بغداد: لقاء بين علماء الدين يمهد لمؤتمر شامل لأئمة الشيعة والسنة بحضور عربي

المشاركون دعوا إلى تفعيل بنود وثيقة مكة.. ودمج الوقفين الشيعي والسني في وزارة واحدة

رجال دين شيعة وسنة يشاركون في مؤتمر اتحاد علماء المسلمين في بغداد امس (أ.ف.ب)
TT

جمعت إحدى قاعات فندق المنصور ميليا وسط العاصمة العراقية بغداد، أمس، أئمة وشيوخا وعلماء دين من الشيعة والسنة فضلا عن الاكراد والتركمان لعقد المؤتمر التأسيسي العام لاتحاد علماء المسلمين في العراق. وطالب رجال الدين بتوحيد الخطاب الديني ودمج ديواني الوقف الشيعي والسني، كما دعوا الى تفعيل بنود وثيقة مكة.

وقال رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الشيخ كاظم المقدادي لـ«الشرق الاوسط» إن «الفكرة الأساسية للمؤتمر هي لاعادة اللحمة والتواصل بين ابناء الشعب العراقي». وأضاف ان «الهدف من المؤتمر العودة الى التعايش السلمي وطرد الذين يريدون التلاعب بمقدرات الشعب وابرز من يتصدى لهم هم علماء الدين، كونهم القوى الفاعلة في الشارع العراقي».

وأوضح المقدادي أن «على ضوء المؤتمر الأول سيتم الانفتاح على علماء الدين العرب لعقد مؤتمر شامل يضم جميع الطوائف لغرض الانطلاق بمشروع ميداني حقيقي لا يبدأ بمؤتمر وينتهي به».

وأعلن الشيخ المقدادي عن تشكيل أمانة عامة للتحرك على المستوى الاقليمي والدولي. وأوضح أن سبب غياب الحضور العربي والإقليمي هو تغير مكان انعقاد المؤتمر من السليمانية الى بغداد ووصول الدعوات بشكل متأخر اليهم.

وكشف المقدادي عن تبني الأزهر ومفتي الديار المقدسة لمشروع موحد للصف الاسلامي والعمل على عقد مؤتمرات وزيارات متبادلة بين المدارس الفقهية الاسلامية الشيعية والسنية. وتابع المقدادي ان هناك تنسيقا ومسعى من السعودية لعقد اجتماع لكبار علماء السنة والشيعة ووضع استراتيجية موحدة.

من جهته، طالب عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني، الحكومة بدمج قوات «الصحوة» في وزارتي الداخلية والدفاع تثمينا لجهودهم في محاربة الارهاب والإسراع بتكثيف الجهود في تحقيق مشروع المصالحة الوطنية وتنفيذ قانون العفو العام والإفراج السريع عن المعتقلين في السجون العراقية والاميركية باستثناء من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين.

كما حث السامرائي علماء الدين على رفض المروجين للأفكار التكفيرية، داعيا الحضور الى تشكيل لجنة برئاسة الوزراء المعنيين تقوم بالإشراف على إعادة المساجد ودور العبادة المغتصبة وإعادة فتح المساجد التي أغلقت أبوابها، وأكد السامرائي على ضرورة أن يعلن علماء الدين في العالم العربي والإسلامي فتوى موحدة لإقامة الحكم الشرعي على من يقوم بتفخيخ جسده ضد العراقيين.

فيما طالب الشيخ محمود العيساوي إمام وخطيب الحضرة الكيلانية بدمج ديواني الوقف السني والشيعي ضمن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. وقال العيساوي إن «علينا ان نجد للعراقيين ما يوحدهم اكثر مما يفرقهم»، مناشدا «الالتزام بتنفيذ بنود وثيقة مكة التي وقع عليها علماء العراق من الشيعة والسنة وضرورة تفعيل الوثيقة وترسيخ مضامينها الشرعية». وطالب العيساوي العلماء بالسعي «لتوحيد الخطاب والتقريب بين المدارس الفقهية والاجتهادية السنية والشيعة وتوطيد العلاقات بين دور العبادة والمساجد والحسينيات داخل الحي الواحد والمدينة الواحدة لترسيخ روح المحبة». وطالب العيساوي الحكومة بالاسراع بعملية اعادة بناء الجوامع والحسينيات التي تضررت خلال السنوات الخمس الماضية.

من جانبه، دعا محمد بحر العلوم الى عقد مؤتمر لعلماء العراق في مدينة سامراء للتأكيد على وحدة العراقيين. وطالب الحكومة بالإسراع بعملية إعادة إعمار المرقدين العسكريين في سامراء. وشدد بحر العلوم على ضرورة توحيد الخطاب الديني. وقال ان «المدارس الفقهية في النجف الأشرف والحوزة العلمية تؤكد على ضرورة اللحمة بين مكونات الشعب العراقي». وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي الشيخ همام حمودي إن «مؤتمر اليوم هو رد على الفتن الطائفية ومن هدم القبة العسكرية في سامراء». وأضاف لـ«الشرق الاوسط» أن «مسلمي العراق لازالوا يتحركون ضمن نهج واحد». مشيرا الى ان «الارهاب الداخلي هو فكر لم ينبثق داخليا، وانما قدم من الخارج لأن العراقيين من السنة والشيعة لم يفرقهم الإرهاب».