توميسلاف نيكوليتش المشكك في أوروبا والمعارض لاستقلال كوسوفو

TT

بلغراد ـ أ.ف.ب: توميسلاف نيكوليتش الذي يتنافس مع الرئيس الصربي المؤيد لأوروبا بوريس تاديتش في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في صربيا، قومي متشدد عزز شكوكه في جدوى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، نتيجة دعم اوروبا لاستقلال كوسوفو.

وخفف زعيم الحزب الراديكالي الصربي الى حد كبير، من حدة خطابه تحت تأثير خبراء اميركيين، كلفوا الإشراف على حملته الانتخابية التي جرت تحت شعار «من كل قلبي»، حسبما ذكرت صحف صربية.

وقد تخلى مؤخرا عن عادته تعليق صورة فويسلاف شيشيلي، الذي يحاكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب في لاهاي وبقي القائد الأعلى لجمهورية الصرب.

ورغم انه يمتنع عن اغلاق الباب كليا امام الاتحاد الاوروبي، الا انه لا يخفي تفضيله للخيار الروسي. وقال في الآونة الأخيرة إن على صربيا الاختيار بين نهجين «الاول منفتح تماما تجاه روسيا، والآخر مزروع بالعراقيل نحو الاتحاد الاوروبي».

ولا يخفي نيكوليتش تشكيكه في جدوى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وأوضح قبل الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية، ان صربيا لا تستطيع ان تنضم الى الاتحاد، طالما استمرت عمليات «الابتزاز والإهانة» من قبل بروكسل في مسألة كوسوفو.

ويفترض أن يعلن الإقليم الصربي الذي تديره الأمم المتحدة ويشكل الألبان معظم سكانه، استقلاله قريبا بموافقة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وقد شكلت قضية الإقليم محور حملة نيكوليتش.

وقال خلال آخر تجمع انتخابي له متوجها الى دول الاتحاد الاوروبي الـ27 «لا تلمسوا كوسوفو». وهو مستعد لاستخدام سلاح الحصار، اذا اعلن الاقليم استقلاله.

ونيكوليتش المستعد ايضا للتخلي عن انضمام محتمل الى الاتحاد الاوروبي، في حال اعلان استقلال كوسوفو، مقتنع بأن روسيا يمكنها أن تقدم لصربيا حلا بديلا. وقال ان روسيا يمكن ان تكون «شريكا استراتيجيا».

ويتمتع الحزب الذي يتزعمه نيكوليتش منذ رحيل شيشلي الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي في فبراير 2003، بأكبر نسبة تمثيل في البرلمان، حيث يشغل منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير 2007 أكثر من ثلث مقاعده الـ250.

ويثير فوز نيكوليتش مخاوف الاتحاد الاوروبي والصرب المعتدلين. ولد نيكوليتش في فبراير 1952 في كراغويفاتش (مائة كلم جنوب بلغراد) ودرس الحقوق في المدينة، ثم أصبح فنيا في قطاع البناء.

وقد تولى رئاسة البرلمان الصربي لمدة اسبوع في مايو 2007، بانتظار انهاء مفاوضات شاقة وطويلة بين الحزب الديمقراطي بقيادة تاديتش والحزب الديمقراطي لصربيا بزعامة فويسلاف كوسوتونيتسا، لتشكيل حكومة بعد الانتخابات التشريعية في يناير 2007.

ونيكوليتش متزوج وأب لولدين، وجد لثلاثة احفاد. وهو معروف بتصريحاته النارية.

ففي كلمة في البرلمان، قال انه من الأفضل لصربيا أن تكون «مقاطعة روسية» على أن تنضم الى الاتحاد الأوروبي.