رغم ان المساحة الزمنية الباقية حتى موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا تقل عن الشهر، ورغم الاعلان رسميا عن بدء الحملات الانتخابية للمرشحين مطلع الشهر الجاري، يبدو أن الاوساط السياسية والاجتماعية الروسية مهتمة بالانتخابات الاميركية أكثر من انتخابات بلادهم. ويعزو الكثيرون هذا الاهتمام الى السخونة والاثارة اللتين تتسم بهما الانتخابات الاميركية، في حين تبدو الانتخابات الروسية محسومة قبل اجرائها، لصالح مرشح الكرملين والحزب الحاكم ميخائيل ميدفيديف المتوقع حصوله على نسبة تقترب من 75 في المائة من اصوات الناخبين وفوزه بالمنصب من الجولة الاولى.
وفيما تتابع الساحة الروسية ما يجري من صراع بين مرشحي الحزبين الديقمراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، يتوقف المراقبون في موسكو عند قائمة اسماء الخاسرين من ممثلي الحزبين في الانتخابات التمهيدية ويضيفون اسم روسيا بوصفها احد الخاسرين من موقعها كهدف يحرص المرشحون الى توجيه سهامهم اليه سعيا الى كسب المزيد من اصوات الناخبين من منظور معادٍ. وتناولت صحيفة «فريميا نوفوستي» الروسية هذا الموضوع في مقال تحت عنوان «الثلاثاء الكبير» الاسود بالنسبة لروسيا، حيث اشارت الى بعض ما قاله المرشحون الاميركيون حول روسيا. واستشهدت الصحيفة بما قاله مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين حول انه يستطيع ان يرى في عيني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثلاثة أحرف هي «ك.ج.ب»، في اشارة صريحة الى جهاز امن الدولة للاتحاد السوفياتي السابق المعروف تحت اسم (كي جي بي) الذي كان ينتمي اليه بوتين. يذكر المراقبون ما سبق أن نادى به ماكين حول ضرورة استبعاد روسيا من مجموعة «البلدان الثماني الكبار» ومطالبته بالحيلولة دون رئاستها للمجموعة عام 2006. واشارت الصحيفة الى قائمة من اختارهم من ضمن حلفاء ماكين، ومنهم جاك كامب عضو لجنة الشؤون الخارجية السابق في الكونغرس الاميركي الذي عرف عنه عداؤه لروسيا ومطالبته الدائمة للرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون بعدم الثقة بروسيا.
غير ان الصحيفة وجدت ان الوضع يبدو مغايرا بعض الشيء لدى المرشح الديمقراطي باراك اوباما حيث اشارت الى ان هناك من يقف على طرفي نقيض من خصوم روسيا بين مؤيدي المرشحين الاخرين. واشارت الى مايكل ماكفول الذي اختاره اوباما من جامعة ستانفورد مستشارا له في الشؤون الروسية. واشارت الى أن المرشحة الديمقراطية الاخرى هيلاري كلينتون تبدو أكثر مرونة تجاه روسيا، على الرغم مما سبق أن قالته عن بوتين انه «انسان يفتقد الى الروح»، وما طرحته حول ضرورة ترشيح كل من الرئيسين الاوكراني فيكتور يوشينكو والجورجي ميخائيل ساكاشفيللي لـ«جائزة نوبل للسلام»، وهما المعروفان بعدائهما لروسيا.