منتخب رياضي عراقي من المعوقين يحلم بإحدى ميداليات أولمبياد بكين 2008

يفتقر لقاعة تدريب بل حتى سيارة نقل.. لكنه يملك روح التحدي لتحقيق ما عجز عنه الأصحاء

أعضاء المنتخب العراقي للكرة الطائرة من المعوقين يتدربون (أ.ف.ب)
TT

بغداد ـ أ.ف.ب: يحلم 12 رياضيا يشكلون منتخب العراق لكرة الطائرة للمعوقين، في الحصول على إحدى الميداليات في أولمبياد بكين 2008 وإعادة إنجاز أولمبياد أثينا 2004 عندما حصل احد الرباعين المعوقين على إحدى الذهبيات.

وهذا المنتخب هو الاول الذي يتأهل رسميا الى أولمبياد بكين 2008 في حين يعجز الرياضيون الاصحاء حتى الآن عن ذلك رسميا للمشاركة في المحفل الأولمبي الذي شهد مشاركة رياضيين عراقيين معوقين في أكثر من دورة. وما يزال ثلاثة رباعين معوقين يتنافسون للتأهل للاولمبياد.

ويواجه هؤلاء الرياضيون مشاكل عدة؛ فمعظمهم من دون أطراف نتيجة اصابتهم بإعاقة أثناء الحروب، كما انهم لا يمتلكون مركزا تدريبيا او قاعة للتدريب الذي يحضرونه بشكل غير منتظم في احدى القاعات التي تعود الى كلية التربية الرياضية للبنات.

يشار الى ان عددا من الرياضيين العراقيين المعوقين حصلوا على عدة ميداليات في اكثر من فعالية في دورات اولمبية؛ ففي اولمبياد برشلونة عام 1992 حصل احمد عليوي على برونزية رمي القرص، وفي أولمبياد أثينا 2004 حصل الرباع فارس سعدون على إحدى الذهبيات في رفع الاثقال كما حصل ثائر احمد على البرونزية.

ويقول هادي عبد الكريم، احد اعضاء منتخب الكرة الطائرة في وضع الجلوس «نأمل باهتمام ورعاية من قبل الجهات المعنية لكي تكون استعداداتنا افضل، لكن حقيقة الأمر ان مشاكل عدة تواجهنا وتعترض برنامجنا التحضيري لاولمبياد بكين 2008 ابرزها صعوبة التنقل للوصول الى مكان التدريب، بحيث نعتمد على أنفسنا فقط». وأكد ان «الدعم المادي غائب وما نتقاضاه في الشهر من أجور لا ينسجم مع ما ننفقه للحصول على معدات وتجهيزات، لكن هذا لا يمنعنا من التطلع الى المنافسة على مركز متقدم في أولمبياد بكين صيف العام الحالي».

وعبد الكريم الذي يعتاش من سيارته التي حولها للأجرة هو افضل لاعب كابس في العالم عندما اختير لهذا الامتياز في بطولة العالم في مصر عام 2000. كما يسعى عبد الكريم الذي فقد احدى قدميه في الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) الى تحقيق إنجاز جديد.

من جهته، قال رئيس اللجنة البارالمبية لألعاب المعوقين قحطان النعيمي «ان مهمة شاقة تنتظرنا وإذا أردنا ان نستعد لها جيدا، علينا ان نتغلب اولا على المشاكل الفنية لكي لا تكون حاجزا صعبا أمامنا». ويرى النعيمي ان «الإعداد الأفضل وتنفيذ البرنامج التدريبي بشكل صحيح خلال الفترة المقبلة سيجعلنا بين المنافسين في المراكز الاولى للحصول على احدى الميداليات».

اما مدرب المنتخب العراقي للمعوقين في لعبة الكرة الطائرة عامر الزبيدي، فيرى ان «الثقة الكبيرة بلاعبينا في تحديهم لإعاقاتهم واصرارهم للتغلب على المشاكل ستشكل دافعا معنويا لمواصلة تدريباتنا». وحض الزبيدي اللجنة الاولمبية العراقية والجهات الحكومية على رعاية هذا المنتخب الذي يحمل لواء رياضة المعوقين في أولمبياد بكين 2008 «ونأمل ان نلقى دعما منسجما مع تحدياتنا للعودة بميدالية في هذه اللعبة». وتابع الزبيدي متسائلا «تصوروا أن منتخبا يضم عددا من اللاعبين المعوقين لا يملك سيارة لنقلهم الى قاعة التدريب؛ فالكل يعتمد على نفسه للوصول الى التدريب فهل هذا شي صحيح؟». ويعتبر المنتخب الذي يواصل تدريباته مرتين في الاسبوع ويتقاضى كل لاعب فيه 120 دولارا من ابرز أربعة منتخبات في العالم بعد صربيا ومصر وهولندا.

بدوره، قال سعيد حميد رسول احد اللاعبين ان «الظروف التي تحيط بفترة الاعداد المبكر تكاد تكون قاسية ولا نريد ان نخضع لتأثيراتها ونصر على مواصلة التدريب في وقت نحلم فيه بتحقيق ميدالية في المنافسات». كما يواجه المنتخب مشكلة افتقاده الى مركز تدريب لأن القاعة التي يمارس نشاطاته فيها تقع في ناحية الكرخ (غرب دجلة) ولم يعد بامكان اللاعبين الوصول اليها لأن غالبيتهم يسكنون ناحية الرصافة (شرق دجلة)، وذلك بسبب الاختناق المروري في بغداد نتيجة اغلاق عدد كبير من الشوارع. وتابع سعيد الذي فقد احدى قدميه في الحرب مع ايران ويعمل خياطا رجاليا الآن «لا نملك سوى روح التحدي لنحقق ما عجز عن تحقيقه الرياضيون الاصحاء، وهذا شيء جميل بالنسبة لعائلاتنا والأصدقاء الذين ينظرون إلينا كأبطال وليس كعاجزين أو معوقين».