مقتل فلسطيني وإصابة شرطيين مصريين على الحدود وبوابة صلاح الدين ما زالت مفتوحة للعودة إلى غزة فقط

الأجهزة الأمنية المصرية تطارد المئات بالعريش ورفح والشيخ زويد..

سيدة فلسطينية تبكي بينما احد عناصر الشرطة الفلسطينية يحاول ان يعيدها الى الجانب المصري من الحدود امس (ا ب)
TT

قتل فلسطيني واصيب اربعة بالرصاص و12 شخصا جراء استنشاق قنابل الغاز المسيل للدموع، بعد اشتباك مئات من الفلسطينيين كانوا يعتصمون احتجاجاً على اغلاق المعبر وعدم سماح السلطات المصرية لأبنائهم وذويهم بمغادرة العريش الى القاهرة، مع القوات المصرية المتمركزة على بوابة صلاح الدين. وحسب مصادر امنية فلسطينية، فإن عنصرين من الامن المصري اصيبا جراء قذفهما بالحجارة.

وحسب شهود عيان، فان اعتصاماً على الحدود تطور الى اشتباكات بين الطرفين عندما رفض عناصر الامن المركزي السماح للمعتصمين بالدخول. واضاف الشهود أن عناصر الامن المصري اطلقوا قنابل الغاز والأعيرة النارية على المعتصمين. واضاف الشهود أن العشرات من عناصر الامن الوطني ورجال الشرطة الفلسطينية قدموا للمنطقة وفرقوا المعتصمين. وتعقيباً على ما جرى، قال سامي ابو زهري، الناطق بلسان حماس، لـ«الشرق الاوسط» إنه لا تتوفر لديه تفاصيل حول ما جرى، وأنه يقوم باستيضاح الأمر مع الجهات المختصة. وعندما تتضح الصورة سيصدر تعقيبا.

وقال اسلام شهوان، الناطق السابق باسم القوة التنفيذية، ان مجموعة من الفلسطينيين الغاضبين الذي ارادوا اجتياز الحدود، اشتبكوا مع الامن المركزي المصري.. وهذا هو حادث عرضي وتمت السيطرة عليه وساعدت الشرطة الفلسطينية في ضبط الموقف والتنسيق جارٍ مع الجانب المصري. وقال انه خلال ساعة من الآن سيتم إدخال العالقين في الطرفين حسب اتفاق بين حماس ومصر. ويؤكد انه لم يصب اي جندي مصري بالرصاص لانه لم يطلق الرصاص اصلا.

وباستثناء هذه الحالة الطارئة، سادت حالة من الهدوء على الحدود. بعد يوم واحد من إغلاقها باستثناء محاولة واحدة فاشلة للاقتحام وقعت ليل الأحد من قبل مسلحين فلسطينيين، فيما تواصل أجهزة الأمن المصرية مطاردة الفلسطينيين في شوارع مدن العريش ورفح والشيخ زويد لإعادتهم مرة أخرى إلى قطاع غزة.

وقال مسؤول امني مصري «إن بوابة صلاح الدين الحدودية لا زالت مفتوحة حيث يسمح للفلسطينيين بالعودة لغزة وللمصريين بالعودة إلى الجانب المصري». وأضاف المسؤول «لدينا سيطرة كاملة الآن على الحدود.. لم يدخل الأراضي المصرية فلسطيني واحد منذ يوم الأحد».

وقال انه كانت هناك محاولة لاقتحام الحدود من قبل بعض المسلحين الفلسطينيين الذين أطلقوا الرصاص في الهواء وأشعلوا الإطارات المطاطية وقذفوا رجال الأمن المصريين بالحجارة إلا أن القوة التنفيذية لحماس نجحت في إبعادهم عن خط الحدود. وأحبِطتْ يوم الأحد محاولتان فلسطينيتان لاقتحام الحدود، وذلك بمعاونة القوة التنفيذية. وأغلقت مصر اول من امس حدودها بشكل كامل بعد ازالة الجدران منذ حوالي الاسبوعين ودخول مئات الآلاف من الفلسطينيين للتزود بالمواد التوينية والوقود والاساسيات.

وتابع المسؤول أن هناك نحو ستة آلاف فلسطيني في الأقل ما زالوا في الأراضي المصرية لدى أقارب، وتجري اعادة أي فلسطيني يتم إيقافه إلى غزة.

وأضاف أن الحواجز الأمنية منتشرة الآن في كل مكان بمدن شمال سيناء بحثا عن أي فلسطيني. وقال شهود العيان إن أجهزة الأمن داهمت بعض الشقق التي كان الفلسطينيون قد استأجروها للإقامة وأعيد مَنْ وُجِدَ فيها إلى غزة. وقال محافظ شمال سيناء، اللواء احمد عبد الحميد للصحافيين، إن الحدود بين مصر وغزة مسيطرٌ عليها الآن تماما، وانه لن يسمح لأي فلسطيني بدخول الأراضي المصرية إلا بطريقة شرعية.

وأضاف انه يتم حاليا العمل على توفير السلع والمواد الغذائية بشكل كامل في مدينتي رفح والشيخ زويد، فيما سيتم توفيرها بشكل كامل لمدينة رفح المصرية عقب إخلائها من الفلسطينيين. ويعاني سكان رفح من نقص حاد في السلع والمواد التموينية بعد عرقلة السلطات المصرية وصول الإمدادات إليها لمنع تدفق الفلسطينيين.

الى ذلك، قال مسؤول أمني في شمال سيناء، إن مشكلة المئات من الفلسطينيين من حاملي الإقامات الذين ظلوا معتصمين طوال الأيام الماضية أمام مديرية الامن، حلت بمنح نحو 800 منهم تأشيرات، فيما تبقى نحو ألفي فلسطيني سجلت اسماؤهم، وسيتم منح حاملي الاقامات بمختلف الدول العربية تأشيرات دخول الأراضي المصرية فيما سيتم تجديد الإقامة للمقيمين.

وكان نحو ثلاثة آلاف فلسطيني من الطلاب والمرضى والعاملين بالخارج قد دخلوا مدينة العريش في أعقاب اقتحام الحدود إلا أنهم لم يتمكنوا من مغادرتها بسبب عدم منهم تأشيرات دخول الأراضي المصرية، وأقاموا طوال الفترة الماضية داخل مسجدين بمدينة العريش.