النائب فريد الخازن لـ«الشرق الاوسط»: أحداث الشياح هدفها جر لبنان إلى صدام كبير

TT

أكد عضو «تكتل التغيير والإصلاح» الذي يترأسه العماد ميشال عون النائب فريد الخازن أن ما حصل يوم الأحد الفائت في الشياح «يتخطى ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان ليطاول فعالية المؤسسة العسكرية»، نافيا ان يكون ما حدث قد ضرب ترشيح سليمان لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

وفي ما يأتي نص الحوار الذي اجرته «الشرق الأوسط» مع الخازن:

* كيف تصف ما حدث يوم الأحد الفائت؟

ـ يمكن ادراج أحداث الاحد في خانة الاحداث «الكلاسيكية» التي يمكن ان تؤدي الى صدام كبير في البلاد، لذلك آمل في ان تكون عبرة وأمثولة للجميع منعا لتكرارها. فأخطر ما في الامور ان البلاد في وضعها الحالي المتأزم سياسيا واستهداف المؤسسات الامنية والعسكرية من اغتيال (مدير العمليات في الجيش) العميد فرنسوا الحاج و(الضابط في فرع المعلومات) النقيب وسام عيد وبقية التفجيرات، كلّها تشكل اشارات واضحة تؤكد انه لا يمكن إعطاء اي فرصة لاي طرف ثالث أو لاي طابور خامس حتى يستغل أي حادث تمهيدا للوصول الى تفجيرات كبيرة في البلاد.

المنطقة (الشياح) هي منطقة احتكاك، لها رمزية معينة. فهناك اكثر من سبب لاستغلالها لذلك اعتقد انه يجب عدم تنظيم اي احتجاجات منعا لاستغلالها وتعريض امن البلاد للخطر.

* إذاً أنت لا تؤيد تنظيم تظاهرات في هذه المرحلة المتأزمة مهما كانت الاسباب؟

ـ بالطبع لا، فأنا ضد اي تحرك من هذا النوع منعا لاستغلاله من اي طابور خامس. وقد يظهر التحقيق (في احداث الاحد الدامي) هذا الامر. فالحرب لا تبدأ ببيان أو إعلان رسمي بل بخطأ ما، يكون وراءه شخص مجهول الهوية. فهكذا بدأت الحرب في العام 1975 حين قتل في صيدا (النائب السابق) معروف سعد خلال تظاهرة بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قريبة جدا، وحينها اتهم الجيش وهذا امر لم يكن صحيحا. واندلعت الحرب (...). فأي احتكاك في الشارع يمكن ان يؤدي الى كارثة كبيرة. ورغم وجود اوضاع اقتصادية واجتماعية ضاغطة، لا يمكن اللجوء الى الشارع والاطارات لمعالجة المسألة. وإذا كان لا بد من تنظيم احتجاج ما، فيجب تجنب مناطق الاحتكاك. فحادث الاحد، يشكل اكثر من إنذار لانه ذهب ضحيته 7 قتلى. كما ان استهداف الجيش أمر خطير. اليوم رميت قنبلة صوتية، ربما غدا يكون الامر أسوأ. وبالتالي سيكون على الجيش ان يرد. فعلى من سيرد حينها؟

إنه فخ كبير يجب تداركه. فخ ينصب للجيش والقوى السياسية وعموما للبنانيين الذين دفعوا ما يكفي من تضحيات. لا نعرف من يبعث بهذه الرسائل الامنية. هناك مائة رسالة واخطر ما فيها شلّ الجيش وشل قدرته على التدخل. فإذا لم يكن من خوف على وحدته وتماسك بنيته، سيكون هناك خوف على فعاليته. الامر نفسه ينطبق على قوى الامن الداخلي، اي شلها عبر شل قدرتها على التحرك.

* من يتحمّل مسؤولية ما حصل يوم الاحد، الجيش ام المتظاهرون أم مندسون؟ وهل هناك ملاحظات على اداء الجيش؟

ـ من الأفضل انتظار نتائج التحقيق. وأفضل دعم يمكن ان نقدّمه للجيش هو عدم انتقاده أو مدحه. فذلك من شأنه ان يشلّه لانه سيتحوله طرفا سياسيا(...). وافضل حماية للجيش هو اجراء تحقيق جدي. وتجنب اعطاء اي طرف جاهز لافتعال الفتنة الفرص والذرائع.

اعتقد ان معظم الاطراف السياسية لا تسعى لحرب او فتنة لان أحدا لا يستطيع التحكم فيهما أو السيطرة عليهما (...). الاخطاء تحصل والطابور الخامس موجود وقادر على افتعال المشكلات خصوصا في منطقة دقيقة كالشياح. منطقة يمكن استغلالها، لا سيما من الطرف المسيحي حيث يختلف الوضع عن الطرف الآخر اي «حزب الله» و«حركة أمل» اللذين تمكنا من ضبط جمهورهما بشكل حازم وفعال جدا (...). كما ان التغطية الاعلامية في بعض المحطات اتت تحريضية جدا. فقد حكي عن تكسير سيارات واعتداء على الشوارع والممتلكات العامة. فرأينا في اليوم التالي ان هذا الامر لم يحصل. لقد صوروا للناس ان هناك اعتداءات تحصل وأن هذا هدف التحرك. هذا تحريض مباشر.

* من المستفيد من الدماء التي اريقت، خصوصا ان البعض رأوا في الامر مشروعا لاسقاط ترشيح قائد الجيش والعودة بانتخابات الرئاسة الى نقطة الصفر؟ فهل تعتقد ان سليمان فقد موقع الوسط حيث كان يقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف؟

ـ الخسارة الكبيرة تطاول قدرة الجيش على القيام بمهماته. فقائد الجيش ما زال المرشح الرئاسي التوافقي والمدعوم. والبلاد تتعرض لهزات امنية منذ عامين ونصف العام. واذا افترضنا ان هناك شيئا صحيحا في هذا الامر، فالموضوع ابعد من مجرد النيل من ترشيح العماد سليمان، بل يصل الى المساس بالجيش. فالنقيب عيد اغتيل رغم ان ذلك لا يصب في مسألة ترشيح سليمان. والكلام عن مرشح بديل امر غير صحيح. ولكن وضع البلاد والمبادرة العربية لا يزالان في حالة جمود. لا ارى ان هناك بديلا عمليا ممكنا. الاخطر هو وضع الجيش.

* هناك حديث عن توسيع دائرة المرشحين للرئاسة لتشمل فارس بويز وجان عبيد، ما رأيك بصفتك عضوا في تكتل التغيير والاصلاح؟

ـ أعتقد ان هذا الحديث ليس جديا. وموضوع طرح بديل عن ترشيح سليمان ليس موضوعا مطروحا بشكل جدي.

* بعد التوترات الأخيرة مع بكركي، كيف ترى افق العلاقة؟ وأي دور يجب ان تضطلع به هذه المرجعية؟ ـ هناك وضع متأزم داخلي، وتحديدا مسيحي. الرد الذي اتى من النائب والوزير السابق سليمان فرنجية لم يكن لائقا ولم يكن في الاطار السياسي. كان سجالا شخصيا. فمن أراد الاعتراض على الموقف السياسي للبطريرك صفير،يمكنه ذلك عبر التعبير السياسي بالرفض او القبول.

من جهة اخرى، على بكركي ان تضع حدا للتوظيف السياسي الذي يتمّ. لان ذلك من شأنه ان يزجها في مواقع ويحوّلها طرفا سياسيا. وهذا لا يوفر مصلحتها ومصلحة المسيحيين.