الجيش اللبناني يعتبر العدوان الإسرائيلي خرقاً متكرراً للسيادة الوطنية

بعد مقتل مواطن وجرح آخر واختفاء ثالث

TT

اتجهت أنظار اللبنانيين جنوبا لمتابعة التطورات على الحدود في منطقة الوزاني حيث قتل مدني لبناني وأصيب آخر، على يد القوات الإسرائيلية المتمركزة في بلدة الغجر فيما لا يزال مصير شخص ثالث مجهولاً. وادان الجيش اللبناني هذا الخرق الإسرائيلي الفاضح للسيادة اللبنانية. ويأتي هذا التطور بعد صدور تقرير لجنة «فينوغراد» للتحقيق في إخفاقات إسرائيل في حربها على لبنان عام 2006 وبعد التهديدات التي أطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بأن المقاومة لن تسكت عن الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، المتواصلة عبر الانتهاكات الجوية والبرية وعمليات إطلاق النار وخطف المدنيين اللبنانيين. وافادت المعلومات الواردة أمس أن أجواء من الحذر والترقب الشديدين سادت خلال الليلة قبل الماصية، مناطق الجنوب عقب الاعتداءات الاسرائيلية التي أوقعت قتيلا مدنيا اسمه عبد الله دياب المحمد، 40 عاما، وتسببت في جرح مواطن آخر بمنطقة الوزاني. وتحدثت معلومات غير مؤكدة عن اختطاف الجيش الاسرائيلي لثالث. وأعقب عملية اطلاق النار من مواقع اسرائيلية في الجولان السوري المحتل اطلاق الطيران الحربي الاسرائيلي قنابل مضيئة اثناء تحليقه على علو مخفوض.

واكد الجيش اللبناني ان حادث إطلاق النار كان خرقا فاضحا ومتكررا للسيادة اللبنانية. وجاء في بيان من مديرية التوجيه في الجيش: «في خرق فاضح ومتكرر للسيادة اللبنانية، أقدم العدو الاسرائيلي مساء (اول من) أمس على اطلاق النار باتجاه الاراضي اللبنانية في القطاع الشرقي، مما أدى الى مقتل المواطن عبد الله المحمد وإصابة المواطن سليم القبيسي بجروج خطرة. بينما كانا في خراج بلدة الوزاني، وتبين انهما غير مسلحين، كما افيد عن احتمال وجود شخص ثالث في المكان نفسه يجري التأكد من مصيره. واتخذ الجيش وقوات اليونيفيل اجراءات ميدانية في المنطقة. ولا يزال التحقيق جاريا لكشف ملابسات هذا الاعتداء الخطير». وادان النائب اللبناني علي عسيران الاعتداء الاسرائيلي، معتبرا «ان ما جرى هو انتهاك واستهداف للقرار 1701 ولوجود القوات الدولية والجيش اللبناني». وقال: «ليس جديداً على اسرائيل ارتكاب الجرائم في حق اهلنا وشعبنا»، لافتا الى «استمرارها في خروقاتها البرية والجوية والبحرية من دون رادع».

وشهدت مناطق الوزاني ـ عين عرب ـ العباسية والغجر أمس أجواء من الهدوء الحذر عقب الحادث الذي فقد خلاله شاب ثالث تردد ان قوة اسرائيلية اعتقلته ونقلته الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. وجابت دوريات إسرائيلية قبل الظهر منطقة الغجر. وشوهد الجنود الاسرائيليون يراقبون من مواقعهم عند الطرف الجنوبي لمجرى نهر الوزاني الاراضي اللبنانية ومنطقة الوزاني، كما جابت سيارات «الهامر» المصفحة أحياء بلدة الغجر المحتلة. وسجلت تحركات لدبابة اسرائيلية في محيط موقع الظهرة جنوب بلدة العباسية. في المقابل، سير الجيش اللبناني دوريات مكثفة في منطقة الوزاني ـ عين عرب وصولا حتى تلة الحمامص. وتزامن ذلك مع تسيير الكتيبة الاسبانية العاملة في اطار الـ«يونيفيل» دوريات في المنطقة.

يذكر ان للقتيل المحمد شقيقين تحتجزهما اسرائيل منذ شهرين، بتهمة تهريب المخدرات. ولا تزال التحقيقات مستمرة من الجانبين اللبناني والدولي. ولم تصل بعد الى تصور نهائي حول سبب وجود الشخصين في المنطقة ليلا.