تقرير: التهديد الأميركي لإيران يتراجع.. بينما تطور طهران أجهزة طرد مركزي

رئيس الموساد: إيران ستكون قوة نووية خلال 3 سنوات

TT

فيما رفضت ايران انتقادات الولايات المتحدة للصاروخ الفضائي الذي اطلقته، مؤكدة انه «نجاح علمي» ليس من شأنه ان يثير قلق احد، ذكرت مجموعة ابحاث امنية ان خطر شن عملية عسكرية اميركية على ايران تراجع، بالرغم من تصميم طهران على الاستخفاف بقرارات الامم المتحدة. وتحدث المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له عن غياب احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربات لإيران في المدى القريب، بالرغم من احراز الاخيرة تقدما في انتاج جيل جديد من اجهزة الطرد المركزي. وقال المدير العام للمعهد جون شيبمان ان التقرير الصادر عن 16 وكالة استخباراتية اميركية «عدل دينامية الجهود المبذولة للجم برنامج ايران النووي المزدوج الاغراض». واضاف «كما أدى الى إلغاء احتمال تنفيذ ضربة اميركية في المدى القريب». واوضح شيبمان ان تسليم روسيا 82 طنا من اليورانيوم المنضب «ألغى نوعا اخر من الضغط على ايران، مع انه اثار تساؤلا حول الهدف من مصنع نتانز للتخصيب».

وعقد مجلس الامن الدولي محادثات غير رسمية في الشهر الجاري حول قرار ثالث بفرض عقوبات على ايران. وتشمل الاجراءات الجديدة المقترحة حظرا شاملا لسفر مسؤولين مرتبطين ببرنامجي طهران النووي والصاروخي، اضافة الى تفتيش الشحنات من والى ايران.

وقال شيبمان ان قرارا ثالثا «يؤمن اساسا لتحرك مستقل من الاتحاد الاوروبي عبر تقليص القروض التجارية والتفاعلات مع المصارف الرسمية الايرانية». واضاف ان «استمرار تراجع الاستثمارات الغربي» قد يودي بايران الى «مشاكل اقتصادية». غير ان «ايران لا تبدي اي نية في الانصياع الى مطالب مجلس الامن الدولي بوقف نشاطات التخصيب، لا بل تمضي قدما في تطوير جيل جديد من اجهزة الطرد الاكثر فاعلية»، بحسب شيبمان. واضاف ان التقرير المنتظر لاحقا هذا الشهر لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يفترض «ان يلقي المزيد من الضوء» على تلك المسألة. وقال «ان تاكيد تقدم ايران في تطوير اجهزة الطرد الجديدة سيزيد مبدئيا من الطابع الطارئ لتاريخ تمكن ايران من انتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لسلاح نووي».

ويأتي ذلك فيما قال مئير داغان رئيس الموساد الاسرائيلي: ان ايران ستملك القدرة النووية العسكرية خلال ثلاث سنوات كما نقلت عنه صحيفة «معاريف» الاسرائيلية امس. واوضحت الصحيفة ان داغان صرح امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في جلسة مغلقة للكنيست ان ايران ستمتلك خلال ثلاث سنوات قدرة عسكرية نووية. واشار داغان الى ان ايران تشكل حاليا التهديد الرئيسي لاسرائيل بسبب اصرارها على امتلاك السلاح النووي وايضا لدعمها دولا مثل سورية او منظمات معادية لاسرائيل ولاسيما حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، التي يقول ان ايران تمدها بالمال والتكنولوجيا والاسلحة. واضافة الى برنامج تخصيب اليورانيوم يقول داغان ان ايران تطور ايضا صواريخ بالستية طويلة المدى. واوضح ان «القذائف والصواريخ لاتزال تشكل تهديدا اكبر من السابق. وسورية تعزز شبكتها من الصواريخ ارض ارض ونوعية ما لديها من صواريخ افضل مرتين من تلك التي كانت لديها قبل عامين».

