الصدر: أنصاري لا يوافقون على تمديد تجميد نشاطات جيش المهدي

مصادر أفادت بأنه يتعرض لضغوط من أتباعه إثر تكرار استهدافهم من عناصر الأمن

TT

قال متحدث باسم مقتدى الصدر إن رجل الدين الشاب أبلغه بأن أعضاء بارزين في ميليشيا جيش المهدي الموالية له لا يرغبون في تمديد وقف لإطلاق النار ينتهي أجله هذا الشهر.

ويقول الجيش الأميركي إن إعلان رجل الدين الشيعي في 29 أغسطس (آب) الماضي تجميد نشاطات جيش المهدي لستة أشهر كان عاملا مهما في تقليص العنف. ومن شأن عودة الميليشيا للنشاط المسلح أن يلحق ضررا شديدا بتلك المكاسب الأمنية.

وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم الصدر وأحد كبار المسؤولين في مكتبه في مدينة النجف الجنوبية التي تحظى بمكانة خاصة لدى الشيعة، لرويترز، ان الصدر كان يستطلع المزاج السائد لدى عدد من الشخصيات الكبيرة، وان خمسة من أعضاء اللجنة الرئيسة في حركته وضحوا آراءهم في الهدنة. وقال العبيدي ان أحد أعضاء هذه اللجنة المشكلة من أعضاء البرلمان المنتمين لحركة الصدر في بغداد أوصوا بعدم تمديد وقف اطلاق النار، مشيرين الى مشكلات مع السلطات في الديوانية التي تقع على بعد 180 كيلومترا جنوب بغداد.

وقال العبيدي دون اسهاب ان «لجنة مكونة من عدد من اعضاء مجلس النواب من الكتلة الصدرية طالبت السيد مقتدى الصدر بتقرير بعدم تمديد التجميد (للأنشطة) بسبب الاعمال التعسفية التي تقوم بها القوات الامنية العراقية ضد ابناء التيار الصدري في محافظة الديوانية». وأشارت تصريحات من معسكر الصدر في الآونة الاخيرة الى عدم رضا متزايد بسبب استهداف قوات الأمن العراقية لأتباع الصدر.

وقال العبيدي إنه ليس مخولا لأن يكشف عما أوصت به اللجان الأربع الاخرى التي تمثل جماعات سياسية وإعلامية ومكاتب المحافظات والأئمة. وأضاف أن الصدر سيصدر بيانا قرب يوم 23 فبراير (شباط) الحالي ان كان سيوافق على تمديد وقف اطلاق النار الذي أعلن بعد اشتباكات بين مؤيديه والشرطة أثناء احتفال ديني في مدينة كربلاء الجنوبية. والصمت سيعني أن وقف اطلاق النار انتهى.

وقال العبيدي «ليس شرطا أن يقوم السيد مقتدى بالاعلان عن انتهاء التجميد.. اما ان يقوم بالاعلان عن تمديد التجميد أو أن يسكت ولا يعلن أي شيء.. واذا سكت فهذا معناه ان التجميد قد انتهى»، لكنه لم يوضح بالضبط كيف سيعرف أن الهدنة انتهت رسميا.

وأمر الصدر الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الاميركية في عام 2004 جيش المهدي بالالتزام بوقف لاطلاق النار كي يتمكن من اعادة تنظيم الميليشيا الممزقة. وقبل صدور ذلك كان مقاتلو جيش المهدي منخرطين غالبا في اشتباكات ضارية مع القوات الاميركية أو في أعمال عنف مع جماعات عربية سنية. وكانت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تصف ميليشيا جيش المهدي بأنها أكبر تهديد للسلام في العراق؛ وهو مصطلح يطلق الآن على تنظيم القاعدة الاسلامي السني.

وينظر الى تمديد جيش المهدي للهدنة على أنه أمر رئيسي للحفاظ على المكاسب الامنية في العراق، حيث تراجعت الهجمات بنسبة 60 في المائة منذ منتصف العام الماضي.

وقال البريجادير جنرال جوزيف أندرسون رئيس أركان القوة المتعددة الجنسيات في العراق يوم الجمعة الماضي، انه واثق من أن الصدر سيجدد الالتزام بتجميد النشاطات العسكرية. ورغم تراجع العنف يقول الجيش الاميركي انه مستمر في استهداف وحدات جيش المهدي «المارقة». ويحظى مقتدى الصدر، وهو ابن رجل دين شيعي يحظى بمكانة خاصة اغتيل في عهد صدام حسين، بتأييد من الشيعة الفقراء في المناطق الحضرية ويتمتع بنفوذ قوي في أوساط الشيعة في جنوب العراق ومناطق في بغداد. ويخوض أتباعه معركة من أجل السيطرة على جنوب العراق وثروته النفطية مع حركة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي المنافسة التي يتزعمها عبد العزيز الحكيم.