«الثلاثاء الكبير»: خمسة فائزين وبطل واحد

الهاسبانيك فاجأوا المراقبين وقد يكون صوتهم حاسما في معركة الديمقراطيين

ماكين يحيي مناصريه بعد فوزه وتبدو زوجته سيندي الى جانبه (أ.ف.ب)
TT

كلهم كانوا فائزين يوم «الثلاثاء الكبير». وكلهم تسنى لهم ان يلقوا «خطاب النصر» أمام مؤيديهم. وكل واحد منهم حصد فوزا في ولايات معينة من الولايات الـ24 التي صوتت لمرشحيها في الحزبين الجمهوري والديمقراطي.. الا ان واحدا فقط كان فائزا حقيقيا، هو المرشح الجمهوري جون ماكين، فيما البقية كانوا فائزين خاسرين أو فائزين حتى اشعار آخر.

ماكين، بطل حرب فيتنام، كان بطل «الثلاثاء الكبير» من دون منازع. فهو تمكن من أن يحسم بشكل شبه نهائي معركة الحزب الجمهوري لصالحه، وتوسيع الفارق بشكل كبير بينه وبين منافسيه ميت رومني ومايك هاكابي. وعلى الرغم من أن ماكين لم يفز بأكثر من تسع ولايات من أصل 21 ولاية صوتت للحزب الجمهوري، الا انه تمكن من أن يحصد الولايات التي تحمل الجوائز الكبرى، أي تلك التي تعطي أكبر عدد من المندوبين في مؤتمر الحزب. فجمع في يوم واحد 447 مندوبا، بالاضافة الى المندوبين السابقين الذين تمكن من جمعهم في الولايات السابقة، ليصبح مجموع مندوبيه 604 مقابل 268 لرومني أقرب منافسيه، الذي فاز في سبع ولايات و169 لهاكابي، الذي فاز في خمس ولايات يوم «الثلاثاء الكبير». ولكن المعركة لم تنته هنا، حتى بالنسبة الى الجمهوريين. فماكين الفائز لم يتمكن بعد من جمع عدد المندوبين اللازم (1191 مندوبا) للفوز بتسمية حزبه. ويقول المحلل السياسي والخبير في الانتخابات جون فورتييه لـ«الشرق الاوسط» إن «الطريق لا يزال طويلا أمام ماكين لكي يتمكن من جمع عدد المندوبين المطلوب، ولكن من شبه المؤكد أنه هو الفائز». واذا كان هاكابي قد أكد بعد صدور النتائج أنه لن ينسحب من السباق قبل أن يجمع أحدهم عدد المندوبين اللازم للفوز، فان رومني قد يكون بدأ باعادة حساباته، خصوصا أنه يمول حملته من أمواله الخاصة، وليس من أموال التبرعات كما يفعل باقي المرشحين. فهو يلوم القس الانجيلي السابق هاكابي على خسارته. ويعتبر ان بقاءهما في السباق يقسم أصوات الجمهوريين المحافظين، الذين لا يحبون ماكين بسبب أفكاره الليبرالية. فما هي احتمالات أن ينسحب رومني من السباق لصالح هاكابي، الذي أكد أنه باق في السباق، في محاولة لجمع أصوات المحافظين لمواجهة ماكين؟ فورتييه لا يستبعد طرح انسحاب رومني، على اعتبار ان رجل الاعمال المورموني كان يأمل بتحقيق نتائج أفضل يوم «الثلاثاء الكبير». الا انه يستبعد أن ينسحب لصالح هاكابي، ويقول إنهما شخصان «لا يحبان بعضهما كثيرا». ويعتبر أن انسحاب احدهما قد يكون دافعا للآخر، ولكن لن يكون كافيا لمنافسة ماكين. أما الفائزان في الحزب الديمقراطي، فهما من الفائزين حتى اشعار آخر. فهيلاري كلينتون التي فازت بثماني ولايات من أصل 22، لم تتمكن من أن تحصد عدد المندوبين المطلوب (2025) للفوز بتسمية حزبها، ولكنها حصدت الولايات الكبيرة التي تعطي العدد الاكبر من المندوبين، وخصوصا كاليفورنيا. في حين فاز باراك أوباما بـ13 ولاية من الولايات الصغيرة، وفاز بعدد من المندوبين اقل بقليل من الذين تمكنت كلينتون من جمعهم.

ولذلك فالمعركة لدى الديمقراطيين مستمرة والانظار تتجه الى الولايات المتبقية، وأهمها تكساس التي تصوت في الرابع من مارس (آذار) المقبل. ولكن وعلى الرغم من أن «الثلاثاء الكبير» لم يعط فائزا واضحا لدى الحزب الديمقراطي، الا انه أكد على امرين. الاول ان اصوات النساء ما زالت أساسية ومرجحة في معركة كلينتون، في مقابل أصوات الاميركيين الافارقة لاوباما. ولكن الاهم من الامرين، أصوات الاميركيين الاسبان (الهاسبانيك) الذين قد يكونون عاملا أساسيا في فوز كلينتون في الولايات اللاحقة.

فكثافة تصويت الهاسبانيك لكلينتون شكلت مفاجأة للمراقبين، الذين توقعوا ميل هذه الفئة اليها ولكن ليس بهذا الزخم. ويقول فورتييه إن الاميركيين الاسبان يشكلون نقطة قوة كبيرة لكلينتون في موازاة الاميركيين الافارقة الذين يميلون الى اوباما. ويعتبر ان استمرار الهاسبانيك بالتوصيت لصالح كلينتون بهذه القوة قد يكون حاسما في الولايات المقبلة، خصوصا في تكساس، حيث قد تكون كلمة الحسم لهم. فهل يحسم الديمقراطيون الفائز لديهم في الرابع من مارس وتتحول المعركة الى ديمقراطية – جمهورية؟