وفي طهران، رفضت ايران انتقادات الولايات المتحدة للصاروخ الفضائي الذي اطلقته، مؤكدة انه «نجاح علمي» ليس من شانه ان يثير قلق احد. واعلن الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان «ليس من شأن نجاحات ايران العلمية ان تثير قلق احد». واضاف في رد على سؤال حول انتقادات الولايات المتحدة واسرائيل ان «القلق صادر عن دول تملك اسلحة الدمار الشامل وتطورها باستمرار وتقوم سياستها على التهديد والوعيد».

وأعلنت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو اول من امس بعد ساعات من اطلاق الصاروخ وتدشين الرئيس محمود احمدي نجاد مركزا فضائيا ايرانيا «انه لأمر مؤسف لان ذلك يزيد عزلتهم عن بقية دول العالم». كذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورمك ان «نوع التكنولوجيا والامكانيات الضرورية لاطلاق آلية فضائية الى المدار هي نفسها المستخدمة لاطلاق صواريخ بالستية بعيدة المدى»، مضيفا انه امر «مثير للقلق».

وبث التلفزيون الايراني من منطقة صحراوية عملية اطلاق صاروخ يشبه شهاب 3. ورحبت الصحف الايرانية امس بالحدث واعتبرته اختراقا كبيرا لايران في المجال الفضائي حتى وان كانت السلطات لم تقدم الكثير من التفاصيل حول مداه وقوته والارتفاع الذي وصل اليه الصاروخ الذي اطلق عليه اسم «سفير».

وعنونت صحيفة جمهوري اسلامي المحافظة ان «الجمهورية الاسلامية: الدولة الثانية عشر من العالم في مجال الفضاء»، مشيرة الى «اول سفير لايران في الفضاء».

واعلنت ايران في فبراير 2007 انها اختبرت بنجاح اول صاروخ فضائي يصل الى ارتفاع 150 كلم ما يجعله تقنيا في الفضاء الذي يبدأ اعتبارا من مئة كلم حسب الاتحاد الدولي للطيران لكنه غير كاف لوضع قمر صناعي في مدار منخفض.

وعلى الصعيد الاقتصادي قال البنك المركزي الإيراني ان معدل التضخم السنوي في ايران انخفض الى 2ر19 في المئة في يناير ولكن بيانات شهرية أظهرت أن الاسعار الاستهلاكية واصلت الارتفاع في رابع أكبر دولة منتجة للنفط في العالم قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري في مارس المقبل. وذكر البنك المركزي على موقعة على شبكة الانترنت أن الاسعار ارتفعت بنسبة 6ر1 في المئة في الشهر الفارسي الذي انتهي في 20 يناير ولكن المعدل السنوي انخفض عن الشهر السابق الذي بلغ 6ر19 في المئة.

غير أن النسبة الاخيرة مازالت أعلى مما كانت عليه في أواخر العام الماضي حين ارتفع التضخم الى 1ر19 في المئة في الشهر المنتهي في 22 نوفمبر من 1ر18 في المئة في الشهر السابق عليه. ويشكو كثير من المواطنين العاديين من الارتفاع السريع للايجارات وأسعار المواد الغذائية. ويقول محللون ان التضخم سيكون عاملا مهما للناخبين في الانتخابات التي تجري في 14 مارس وينظر اليها جزئيا على أنها استفتاء على سياسات الرئيس محمود احمدي نجاد. ويتهم منتقدو أحمدي نجاد الذي تولى السلطة في عام 2005 متعهدا بتوزيع ثورة البلاد من النفط بعدالة اكبر بتأجيج التضخم نتيحة سياسات انفاق اتسمت بالتبذير.

ورفضت الحكومة الاتهامات قائلة، ان هناك مبالغة في الامر. ونما اقتصاد ايران بنسبة 7ر6 في المئة في الفترة من مارس الى سبتمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي حسب بيانات البنك المركزي الصادرة في الاسبوع الماضي.