روسيا تأمل أن ينهي الديمقراطيون العداء لها في حال وصولهم إلى البيت الابيض

نائب روسي يرى أن العلاقات الروسية الأميركية تتوقف على العلاقات الشخصية بين زعيمي البلدين

TT

كشفت مصادر رسمية روسية ان موسكو تميل اكثر الى المرشح الديمقراطي باراك اوباما بوصفه مرشح التغيير الذي يتوقعون منه تطورا اكثر جدية في العلاقات الروسية ـ الاميركية بعيدا عن القوالب الجامدة للحرب الباردة التي يميل ماكين مرشح الجمهوريين إليها اكثر.  وقال قسطنطين كوساتشيف الدبلوماسي الروسي السابق والرئيس الحالي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما، انه يمكن تفهم الرغبة العارمة لدى الاميركيين في التغيير، الى حد الاعلان عن ضرورة تغيير جنس الرئيس ـ في اشارة الى ترشيح امرأة لهذا المنصب ـ ولونه، في اشارة واضحة الى ترشيح اوباما ذي الاصول الافريقية.   واشار الى انه ليس من المنطقي حصر الخيار بين مرشحي الحزب الديموقراطي كلينتون واوباما، حيث ان الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ستكون بين مرشحي الحزبين الديموقراطي والجمهوري وليس بين اوباما وكلينتون. وقال أنه سيكون من الصعب على روسيا اليوم ان تتقبل مرشحا على غرار ماكين معروف بعدائه الشديد لروسيا والذي بلغ حد مطالبته بطرد روسيا من مجموعة الثماني الكبار واعلانه عن «ضرورة تحطيم التابوت» في اشارة صريحة الى روسيا في صورتها القديمة، على الرغم من ان موسكو كانت تقليديا تميل اكثر الى العلاقات مع الجمهوريين.

اما عن مشاكل روسيا مع الديموقراطيين فكانت تنحصر في اصرار ممثلي الادارة الاميركية الديموقراطية على اضفاء الطابع الايديولوجي عليها والتركيز على موضوعات حقوق الانسان في روسيا. وهكذا وبعد استبعاد مرشح الجمهوريين بوصفه الاكثر عداء لروسيا يبقى الخيار بالنسبة لممثلي الاوساط السياسية والدبلوماسية محصورا بين مرشحي الديموقراطيين اوباما وكلينتون. ويقول كوساتشوف ان هيلاري كلينتون تبدو اقرب الى نهج زوجها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وهي التي اختارت الكثيرين من معاونيه ممن عرفوا بعدم تقبلهم لروسيا ضمن فريقها الجديد الذي تعتزم معه دخول البيت الابيض.   لكنه اشار الى ان ما تحقق من انجازات على صعيد نزع السلاح ابان العلاقات مع الادارة الاميركية الديموقراطية السابقة يبدو ذا اهمية كبيرة بالنسبة لروسيا. وتوقع ظهور الفرص الجديدة على هذا الصعيد في حال فوز كلينتون في الانتخابات المقبلة.

وبغض النظر عن شخصية المرشح المحتمل فوزه في هذه الانتخابات يقول كوساتشوف ان الكثير من جوانب العلاقات الروسية الاميركية طالما توقف على التقارب والعلاقات الشخصية بين الزعيمين في كل من موسكو وواشنطن. وانطلق كوساتشيف من ذلك ليقول انه يتوقع تطورا كبيرا في علاقات البلدين استنادا الى ما قد يتحقق من علاقات شخصية بين الرئيسين الجديدين في كل من الكرملين والبيت الابيض. وخلص الى ان اوباما يمكن ان يكون تلك الشخصية.