أردمي.. ابن أخت ديبي حاصر خاله داخل قصره

18 فصيلا اتحدت في 3 تحالفات بقيادة سفير سابق في السعودية

TT

يعتبر التحالف الثلاثي المعارض الذي يقاتل الرئيس التشادي ادريس ديبي، الذي بات الآن على مرمى حجر من القصر الرئاسي في العاصمة انجامينا، آخر نتيجة لتحالفات متحركة مثل رمال الصحراء لأكثر من 18 فصيلا مسلحا، يمثلون قوى المعارضة المسلحة التشادية، منذ اندلاعها في عام 2005 من شرق البلاد. وعندما خرجت مجموعة من قوات الحرس الجمهوري لاجئة الى شرق تشاد، اثر اتهامها من قبل الرئيس ديبي بقيادة محاولة انقلابية، قامت بتكوين حركة معارضة مسلحة باسم «حركة سكوب» يقودها تيمان اردمي وهو احد كبار القادة المعارضين الذين يضربون ديبي في عقر داره منذ الجمعة الماضية، ووضعوا نظامه على شفير الانهيار التام.

ورغم ان اردمي هو اول من استهل التمرد المسلح على ديبي، الا ان المراقبين لا يضعونه في خانة الرجل الاقوى في التحالف، ولكنهم يرون انه يكسب اهميته من كونه ابن أخت الرئيس ديبي من قبيلة الزغاوة في شرق تشاد، وخرج عن سلطته مجبرا وتحالف مع قادة آخرين مغمورين مثل حسين كوتي وأبكر طولمي وجميعهم من قبيلة الزغاوة ومن عشيرة الرئيس ديبي. وفي السنوات الأخيرة ركز اردمي ومجموعته نشاطهم المسلح ضد ديبي من المناطق القاحلة في شمال شرقي تشاد وهي المناطق التي تتمدد فيها قبيلة الزغاوة على طرفي الحدود بين السودان وتشاد. ويخوض اردمى المعارك ضد ديبي الآن عبر تنسيق عسكري مع مجموعات أخرى.

ويعتقد المرقبون ان اردمى بحكم علاقته بالرئيس، فإنه ظل مؤثرا في صفوف المعارضة، ويحسب له انه استطاع ان يضم الى صفه قيادات لامعة كانت في الجيش التشادي، وذلك لأنه في تعامله مع قواته يتحلل عن انتمائه القبلي، ويقال ان خروجه الى المعارضة في عام 2005 شجع الكثيرين لمغادرة انجامينا والانضمام للمعارضة المسلحة ضد ديبي.

والضلع الثاني للتحالف العسكري ضد ديبي، يقوده الجنرال محمد نوري وهو يتحدر من قبيلة القرعان المتمركزة شمال تشاد حتى الحدود مع ليبيا، وكما انه ابن خال الرئيس التشادي السابق حسين هبري، الذي اطاحه ديبي بسناريوهات عسكرية لا تختلف كثيرا عن التي تسعى لإطاحته الآن، والفرق الوحيد هو ان ديبي عندما اقتحم ابواب انجامينا يوم 2 ديسمبر عام 1990، وصلها بلدة تلو بلدة، ولم يواجه مقاومة كبيرة في الاستيلاء على السلطة.

ويعرف نوري بأنه من المقربين من الرئيس ديبي حتى عام 2006 وشغل منصب السفير لبلاده في السعودية، ويعتبر من آخر القيادات، الذين انضموا الى جحافل المعارضة ضد ديبي، ويرجح المراقبون أن نوري بما لديه من آفاق سياسية الى جانب وضعه العسكري الصارم، يعتبر المرشح الأقوى لتولي الرئاسة في حال انتهاء المعارك الضارية التي تجرى الآن في قلب العاصمة لصالح المتمردين. ويمثل الضلع الثالث عبد الواحد عبود المكاوي، وهو ينتمي الى قبيلة المسيرية، التي تعتير القبيلة الثالثة من حيث العدد بعد القرعان والسارا.