أردوغان: الذين يزعمون أن العلمانية ستدمر وأننا سنكون دولة دينية.. يقسمون الأمة

توقعات بتمرير البرلمان التركي قرار السماح بالحجاب الأسبوع الحالي

TT

اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان معارضي الحجاب بالسعي لبذر الانقسام في تركيا العلمانية لكن ذات الغالبية المسلمة. وتعرضت الحكومة ذات الجذور الاسلامية للضغط من معارضيها العلمانيين بسبب خططها لرفع حظر يرجع لعقود من الزمان على ارتداء الطالبات الحجاب في الجامعة. ونقلت وكالة الاناضول للانباء عن أردوغان قوله في كلمة ألقاها في اسطنبول في وقت متأخر من ليل اول من أمس «لدي كلمات قليلة لاولئك الذين يزعمون أن العلمانية ستدمر وأن تركيا ستصبح دولة دينية وأن القيم الاساسية للجمهورية ستهدم وأن النساء اللاتي لا ترتدين الحجاب ستتعرضن لضغوط. ألستم أنتم الذين تقسمون المجتمع باتهامكم كل من لا يرتدي أو يفكر مثلكم بأنه عدو للعلمانية أو للنظام». ونظم أكثر من 100 ألف علماني تركي السبت مسيرة ضد تعديل قانون الحجاب في خطوة يقولون انها تمهيد لشكل أكثر تشددا للاسلام في تركيا.

وتنظر المؤسسة العلمانية التركية القوية والتي تضم جنرالات الجيش والقضاة ورؤساء الجامعات الى الحجاب باعتباره رمزا للاصولية الاٍسلامية ويعتقدون أنه يهدد النظام العلماني للدولة. ويمثل المسلمون 99 في المائة من سكان البلاد. وفي عام 1997 أطاح جنرالات الجيش بحكومة رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الفضيلة الاسلامي نجم الدين اربكان، بسبب اتهامات لها بأنها تهدد الأسس العلمانية للدولة التركية. وتتابع أسواق المال بقلق النقاش الدائر بشأن الحجاب. وأدت مسيرات علمانية العام الماضي مناهضة لاختيار حزب العدالة والتنمية الحاكم، لاسلامي سابق هو عبد الله غل لشغل منصب رئيس البلاد الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

ومن المتوقع أن يوافق البرلمان على تعديل دستوري هذا الاسبوع يرعاه حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المعارض. وقال أردوغان ان التعديل الدستوري يرتبط فقط بالحرية في اختيار الملبس في المؤسسات التعليمية العليا. وتابع أن القضية مسألة حريات دينية وشخصية. وسيظل الحظر ساريا بالنسبة للمعلمات والموظفات. وتتعرض حكومة اردوغان الى انتقادات متزايدة من القوميين والعلمانيين بسبب سياساته حيال الحجاب. وكان الجيش التركي قد نفى الاسبوع الماضي تورطه في محاولة إطاحة حكومة اردوغان، مشددا على أنه لا تربطه أي صلة بعصابة قومية متشددة يجري التحقيق معها حاليا في اتهامات بأنها سعت لتدبير انقلاب ضد الحكومة. ووجهت الشرطة التركية اتهامات ضد 29 شخصا، بينهم ضباط متقاعدون في الجيش، في اطار تحقيقات مع جماعة قومية متطرفة تعرف باسم «ارجينيكون» المشتبه في أنها خططت لتنفيذ تفجيرات واغتيالات محسوبة لاستثارة الجيش كي يتولى السلطة. وسلطت فضيحة ارجينيكون الضوء على «الدولة الداخلية» الخاصة بالقوميين المتشددين في قوات الأمن وأجهزة الدولة المستعدين للي ذراع القانون أو العمل ضد الحكومة سعيا لتحقيق مكاسب سياسية. وقال رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الجنرال يشار بويوكانيت للصحافيين الخميس الماضي في تصريحات أذاعها التلفزيون خلال اجتماع مع وزير الدفاع المقدوني «في كل فرصة كانت هناك في الماضي ومازالت هناك جهود لربط القوات المسلحة بهذا النوع من الامور.. ان القوات المسلحة التركية ليست هيئة اجرامية.. اذا ارتكبت جريمة سيتعين معاقبة مرتكبيها. ان المحكمة وحدها وليس الافراد هي التي من حقها توقيع العقوبة». وذكرت الصحف التركية ان هدف الجماعة كان شن سلسلة من التفجيرات والاغتيالات لشخصيات، بينها الكاتب أورهان باموق الحائز جائزة نوبل في الآداب، من أجل ترويع الجماهير وبذر الفوضى واستفزاز الجيش كي يتولى السلطة.

ونسبت صحيفة «يني سافاك» المؤيدة للحكومة الى مصادر في الشرطة القول هذا الاسبوع، ان كوجوك حاول جمع «أصدقاء لهم نفوذ» حوله قبيل اعتقاله في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي. ويؤمن بعض الاتراك أن كوجوك وزملاءه لديهم صلات قوية داخل مختلف مؤسسات الدولة. وتقول الصحف ان الشرطة كانت تراقب «ارجينيكون» التي أعطيت هذا الاسم تيمنا بواد في الاسطورة القومية التركية منذ عدة أعوام وأنها تمكنت من جمع ملف به سبعة آلاف صفحة بشأن الجماعة وأنشطتها. وأثار الكشف عن هذه العصابة قلقا داخليا خاصة أن التحقيقات معها ترافقت مع اعلان رئيس الجيش الجنرال يشار بويوكانيت ضمنيا عن معارضة الجيش لارتداء النساء الحجاب بالجامعة.

وقال بويوكانيت للصحافيين يوم الخميس في اول تصريحات علنية منذ ان أعلنت الحكومة خططها «كل شرائح المجتمع التركي تعلم ما يعتقده الجيش بشأن قضية الحجاب. وانا لا اريد ان اتحدث بشأن هذا الموضوع». ويرى الجيش انه الضامن للنظام العلماني في تركيا وحذر مرارا مما يصفه بالاتجاه الاسلامي في ظل حكومة اردوغان. ويرى العلمانيون الاتراك، ومن بينهم قادة الجيش، ان الحجاب يمثل تهديدا للنظام العلماني. لكن لم يعرف على الفور ان كان الجيش سيحاول أو كيف سيحاول وقف الاصلاح المزمع.