لبنان: حديث عن حل سياسي.. وأوساط بري تتوقع تأجيل جلسة الانتخاب الرئاسية إلى مارس

أجواء تفاؤل حذر تسبق عودة الأمين العام للجامعة العربية إلى بيروت

TT

مع بدء العد العكسي لموعد الزيارة الجديدة التي سيقوم بها امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت الجمعة المقبل من اجل جولة جديدة من المباحثات مع فرقاء الازمة اللبنانية تسويقا للمبادرة العربية، بدت الاجواء اكثر ايجابية عما كانت عليه في الايام الماضية، وان كانت مصادر متابعة تتوقع عدم انعقاد جلسة مجلس النواب في موعدها في الحادي عشر من الشهر الحالي لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وذلك افساحا في المجال لمزيد من الحوارات وتذليل العقبات التي تعترض انجاز هذا الاستحقاق. وربما كان الحديث عن لقاء رباعي جديد بين اقطاب المعارضة والموالاة هو احدى النتائج الايجابية لهذه الحوارات، بحسب المصادر نفسها.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر نيابية معارضة ان «اللقاء الرباعي» سيعقد مجددا السبت المقبل في مجلس النواب ويجمع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون عن المعارضة، ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري والرئيس الاعلى لحزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق امين الجميل عن الموالاة، برعاية وحضور امين عام جامعة الدول العربية الذي تلقى ـ بحسب المصادر اياها ـ ضمانات ووعودا بتأمين عقد هذا اللقاء لمتابعة النقاش من النقطة التي انتهى اليها اللقاء السابق. وهذا ما اطمأن اليه موسى خلال اتصالاته مع كل من الرئيس بري والعماد عون والنائب الحريري.

ولفتت المصادر الى ان موسى يحمل معه دعما عربيا جديدا ويسعى الى تحقيق نوع من التلاقي حول اكبر عدد من النقاط بين فريقي المعارضة والموالاة لكي لا تصطدم زيارته الجديدة بحقل الغام التفسير. واشارت الى ان هذا الامر قد يتطلب اكثر من لقاء، ما يستدعي تأجيلا جديدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية. ورجحت ان يكون الموعد الخامس عشر للجلسة يوم الاثنين الواقع فيه 3 مارس (اذار) المقبل، وذلك افساحا في المجال لمزيد من الحوارات واللقاءات لتذليل العقبات التي تعترض عقد هذه الجلسة.

وتوقعت المصادر نفسها حصول «تطورات» اقليمية ودولية من الان وحتى الموعد الجديد للجلسة تنعكس نتائجها على لبنان، من دون ان تحدد اذا كانت هذه النتائج ايجابية ام سلبية.

وفي معرض المشاورات المتصلة بتسهيل المبادرة العربية، التقى الرئيس بري امس القائم باعمال السفارة الفرنسية في لبنان اندريه باران الذي قال عقب اللقاء: «اكد دولته لي عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت الجمعة المقبل. وجددت لدولته دعم فرنسا للمبادرة العربية بنقاطها الثلاث والجهود المبذولة من السيد موسى لإيجاد حل للازمة السياسية التي يمر بها لبنان. كما بحثنا في الاحداث الدراماتيكية التي مرت بها العاصمة بيروت في 27 يناير (كانون الثاني)» الماضي.

من جهته، استقبل امس رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة وعرضا التطورات السياسية الراهنة. وفي اطار المواقف الداعية الى انجاح المبادرة العربية، اكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، في بيان له وزع امس، ان «لا مبادرات لحل الازمة اللبنانية بعد المبادرة العربية الحالية» محذرا من «عرقلة المساعي العربية وإفشالها خشية دخول لبنان في المجهول الذي قد يودي به وبشعبه الى الفوضى والانهيار اللذين يسعى العدو الاسرائيلي الى ايقاع لبنان فيهما». ودعا الجميع لـ«المسارعة الى الرضى بالمبادرة العربية وتطبيق بنودها»، منبها الى انه «من غير المنصف اتهام البعض لعمرو موسى المتحدث باسم المبادرة العربية بالانحياز الى طرف لبناني دون آخر، فكفى لبنان مغالطات تودي به وبشعبه الى تعميق الخصومات والنزاعات».

وقال النائب السابق تمام سلام، عقب لقائه امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة: «الجميع يتابع موضوع المبادرة العربية وكل المواضيع المتعلقة من هنا او هناك. ففي طبيعة الازمة المستعصية هناك جهد كبير بذل في مجال المبادرة العربية. ولكن نعلم جميعا ان هناك خلفيات في العالم العربي، ويا للاسف، لا تساعد ولا تريح كثيرا عمرو موسى ولا المبادرة العربية. ومن هنا نأمل ان تبذل جهود اضافية على هذا المستوى».

وقال عضو «التكتل الطرابلسي» النائب محمد كبارة عقب لقائه الرئيس السنيورة: «نأمل ان تشكل عودته (موسى) فرصة لاطلاق عجلة الاتصالات مجددا، لعل المعارضة تكون قد اقتنعت بضرورة السير في التسوية وتخلت عن عنادها الذي بدأ يأخذ البلد الى منزلقات خطرة جدا ظهرت ملامحها في الاستهداف المنهجي للمؤسسة الضامنة للسلم الاهلي، واعني بها الجيش اللبناني. وهو استهداف سياسي واستهداف امني يهدف الى اسقاط التوافق على ترشيح رئيس للجمهورية واضعاف الثقة بقدرة الجيش على حماية السلم الاهلي وتعطيل دوره».

من جهته، رأى النائب عمار حوري (تيار المستقبل) «ان المعارضة تريد مبادرة جديدة لا علاقة لها بالمبادرة العربية. وإذا اصرت على موقفها فالأمور تتجه نحو المجهول». وفي سياق مواز، شدد «اللقاء الوطني» الذي عقد امس اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، على «ايجاد حل متوازن في لبنان وان تبقى الجامعة العربية على مسافة واحدة من جميع الفرقاء». ورحب بعودة موسى الى بيروت مؤكدا «رغبة المعارضة في حل سياسي قائم على المشاركة».

واعتبر عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان ان موسى «يجب ان يعود الى لبنان حاملا روحية المبادرة العربية التي اكد عليها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير من دون الدخول في تفسيرات الحصص الوزارية لانها مسألة لبنانية بحت. وانا ارى انه يجب على الفريق الاخر التعاطي بايجابية مع المبادرة العربية بعيدا من خلفيات المناورة وتسجيل النقاط».