مصادر في حماس لـ «الشرق الأوسط»: نأخذ بالتقية في الضفة الغربية

نفت أن تكون تصريحات قادة لها في نابلس مؤشرا إلى وجود خلافات أو انشقاقات في صفوف الحركة

TT

قالت مصادر في حركة حماس في الضفة الغربية لـ«الشرق الاوسط»، ان ابناء الحركة في مدن الضفة، يأخذون بـ«التقية» (اي يظهرون غير ما يبطنون) في تعاملاتهم. وذلك رداً على تصريحات لقياديين من حماس في نابلس كانوا معتقلين لدى السلطة الفلسطينية، وافرجت عنهم مساء يوم الاثنين الماضي، دعوا فيها أبناء حماس الى تسليم أسلحتهم حتى الشخصي الى الاجهزة الامنية. كما دعوا فيها للتراجع عن الحسم العسكري في غزة الذي وصفوه بالتاريخ المظلم، والاعتراف بسلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن).

وحسب المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب امنية، فانه لا انشقاق ولا خلاف داخل حماس، «لكن ابناء الحركة، وابناء تنظيم الاخوان المسلمين في العالم يعملون وفق (التقية) التي تجيز للمسلم ان يظهر من الكلام، عكس ما يبطن. وذلك في حالة واحدة فقط، وهي، درء المفاسد والنجاة من الموت». وبرغم النفي المتواصل للأجهزة الأمنية الفلسطينية من أنها تمارس ضغطا او تعذيبا على معتقلي حماس السياسيين، إلا ان الحركة تتهم هذه الاجهزة بممارسة التعذيب، وما سمته الابتزاز ضد معتقلي حماس. وقالت مصادر مسؤولة في حماس في الضفة لـ«الشرق الاوسط»، ان المعتقلين الذين خرجوا في المؤتمر الصحافي في نابلس ابلغوهم بأنهم يبحثون فقط عن الخلاص، ويريدون التخفيف من معاناة ابناء الحركة في السجون.

وكان ابو مازن قد اصدر مراسيم رئاسية في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة منع فيها اي نشاط عسكري للحركة. وتعتبر الاجهزة الامنية، أن أي نشاط عسكري وسياسي لحماس مخالف للقانون ومحظور، ويتوجب الاعتقال والمحاكمة. وحدد عباس في أحد مراسيمه السجن من 3 الى 7 سنوات، لكل من يثبت انتماؤه الى قوة مسلحة لحماس.

وينتاب مسؤولين كبار في حماس القلق، من الحديث الى وسائل الاعلام بصراحة. ويعترف نواب في المجلس التشريعي، انهم لا يستطيعون الحديث باسم حماس التنظيم، وانما يمكن ان يعبروا عن موقفهم الشخصي فقط. وقال احد ناشطي الحركة، لـ«الشرق الاوسط» «نعم نأخذ بالمصالح المرسلة، اي أقل الضرر، واذا ما عرضت السلطة على معتقلين لديها عرضا ما، فإنهم يدرسون كل جوانبه الايجابية والسلبية. واذا كان في الاقتراح الخلاص، دون ان يتعارض مع الشرع (أي النهي الشرعي)، نقبل به». واثارت تصريحات قياديي حماس في نابلس، ردة فعل واسعة، حتى داخل الحركة. وقالت حماس في الضفة الغربية في بيان، تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه إنه «لا علاقة لحماس بهذا المؤتمر من قريب ولا من بعيد»، معتبرة «أن المؤامرة التي تحاول النيل من حماس هي مؤامرات فاشلة، ولن تنال من هذه الحركة العملاقة». واضاف البيان أن الأشخاص الذي خرجوا في المؤتمر ليست لهم أي صفة قيادية، وأن الأجهزة الأمنية اشترطت عليهم الخروج في المؤتمر قبل الإفراج عنهم، بعد أن اعتقلتهم لمدة طويلة. كما دعت الحركة «أبناءها المجاهدين إلى عدم تسليم السلاح مهما كلف الثمن وعدم الالتفات إلى مثل هذه الدعوات».