السعودية تُشيع ضحيتي أحداث تشاد.. وتعد بكشف ملابسات الاعتداء على سفارتها

السفير عارف: القنبلة قطعت زوجة الزهراني أشلاء.. ودمرت الطابق الثاني بأكمله

الأمير سلمان بن عبد العزيز يتقدم جموع المصلين على جثماني الضحيتين أسماء الزهراني وطفلتها ميرال. (تصوير: خالد الخميس)
TT

شيعت السعودية ظهر أمس، جثماني مواطنتيها اللتين قضتا في انفجار قنبلة استهدفت دار سكن السفير السعودي في العاصمة التشادية انجمينا مطلع الأسبوع الجاري.

وأقيمت صلاة الميت على زوجة وابنة عبد الرحمن الزهراني الموظف في الملحقية العسكرية في سفارة الرياض لدى تشاد، بعد ظهر يوم أمس، حيث تقدم الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ونائبه الأمير سطام، جموع المصلين.

ومثَل وزارة الخارجية السعودية، في مراسم العزاء، الأمير محمد بن فيصل بن تركي مدير إدارة الاتحاد الأوروبي بالوزارة. وقدم الأمير سلمان ونائبه الأمير سطام عقب الصلاة التي أقيمت في جامع الإمام تركي بن عبد الله (وسط العاصمة السعودية)، التعازي والمواساة لأسرة الفقيدتين، قبل أن تتم مواراة جثمانيهما الثرى في مقبرة جنوب الرياض.

ووعدت السعودية، بكشف ملابسات الاعتداء الذي طال سفارتها في انجمينا، وراح ضحيته زوجة وابنة أحد العاملين فيها. وتوقف الأمير خالد بن سعود بن خالد مدير عام الشؤون المالية والإدارية عن تحديد ما إذا كانت القنبلة التي وقعت على منزل السفير السعودي، ناتجة عن عمل مقصود أو لا. وقال «نحن لا نعلم ما إذا كان العمل مقصودا أو غير مقصود حتى الآن، وستظهر نتائج التحقيقات في القريب العاجل». فيما نفى أن تكون سفارة بلاده قد تعرضت لإطلاق نار، حيث قال: إن مبنى دار سكن السفير لم يصب بأي طلقة. وشرح الأمير خالد بن سعود بن خالد، الإجراءات التي تتبعها سفارات بلاده في البلدان التي تشهد اضطرابات أمنية، وقال إن هناك «خططا وترتيبات دائماً موجودة لمواجهة أي ظرف طارئ وإجراءات محددة لذلك»، لافتا إلى أن سفارة بلاده في إنجمينا أخذت الإجراءات وفق الترتيب التسلسلي لها. غير أنه عد المفاجأة بالوصول السريع للمتمردين التشاديين لداخل المدينة، وهو ما صعب الموقف على حد قوله، حيث «لم يخل أي من رعايا أي دولة أو سفارة حتى اليوم الثاني من الحادث إلى ان وقعت حادثة السفارة السعودية في تشاد».

وأثنى المسؤول السعودي، على الجهود الفرنسية التي ساهمت في الحفاظ على سلامة البعثة السعودية في تشاد. وكانت القوات الفرنسية، قد أجلت كافة الرعايا السعوديين في تشاد لقاعدة عسكرية في إنجمينا، قبل أن تقلهم طائرة عسكرية للغابون، حيث غادروها عبر طائرة سعودية خاصة أقلعت من مدينة جدة (غرب البلاد) يوم الأحد الماضي، قبل أن تصل إلى الغابون فجر الثلاثاء، بعد مرورها بالسودان التي توقفت فيها لـ45 دقيقة للتزود بالوقود.

وقال محمد القرشي كابتن الطائرة السعودية الخاصة، إن رحلة العودة استغرقت 9 ساعات، نظرا لمواصلة السير بشكل مباشر من برازفيل إلى الرياض. وتقلص عدد أفراد البعثة السعودية في تشاد، بعد مقتل زوجة وابنة عبد الرحمن الزهراني، إلى 8 أفراد، فيما نقل طفله المصاب فور أن حطت الطائرة على أرض مطار القاعدة الجوية إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي لتلقي العلاج اللازم، في الوقت الذي لم تكن الحاجة قائمة لنقل الطفلة مزون للمستشفى حيث غادرت برفقة عائلتها إلى المنزل مباشرة.

وقال عادل عارف السفير السعودي في تشاد الذي وصل على رأس البعثة السعودية القادمة من هناك، أن حادثة مقتل زوجة وابنة أحد العاملين في السفارة تمت بعد يوم واحد من عملية إجلاء أفراد البعثة لدار السكن، والذي عده المكان الأكثر أمانا في الظروف التي كانت يشهدها البلد المضطرب. ولفت عارف إلى أن القنبلة التي سقطت على مبنى دار سكنه، قطعت زوجة الزهراني إلى أشلاء، واصفا الانفجار الذي نتج عن القنبلة بأنه بـ«الشديد»، حيث أدى إلى تدمير الطابق الثاني بأكمله.