه اسرائيل على القطاع».

وأكد عواد من جديد على «موقف مصر الحازم من عدم التفريط مطلقا في حقها وواجبها ومسؤوليتها في أن تحول دون تكرار ما حدث أبدا». وأضاف «مصر دولة محترمة وحدودها غير مستباحة كما أن جنودها لا يرشقون بالحجارة». واوضح ان «مصر لن تسمح أبدا بتكرار ما حدث لان لها حدودا وأرضا وسيادة ومن حقها ومن واجبها ومسؤوليتها أن تحفظها».

وانتهت محادثات في القاهرة أول من امس بين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤولين مصريين دون التوصل لاتفاق رسمي بشأن الترتيبات على الحدود بين مصر وقطاع غزة. وقال عواد «مصر وجهت هذه الرسالة الحازمة لوفد حركة حماس لدى زيارته الاخيرة للقاهرة».

وبعد المحادثات مع المسؤولين المصريين قال محمود الزهار أحد قادة حماس وعضو وفدها الى القاهرة «نحن سنضبط الحدود بالتعاون مع مصر وبالتدريج». لكن عواد قال ان ضبط الحدود يتطلب تعاون اسرائيل باعتبارها قوة احتلال وكذلك باعتبارها الطرف الذي يفرض الحصار. وأضاف أن الطرف الاوروبي الذي يتولى مراقبة مرور الفلسطينيين من معبر رفح الحدودي مع مصر له دور يتعين أن يقوم به. ولم يخف فلسطينيون كانوا يريدون التوجه الى مصر خيبة املهم بعد اتخاذ هذا الإجراء الذي يعزل مجددا هذه المنطقة الفقيرة والمتكظة سكانيا عن العالم الخارجي. وقال زكي ابو نصيرة (45 عاما) :«إنني مريض وعلي استشارة طبيب في اقرب فرصة في مصر لأنني لا أجد في غزة الأدوية اللازمة لتلقي العلاج».