أبو الغيط: طرحنا أفكارا لتشغيل معبر رفح.. والحدود لها قدسيتها

إسبانيا تؤيد موقف القاهرة والبلدان يوقعان معاهدة صداقة وتعاون

الرئيس المصري حسني مبارك وزوجته سوزان مبارك خلال استقبالهما ملك اسبانيا خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا في القصر الجمهوري في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

أكدت إسبانيا تأييدها الكامل لمصر، في موقفها من التطورات الجارية على حدودها مع قطاع غزة الفلسطيني، كما أكدت دعمها للشعب الفلسطيني، وطالبت إسرائيل بأن تسمح بشكل كامل للمعونات والإمدادات الغذائية إلى غزة، مشددة على أنه لا يمكن استمرار الأوضاع ومشاعر الإحباط في المنطقة، فيما ألمحت القاهرة إلى أفكار جديدة طرحتها على مختلف الأطراف المعنية بالتعامل مع الملف الفلسطيني حول الوضع على الحدود، ورفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط توضيح تلك الأفكار، مكتفياً بالقول «إن هذه الأفكار تقوم على أساس تشغيل المعبر بشكل قانوني».

وأكد وزيرا خارجية مصر، أبو الغيط وإسبانيا ميجيل موراتينوس في مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثات أجراها الرئيس المصري حسنى مبارك والعاهل الأسباني الملك خوان كارلوس أمس بالقاهرة تناولت مجمل قضايا المنطقة وخاصة التطورات على الساحة الفلسطينية والعراق ولبنان ودارفور والصومال ومشكلة الإرهاب والعلاقات المصرية المتوسطية إلى جانب دعم التعاون بين البلدين ـ أكدا ـ أن البلدين يلعبان دوراً مميزاً في دعم السلام بالعالم، كما يحتفظان بعلاقات ثنائية متميزة في كافة المجالات.

وقال أبو الغيط "أن المباحثات المصرية الاسبانية شهدت نقاشا مستفيضا حول الوضع الاقليمي والعلاقات المشتركة وتم توقيع معاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين وهي معاهدة تدفع العلاقات المصرية الاسبانية الى وضع غير مسبوق وتتناول كافة المسائل المتعلقة بالعلاقات بين البلدين وهي معاهدة لها قيمتها في مصر خاصة أنها المعاهدة الثانية التي توقعها إسبانيا مع احدى دول البحر المتوسط في الجنوب.

وأوضح الوزير المصري «أنه كان هناك اتفاق تم توقيعه أمس وهو اتفاق مالي واقتصادي وله بروتوكولات متعددة واحد هذه البروتوكولات تمويلي خاص بمبلغ حوالي 375 مليون دولار يتم انفاقه على خدمات البنية التحتية في مصر».

من جانبه قال وزير خارجية إسبانيا ميجيل موراتينوس إن مصر وإسبانيا حضرتا مؤتمر أنابوليس بالولايات المتحدة وقال «كنا نأمل أن يتم التغلب على التحديات فى المنطقة ولذلك نشعر بالقلق ازاء تدهور الأوضاع». وردا على سؤال حول كيفية اقناع اسرائيل بتحمل مسؤولياتها كقوة احتلال في قطاع غزة ووقف سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين قال موراتينوس إن هذا هو ما كنا نحاول فعله فى الاتحاد الاوروبي وعندما وقعت الأحداث الدامية بدأنا اتصالات مع اسرائيل لارسال رسائل لهم واعتقد أن من حقهم الدفاع عن أنفسهم ولكن ذلك لا يعنى أنه يحق لهم عقاب غزة والفلسطينيين كلهم في غزة وهذه كانت رسالتي الى الاسرائيليين وسنستمر مع الاتحاد الاوروبى فى جهودنا. وقال إن المنطلق المصري هو أن الحدود المصرية الفلسطينية لها قدسيتها وسوف يكون هناك حدود بين مصر وقطاع غزة وسوف يتم تنظيم عملية العبور الفلسطينى الى مصر من خلال المنفذ القانوني المتفق عليه طبقا للاتفاق الموقع في أكتوبر 2005.

وحول أحداث أمس وقيام ملثمين فلسطينيين من الجانب الفلسطيني باصابة 46 من حرس الحدود المصري قال ابو الغيط إن مصر كريمة وصبورة ولكن للصبر حدودا ويجب أن يعي إخواننا الفلسطينيون أن المعركة ليست مع مصر ولكن المعركة مع اسرائيل وبالتالي لا يجب أن يقعوا في فخ تصيغه وتحيكه إسرائيل».

وبالنسبة لإمكانية العودة إلى تنفيذ اتفاقية المعابر قال ابو الغيط إن مصر طرحت بعض الافكار ولا استطيع أن أعلن عنها لاعادة تشغيل المنفذ ولكن تلك الافكار فى اطارها العام تقوم على تشغيل المنفذ طبقا للاتفاقيات السابقة وقد تم تناول هذه الامور مع الجانبين الاوروبي والإسرائيلي ومع عناصر حماس وأيضا مع السلطة الوطنية الفلسطينية لكي نستعيد الوضع القانوني الذي يحكم العلاقة المصرية الفلسطينية ويجب أن نعلم أن سيطرة حماس على غزة يتعارض مع اتفاقية المعابر والوضع القانوني للسلطة الوطنية الفلسطينية وعلاقة مصر واعترافها بالسلطة الوطنية الفلسطينية وهذه مسألة بالغة التعقيد.