مفتي جبل لبنان يتهم المعارضة بممارسة «البلطجة» ويطالب بمحاكمة «المجرم» الذي يشل الحياة السياسية

TT

اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو «إن المجرم الذي يهدد الوطن واحد. والمجرم الذي يقف وراء شل حركة الحياة السياسية والاقتصادية في الوطن واحد. وهو يلجأ الى البلطجة وحرق البلاد قبل حرق الاطارات والسيارات والاعتداء على الابرياء. المجرم الذي يقف وراء هذا كله يجب ان يحاسب ويحاكم. وليس من حق أحد ان يحاسب الجيش عندما يدافع عن نفسه وعن المواطنين». وتوجه الى الجهة التي يحملها المسؤولية عما آلت إليه الأمور قائلا: «اذا كانت بيروت قد استقبلتكم في احيائها من دون حساسيات مذهبية فلا تلوثوا هذه الاحياء بأحقادكم التاريخية والحالية وتعملوا على اثارة الفتن في قلب العاصمة. وإلا فعليكم ان تتركوا بيروت لأهلها والعودة الى جذوركم، لأنكم لا تستحقون شرف السكن في بيروت ولا الاقامة بين اهلها. لا تجبرونا على ان نقول لكم: اخرجوا من بيروت».

وأكد الجوزو، في تصريح توجه به امس الى اطراف في المعارضة من دون تسميتها: «ان الجيش خط أحمر. وليس من حق أحد ان يمس هيبة الجيش او ان يعرضها للاهتزاز. وليس من حق أحد ان يسقط هذه المؤسسة بعدما أسقط جميع المؤسسات الشرعية والدستورية وأغلقها وعطلها عن تصميم وسبق إصرار. وليس من حق أحد ان يتسلل الى المؤسسات الامنية ليجعل منها رديفا لبعض الميليشيات وتسخير بعض عناصرها ليكونوا طابورا خامسا ينفذ تعليمات هذه الميليشيات وان سمت نفسها مقاومة، والادلة عندنا كثيرة».

وشدد على ان «من حق الجيش وقوى الامن الداخلي فرض الامن بالقوة اذا تعرض السلم الاهلي للخطر، وأمن البلاد للخطر. واذا تحولت المظاهرات السلمية الى شغب واعتداءات على أمن المواطنين وحرية حركتهم وتنقلاتهم في الشوارع واذا تعرضت أملاكهم وسياراتهم للتكسير والاحراق والتدمير واذا تعرض الجيش وقوى الامن للرشق بالحجارة او اطلاق الرصاص المقاوم عليهم وكأنه جيش عدو. هذا دور الجيش حماية الوطن وحماية المواطن. والتطاول عليه تطاول على الوطن كله ومحاولة لتعطيل دوره الذي أنشئت الجيوش في العالم من اجله، وإلحاقه ببقية المؤسسات المغلقة والمعطلة كمجلس النواب ورئاسة الجمهورية او اسقاطه كمحاولة اسقاط الحكومة».

وقال: «المجرم الذي يهدد الوطن واحد. والمجرم الذي يقف وراء شل حركة الحياة السياسية والاقتصادية في الوطن واحد. وهو يلجأ الى البلطجة وحرق البلاد قبل حرق الاطارات والسيارات والاعتداء على الابرياء. المجرم الذي يقف وراء هذا كله يجب ان يحاسب ويحاكم. وليس من حق أحد ان يحاسب الجيش عندما يدافع عن نفسه وعن المواطنين. .. اذا حاولتم إضعاف الجيش وضرب هيبته، فلن يقف ضابط او جندي ليدافع عنكم او يدافع عن أمن المواطن بعد ذلك. وهنا الكارثة».

وتابع: «الجيش هو أمن الدولة فلا تهددوا أمنها لحساب اي فريق خارجي او داخلي. واذا سقط عدد من الضحايا الابرياء في مار مخايل، فهناك مئات الابرياء الذين سقطوا في الكرنتينا والشفروليه وفي الدكوانة وفي فردان والطريق الجديدة والروشة والاشرفية. ولم يحاسب المجرمون حتى الآن. والشهداء يتساوون في الشهادة ويتساوون في الحقوق والواجبات. امتنعوا عن التخريب المعنوي والمادي واللجوء الى استفزاز أهالي بيروت في احيائهم ومناطقهم بأسلوب همجي ومستغرب. وانتم تحملون كل هذه الاحقاد وكل هذا الكره وكل هذا العداء لأهلها. لا تجبرونا على ان نقول لكم اخرجوا من بيروت، لأن بيروت كانت تمثل أرقى عواصم العالم، وأكثرها تسامحا وانفتاحا، فلما اقمتم فيها وسكنتم في احيائها تحولت الى بؤر للتوتر المذهبي والصراع القبلي الجاهلي. وهي التي كانت وما زالت تحتضن الجميع بين ذراعيها وتعاملهم افضل معاملة». وخلص الى القول: «اننا نحذر من هذه اللعبة القذرة لأن الجيش اذا فقد هيبته فقد الوطن والمواطن أمنه وحياته، وخصوصا اذا شعر الضباط والجنود ان معنوياتهم قد اهتزت وضعفت. هيبة الجيش مقدسة. ولا يجوز التفريط بها بسبب حادثة لم يكن المسؤول عنها أفراد الجيش. الجيش خط أحمر، فاحذروا من تجاوزه وتخطيه».