رفعت حكومة بغداد، أمس، العلم العراقي الجديد فوق مبانيها في المنطقة الخضراء في مراسيم خاصة، واحتفظ العلم المعدل بألوان العلم القديم من دون النجوم الثلاث التي كانت ترمز الى اهداف حزب البعث، فيما تنتظر حكومة اقليم كردستان أمرا من رئيس الاقليم لرفعه فوق مبانيها.
وأفاد بيان للمركز الوطني للاعلام «جرى رفع العلم الجديد وسط مراسيم خاصة بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، إيذانا برفعه في كل دوائر الدولة». وأضاف ان «فرقة عسكرية عزفت موسيقى خاصة بالمناسبة خلال الاحتفال الرسمي»، حسبما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المالكي خلال الحفل ان «اعتماد العلم يعتبر من الخطوات الايجابية باتجاه تعميق العلاقات وأواصر الوحدة الوطنية، كما انه يمسح آثار الماضي بما شهد من جرائم ومقابر جماعية وانتهاك لحقوق الانسان وجرائم كثيرة نفذت تحت ظل العلم السابق». وأضاف ان «التغيير حقق الأفضل وأزال رموز وشعارات البعث (...) وألوان العلم الجديد تحمل خلفيات تاريخية يشترك فيها جميع العراقيين».
ودعا المالكي «المؤمنين بالعملية السياسية وعمل المؤسسات الدستورية الى الانسجام مع اختيار العلم الجديد تنفيذا للارادة الوطنية والديمقراطية».
ويعارض الاكراد رفع العلم السابق ويعتبرونه «علم حزب البعث وليس علم العراق».
وما تزال المؤسسات الحكومية في إقليم كردستان ترفع فوق مبانيها علم الإقليم فقط في انتظار صدور تعليمات من الجهات ذات العلاقة لترفع العلم العراقي المعدل أيضا فوق مبانيها.
وقال سمكو انور رئيس الدائرة الاعلامية في ديوان رئاسة الاقليم، ان الرئيس مسعود بارزاني سيوصي البرلمان الكردستاني بعقد جلسة خاصة للمصادقة على النموذج المعدل للعلم العراقي قبل رفعه في الاقليم. واضاف في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، «اننا في انتظار ما سيقرره البرلمان بهذا الخصوص»، مؤكدا أن رئاسة الاقليم كانت قد اعربت عن ترحيبها بالصيغة المعدلة للعلم العراقي في بيان خاص صدر قبل اسبوع». من جانبه، قال جمال عبد الله المتحدث الرسمي باسم حكومة اقليم كردستان لـ«الشرق الاوسط» ان الموقف الرسمي للحكومة مطابق للموقف الرسمي لرئاسة الاقليم «ونحن في انتظار التعليمات».
وكان عدد من نواب البرلمان في اقليم كردستان قد أكدوا أن رفع العلم المعدل فوق المؤسسات الرسمية في الاقليم لا يحتاج الى جلسة خاصة لأن العلم السابق كان قد انزل بقرار من رئيس الاقليم شخصيا، وهو الذي يمكنه ان يقرر رفع العلم الجديد بقرار شخصي ايضا. وقال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم لـ«الشرق الاوسط» في حوار هاتفي من مكتبه في اربيل، إن قرار رفع العلم فوق مباني الاقليم موجود أصلا «غير ان الأمر يتطلب رأي البرلمان في الاقليم ايضا»، وأضاف أن أعضاء البرلمان سيجتمعون اليوم للتصويت على القرار. وكان مجلس الرئاسة العراقي الذي يضم جلال طالباني ونائبيه طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي قد صادق على العلم الجديد الذي أقره البرلمان في 22 يناير (كانون الثاني) لمدة عام. ويحتفظ العلم الجديد بألوانه الرئيسة وهي الاحمر والابيض والاسود تعبيرا عن رايات اسلامية، من دون النجوم الثلاث التي كانت ترمز الى الوحدة والحرية والاشتراكية أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي. وتقرر تغيير عبارة «الله اكبر» التي خطت بيد الرئيس الراحل صدام حسين، لتكتب بالخط الكوفي.
وأضيفت النجوم الى العلم في 1963، وكانت ترمز الى الوحدة التي لم تحدث مع مصر وسورية. لكن النظام السابق أعلن عام 1991 عندما اضاف عبارة «الله اكبر» ان النجوم ترمز الى اهداف البعث.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن العلم الجديد سيرفع في انحاء العراق وفي كردستان من الشمال الى الجنوب. غير ان الوضع ربما يكون مخالفا لذلك. وقال المسؤولون في مدينة واحدة على الأقل هي الفلوجة بمحافظة الانبار والتي كانت في السابق معقلا للمسلحين، إنهم لن يرفعوا العلم الجديد.
وقال رئيس بلدية الفلوجة سعد رشيد لرويترز الشهر الماضي «هذه كارثة»، مضيفا انه يستخدم العلم القديم في مكتبه وفي منزله.
ويرفعه عراقيون عاديون، ينظرون الى العلم القديم على انه لا علاقة له بحكم صدام، على سياراتهم في احتجاج صامت.