كوادر في حماس بنابلس يصفون ما جرى بغزة بالتاريخ المظلم ويدعون للاعتراف بشرعية السلطة

الحركة: الأشخاص لا يمثلوننا .. وتصريحاتهم جاءت جراء تعرضهم للتعذيب في سجون فياض

TT

دعا عدد من قادة وكوادر حركة حماس في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، الذين أمضوا عدة اشهر في سجون السلطة الفلسطينية في نابلس، «الاخوة» في غزة بانهاء «الحسم العسكري» الذي نفذته الحركة في قطاع غزة في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، والاعتراف بسلطة الرئيس محمود عباس (ابو مازن). كما دعوا عناصر الحركة الى تسليم اسلحتهم للاجهزة الامنية الفلسطينية، مستدركين أنهم لا يمثلون الحركة، لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الأمني.

وأعلن متحدثون باسم حماس أن هؤلاء الاشخاص لا يمثلون الحركة، كما أن ادلاءهم بهذه التصريحات كان جزءاً من صفقة توصلوا اليها مع الأجهزة الامنية التابعة للسلطة، للإفراج عنهم اول من امس.

وفي مؤتمر صحافي، بثه التلفزيون الفلسطيني الرسمي، وصف موسى الخراز، احد ابرز قادة حماس في نابلس، ما حدث في غزة بالتاريخ المظلم، مطالبا بإنهاء ما ترتب عن عملية «الحسم العسكري» وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا حتى يكون هناك مدخل للحوار الوطني الفلسطيني. والى جانب الخراز، كان بعض معتقلي حماس السياسيين الذين افرجت عنهم رامز أبو صالحة وزهير لبادة، وشدد الخراز على ان تصريحاته، ليست عفوية، وقال «هذه الخطوة، جاءت بعد دراسة من الاخوة المعتقلين في سجون السلطة في نابلس الذين كان لهم تاريخ في العمل مع الحركة الاسلامية». وطالب الخراز في خطوة مفاجئة، عناصر حماس بتسليم سلاحهم للاجهزة الامنية، وقال «نطلب تسليم سلاح حماس الشخصي، الذي تم شراؤه في فترة الفلتان الامني». وزاد الخراز بكشفه، عن اتفاق مع السلطة في نابلس يقضي باصدار العفو عن مسلحي حماس حال تم تسليم اسلحتهم. وقال «كل شخص يسلم سلاحه فانه لن يمكث في مقرات السلطة اكثر من 30 ـ 40 دقيقة فقط»، داعيا الاجهزة الامنية الى وقف الاعتقالات، «حتى يطمئن أبناء الحركة ويقوموا بتسليم اسلحتهم».

وتعتبر هذه الدعوة لتسليم السلاح، منافية لموقف حماس الداعي الى الحفاظ على سلاحها، واستمرار المقاومة في الضفة الغربية. وردت حماس سريعا على مؤتمر نابلس. وقال الناطق الرسمي باسم حماس فوزي برهوم لـ«الشرق الاوسط» انهم لا يمثلون موقف حماس السياسي، وتعرضوا لضغوط وابتزاز من اجهزة عباس، مؤكدا ان لدى حماس المعلومات الكافية حول ذلك، مشيرا الى انهم جميعا كانوا في سجن جنيد. وردا على دعوة الخراز عناصر حماس لتسليم سلاحها قال برهوم «ان الحركة لن تسلم سلاحها وهي دعوات مرفوضة، وعلى اجهزة السلطة ان تفهم ان المقاومة مستمرة».

اما سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة، ، فقال ان مؤتمر نابلس يعكس حالة القهر التي يتعرض لها ابناء حماس في الضفة.

وفي قطاع غزة قال الناطق بلسان حماس سامي ابو زهري الذي اقر بانهم (الخراز ورفاقه) من ابناء حماس، ان على اجهزة امن السلطة ان تلتقط الرسالة الاخيرة من عملية ديمونة، معتبرا أن ما جرى في نابلس يأتي «جراء اساليب التعذيب القذرة التي تتبعها الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة (سلام) فياض ضد المعتقلين»، مشيرا الى حقيقة أنه افرج عن هؤلاء الاشخاص اول من امس. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، اشار ابو زهري الى تأكيد المشاركين في المؤتمر أنهم لا يمثلون حماس، بل انفسهم. وشدد على أن ما جرى يعكس «الحرب الشعواء التي تشنها الاجهزة الامنية التابعة لحكومة فياض ضد نشطاء حماس في الضفة الغربية»، معتبراً أن هذه الأساليب تمثل محاولة من قبل حكومة فياض لإسترضاء كل من اسرائيل والإدارة الأميركية. واكد ابو زهري أن سلاح المقاومة هو «سلاح موجه نحو الاحتلال ولن تفلح كل مؤامرات هذه الأجهزة لنزع هذا السلاح. والمقاومة مستمرة رغم الاعتقالات وان هذه المحاولات الرخيصة من قبل الأجهزة الأمنية لا تنطلي على أحد».

ورغم تأكيد الخراز، انهم في موقفهم هذا، لا يمثلون اي قيادة عسكرية او سياسية لحماس ولم يتواصلوا كذلك مع قيادتها في غزة، الا انه قال آن الاوان لان يدرك الإخوة في غزة أنه لا بد من الحوار وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه لإعادة الثقة إلى شعبنا الفلسطيني، مطالبا القيادة بسماع صوتهم وأن لا يستشعروا أنهم جسم غريب، قائلا «نحن جزء من أبنائكم الصغار».