صربيا تختار رئيسا يقودها إلى الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي يرحب بفوز طاديتش ويعتبره انتصارا للقيم الأوروبية

بوريس طاديتش يحتفل بالفوز في الانتخابات الرئاسية مع مناصريه (أ ب)
TT

فاز الرئيس الصربي بوريس طاديتش بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الصربية التي جرت أول من أمس بفارق ضئيل عن منافسه توميسلاف نيكوليتش الذي أقر بالهزيمة وهنأ طاديتش بالفوز. واختار 50.57 في المائة من الناخبين الصرب الرئيس طاديتش المنفتح على اوروبا، مقابل 47.9 صوتوا للمرشح الراديكالي نيكوليتش. وقال طاديتش عقب اعلان فوزه إنه «انتصار عظيم» وأن «الناخبين أكدوا أن صربيا دولة أوروبية ديمقراطية». واضاف: «نحن ديمقراطية اوروبية واظهرنا لعدد كبير من اعضاء الاتحاد الاوروبي القدرات الديمقراطية لهذا البلد». ووعد انصاره بان تحصل صربيا قبل نهاية العام الحالي على وضع المرشح الرسمي للانضمام الى الاتحاد.

وقال نيكوليتش من جهته بأن نتائج الانتخابات أظهرت أن عددا كبيرا من الناخبين يؤيدون مواقفه، مشيرا الى أن الفارق بينه وبين طاديتش لم يتعدّ النقطتين، وأكد أن الخسارة لن تثنيه عن معركته السياسية. واشاد الاتحاد الاوروبي الذي راقب الانتخابات عن كثب بفوز طاديتش، ووصف رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو هذا الامر بانه «انتصار للديمقراطية والقيم الاوروبية». وهنأت سلوفينيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي طاديتش على فوزه في الاقتراع، معتبرة انه يعكس رغبة ديمقراطية لدى صربيا في الانضمام الى الاتحاد. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يقوم بزيارة رسمية قصيرة لبوخارست ان فرنسا «ترحب» باعادة انتخاب طاديتش و«تأمل بارسال اشارة تهدئة الى اصدقائنا الصرب الذين يطمحون للانضمام الى الاتحاد الاوروبي».

كذلك، اشاد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بما سماه «رؤية لصربيا مستقرة وديمقراطية واوروبية» يمثلها طاديتش، فيما اعربت مدريد عن «رضاها الكبير» ورحبت براغ بهذا الالتزام «على الطريق الاوروبية».

وما ضاعف الارتياح الاوروبي ان خصم طاديتش الموالي لروسيا كان قد اعلن انه لن ينضم الى الاتحاد الاوروبي في حال اعلان استقلال كوسوفو، ومع ان طاديتش يعارض استقلال الاقليم، الا انه لن يقف مكتوف اليدين امام اية موجة قومية في صربيا عند خسارة كوسوفو. ولجعل بلغراد تتقبل هذه الخسارة بسهولة اكبر، دعا بعض دول الاتحاد الاوروبي الى تعجيل انضمام صربيا الى الاتحاد. وكان اتفاق الاستقرار والشراكة الذي يشكل الخطوة الاولى نحو الانضمام الى الاتحاد، قد وقع العام الفائت بالاحرف الاولى. ويأمل طاديتش توقيعه سريعا كي تحصل بلاده قبل نهاية العام على الترشيح الرسمي لدخول الاتحاد. ومن المقرر ان توقع بلغراد قريبا مع بروكسل «اتفاق تعاون سياسي»، وهو وعد تلقاه طاديتش من الاتحاد قبل المعركة الرئاسية، لكن بعض الدول الاوروبية تعتبر ان انضمام صربيا الى الاتحاد لا يزال رهنا باعتقال الفارين المتهمين بجرائم حرب، وخصوصا القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش.