جماعة إخوان مصر تنفي التنسيق مع «حماس» وتطالبها بـ «ضبط الموقف على الحدود»

رفضت الاعتداء على الجنود المصريين ورجحت أن يكون المنفذون من فتح أو «عملاء إسرائيل»

TT

رغم أنها استبعدت أن تكون حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» وراء اعتداء فلسطينيين على جنود مصريين عند الحدود مع غزة، طالبت جماعة الإخوان المسلمين في مصر أمس «حماس» بالعمل علي ضبط الموقف على معبر رفح الحدودي، مؤكدة أن ما حدث أخيراً من اعتداء على جنود مصريين، لا يمكن لجماعة الإخوان أن توافق عليه بأي صورة، وذلك في أول رد فعل مباشر من جانب الجماعة (التي يعتبرها النظام المصري الأقرب لـ«حماس»). وبينما جددت جماعة الإخوان أمس نفيها وجود تنسيق لها مع حركة حماس، طالبت الجماعة، «الحركة»، بالعمل على ضبط الموقف على المعبر الحدودي بين مصر وغزة، قائلة إن عناصر من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس «أبو مازن»، أو عملاء لإسرائيل، قد يكونون وراء محاولة تلغيم العلاقات المصرية الفلسطينية.

وفي أعقاب انتقادات عنيفة، وجهها مصريون لجماعة الإخوان بمصر، لعدم إصدار الأخيرة بيانات توضح موقفها بشأن ما تعرض له الجنود المصريون على الحدود من اعتداء من جانب مسلحين في غزة التي تسيطر عليها حماس، قال النائب الثاني للمرشد العام للجماعة، الدكتور محمد حبيب، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن ما حدث (من اعتداء) لا يمكن أن نوافق عليه جملة وتفصيلا.. «الاعتداء على الجنود المصريين أمر مرفوض تماما.. موضوع الحفاظ على الحدود (المصرية) ليس محل نقاش». لكن «حبيب» شكك في احتمالات انزلاق «حماس» لـ«التورط في مثل هذه الأفعال»، قائلاً: «لا أعتقد أن حماس يمكن أن تتورط في ذلك رغم أنها المسيطرة على الأوضاع في غزة.. نحن نعرف أن هناك من يريدون أن يعكروا الأجواء ويقوموا بتلغيم العلاقات المصرية الفلسطينية.. هناك عناصر من فتح يمكن أن تفعل ذلك كما أن عملاء إسرائيل ليسوا بعيدين عن ذلك كثيرا».

وتابع «حبيب» قائلاً: «نحن (الإخوان) حريصون على الأمن القومي المصري.. حريصون أن يظل الفلسطينيون في أرضهم، وأن توجد، في نفس الوقت، إمكانية لرفع الحصار عن أهل غزة لكي يتمكنوا من الحصول علي احتياجاتهم الضرورية، على أن يكون ذلك من خلال أطر وتفهمات يتم الاتفاق عليها بين مصر، والسلطة الفلسطينية، وحكومة إسماعيل هنية (المُقالة)».

ونفي «حبيب» ما تناولته صحف مصرية محلية عن وجود تنسيق بين الإخوان في مصر وحركة حماس، بالتزامن مع مظاهرات إخوانية بمحافظات مصرية مؤيدة لفتح الحدود أمام دخول الفلسطينيين للتزود باحتياجاتهم من المدن المصرية في سيناء، الشهر الماضي. وقال النائب الثاني للمرشد العام للجماعة: «لا يمكن حدوث هذا التنسيق؛ ففي مصر، القضية الفلسطينية موجودة قبل ولادة حركة حماس نفسها.. نحن لم نكن نوجه مظاهراتنا ضد النظام المصري، لكن ضد الممارسات الإسرائيلية الوحشية (في الأراضي المحتلة)».

ووجَّه «حبيب» رسالة إلى «حماس» قائلاً.. «للأخوة في حماس، يجب أن تعملوا على ضبط الموقف علي المعبر الحدودي، وهذه مسؤوليتكم، ولا بد أن تبذلوا أقصى جهودكم منعا لإعطاء أي فرصة لمن يريد تسميم الأجواء وتعكير صفوها، ويجب أن تكونوا أنتم الأحرص على تأمين الحدود المصرية لأنها (الحدود) هي عمق أمني للطرفين». وكان مسلحون فلسطينيون وقوات أمن مصرية تبادلوا، يوم الاثنين الماضي، إطلاق النار على الحدود بين غزة ومصر، في محاولة من جانب فلسطينيين لدخول الأراضي المصرية عنوة، ما أدى لمقتل مدني فلسطيني، إضافة لإصابة 14 فلسطينيا و45 فردا من الشرطة المصرية بجروح.