موسى يعتبر انتخاب سليمان «أمرا محسوما» وسيركز مساعيه على نسب التمثيل داخل الحكومة

أجرى من القاهرة اتصالات مكثفة مع الفرقاء اللبنانيين قبل عودته لبيروت

TT

أعلنت جامعة الدول العربية أن أمينها العام عمرو موسى سيعود إلى العاصمة اللبنانية بعد غد لاستئناف جهوده لحل الأزمة اللبنانية، في إطار متابعة مساعيه لتطبيق بنود المبادرة العربية التي أقرها وزراء الخارجية العرب في الخامس من يناير الماضي، وأعادوا التأكيد عليها في اجتماعهم المستأنف يوم 27 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال المستشار عبد العليم الأبيض المتحدث باسم موسى «إن الأمين العام سوف يجتمع بعد وصوله إلى بيروت مع قيادات الأكثرية والمعارضة، وذلك في سبيل إحداث اختراق في الأزمة قبيل جلسة مجلس النواب اللبناني المقررة يوم الاثنين المقبل والتي سيتم فيها انتخاب العماد ميشيل سليمان رئيساً للبنان حسبما نص البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المستأنف». وأكد الأبيض «أن موسى على اتصال مستمر مع مختلف القيادات اللبنانية من أجل الإعداد الجيد للزيارة والعمل على إنجاز انتخاب العماد سليمان رئيسا توافقيا واستكمال مسألة نسبة التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية وكذلك الشروع في صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية، معرباً عن أمله في أن تكلل جهود الأمين العام المقبلة في بيروت بالنجاح». من جانبه أكد عمرو موسى «أن المشكلة الرئيسية في الأزمة السياسية فى لبنان لا تنحصر في مسألة التمثيل النسبي داخل حكومة الوحدة الوطنية»، مؤكدا «أن زيارته تهدف لحل الإشكالات المعلقة على أساس المبادرة العربية، وأنه سيجري اتصالات مع الفرقاء اللبنانيين ومع الدول العربية المعنية بلبنان قبل وصوله إلى بيروت». وقال مصدر دبلوماسي عربي معني بالأزمة اللبنانية «إن أجندة زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية للبنان ترتكز على قرار مجلس الجامعة العربية الأخير... في إشارة إلى مسألة حسم انتخاب ميشيل سليمان، والاتفاق على حصة كل طرف في الوزارة على قاعدة عدم استئثار الاكثرية وعدم حصول المعارضة على الثلث المعطل، إضافة إلى أن يصبح البيان الوزاري لحكومة السنيورة هو المرجعية في حال وقوع خلاف حول البيان الوزاري للحكومة الجديدة.

وحذر المصدر من استمرار الفراغ في الرئاسة في حال فشل جلسة مجلس النواب اللبناني في انتخاب العماد ميشيل سليمان، وقال «إن الأطراف اللبنانية في انتظار الأمين العام وترغب في الحل غير أن كل طرف لديه رؤية للحل وهذا هو دور موسى، أي التوفيق بين كل الأطراف»، فيما أشار إلى أن موسى اتصل مؤخراً برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أبلغه بأن رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون بات جاهزا صحيا لاستئناف اللقاء الرباعي في مجلس النواب، والذي يضمه إلى جانب الرئيس أمين الجميل ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري وبحضور موسى شخصيا.

وأشار إلى أنه تم التمهيد للزيارة من خلال اتصالات عربية ودولية وإقليمية مكثفة، ونبه المصدر إلى مواقف متناقضة ما بين متفائلة ومتشائمة إزاء عودة الأمين العام، إذ لاحظ أن بعض قيادات المعارضة صرحت ببعض الكلمات المهمة حيث قالت إنها يمكن أن تتخلى عن الثلث المعطل في الحكومة لمصلحة توفر الشراكة بحصص متساوية، بمعنى ذلك العودة إلى تفسير الرئيس نبيه بري بالمثالثة في الحكومة، وأن المعارضة لن تلجأ إلى الانقلاب حفاظا على السلم الأهلي .. وفي هذا الإطار قال المصدر إنه يعد مؤشرا إيجابيا على نجاح مهمة الأمين العام فى بيروت إذا صدقت النيات حقا. لكن المصدر أشار في ذات الوقت إلى تشكيك الأكثرية من التصريحات الصادرة عن المعارضة، حيث أكدت قياداتها أنها لا تتوقع أن تسفر عودة موسى عن أي تقدم أو اختراق للجدار المسدود، لأن المعارضة مصممة على إكمال مشروعها، وهو إسقاط الدولة عبر تعطيل كل المؤسسات، من الفراغ في رئاسة الجمهورية إلى إقفال مجلس النواب، إلى شل عمل الحكومة، ثم المؤسسة العسكرية، قبل الانقضاض على اتفاق الطائف لاقامة دولتها.

وقدر المصدر «أن جلسة الاثنين لن تكون حدثا عاديا أو عابرا على غرار الجلسات الاثنتي عشرة التي سبقتها من دون أن يتم فيها انتخاب الرئيس»، لافتا إلى أن وزراء الخارجية العرب كانوا قد أكدوا في اجتماعهم الأخير في القاهرة يوم الأحد الدامي ضرورة انتخاب العماد ميشال سليمان في هذه الجلسة وفق المبادرة العربية.

ورفض المصدر التكهن بمسار الأزمة فى حال إخفاق الجلسة فى انتخاب رئيس، أو تعثر مهمة موسى في بيروت، وهل سيعني ذلك الإعلان عن انتهاء المبادرة العربية، وبالتالي فشلها بكل ما يعني ذلك من انكشاف لبنان أمام مخاطر أمنية وسياسية لا أحد يستطيع تحملها.

ولفت المصدر إلى «أن موسى سبق أن شدد على الأهمية القصوى لجلسة 11 الحالي لأسباب عدة أهمها أن استمرار الفراغ الرئاسي كشف لبنان أمنيا وعرض مؤسساته للاستنزاف وآخرها المؤسسة العسكرية الضامنة الحقيقية للسلم الأهلي والاستقرار في البلد، وأكدت بالتالي ضرورة انتخاب الرئيس».

وشدد المصدر على ضرورة تخفيف حدة التوتر السياسي بين مختلف الأطراف اللبنانية حيث بات ذلك أولوية توازي بأهميتها معاودة الجهود العربية المتصلة بالازمة الرئاسية، نظرا إلى البعد التصعيدي الذي تمثل في حملة حزب الله الحادة على فئة من الجيش وتولي قيادة الجيش الرد بمضمون ينبىء باتخاذ قرار جازم بعدم الصمت على هذه الحملة التي رأت فيها القيادة العسكرية تشكيكا في وحدة المؤسسة.