الأمير أندرو ينتقد واشنطن ويطالبها بالاستفادة من تجارب لندن في الاستعمار

كسر تقليداً بريطانياً بإبعاد العائلة المالكة عن السياسة

TT

وجه الأمير أندرو، النجل الثاني للملكة البريطانية اليزابيث الثانية، انتقاداً شديداً للادارة الاميركية في خوضها الحرب في العراق ووجودها في البلاد، معتبراً ما حدث في العراق «جعل البريطانيين يتشككون بما يقال في واشنطن».

وفي حديث لصحيفة «انترناشونال هيرالد تربيون» قبل زيارة رسمية الى الولايات المتحدة مدتها عشرة ايام، لدعم العلاقات التجارية بين البلدين، قال الامير أندرو: «اذا نظرت الى الاستعمار او الى العمليات على النطاق الدولي، او اذا نظرت الى فهم ثقافة الآخر وفهم كيفية التحرك في حملة عسكرية لمواجهة التمرد... فإننا مررنا بكل هذا، كسبنا في البعض وخسرنا في البعض وتعادلنا في البعض». وأضاف: «الحقيقة ان هناك قدرا كبيرا من الخبرة هنا وهي حقيقية ويجب ان تلقى آذانا صاغية». وصرح الامير اندرو، الذي يحتل المركز الرابع في ترتيب العرش البريطاني، بانه على الرغم من ان بريطانيا ما زالت «حليفة الولايات المتحدة الاولى» إلا ان الموقف في العراق بعد الحرب جعل كثيرين يتساءلون «لماذا لم يستمع أحد لما قيل وللنصيحة التي قدمت؟». وأضاف ان «تجارب عدة مرت على الولايات المتحدة جعلت اناسا في المملكة المتحدة يأملون ان يستمع من هم في موقع المسؤولية في الولايات المتحدة ويتعلموا من تجاربنا». ويعتبر خوض الأمير اندرو في السياسة أمراً نادراً في المملكة المتحدة التي تفصل تقليدياً بين العائلة المالكة والسياسة. ويعتبر بقاء نظام الملكية البريطانية معتمداً بشكل كبير على استقلالية السياسة في البلاد من العائلة المالكة لأنها غير منتخبة. ويذكر انه بعد 22 عاماً من الخدمة في البحرية البريطانية تضمنت المشاركة في حرب جزر الفوكلاند، اصبح الأمير اندرو المبعوث الخاص للتجارة البريطانية ويمثلها حول العالم بشكل خاص ولكن من دون الدخول بالعمل الحكومي. وشدد مصدر في وزارة الخارجية البريطانية على ان «تصريحات الأمير اندرو تصريحات شخصية ولا تمثل الحكومة البريطانية». واضاف المصدر لـ«الشرق الاوسط» ان الأمير اندرو «لم يأخذ اية نصائح من وزارة الخارجية أو المسؤولين البريطانيين قبل الادلاء برأيه، وهو بالطبع حر في التعبير عن رأيه الخاص». ولفت المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته في التقليد المعتاد عليه في الحكومة البريطانية، الى ان «المواضيع التي طرحت في المقابلة ليست جديدة وتتداول باستمرار بين مسؤولين في لندن وواشنطن وهي جزء من علاقة البلدين». وقلل المصدر من اهمية التصريحات أو تأثيرها على علاقة البلدين، مؤكداً: «لم يتصل احد من الولايات المتحدة بنا ليعقب على هذه التصريحات ولم يعتبرها احد بأنها مفاجئة او داعية للحرج». ويذكر ان تصريحات الأمير اندرو تأتي بعد سلسلة من انتقادات شخصيات بريطانية للادارة الاميركية وخاصة في ما يخص سلوكها في العراق. ومن بين ابرز تلك الشخصيات وزير الدفاع البريطاني السابق جيف هون، وقائد القوات البريطانية في العراق السابق الجنرال مايك جاكسون، والسفير البريطاني السابق لدى واشنطن السير كريستوفر ماير.