المبعوث الأوروبي يحذر من أن يتحول قطاع غزة إلى صومال

بلير يرى أن إسرائيل فشلت في حصارها على غزة وأضعفت أبومازن

توني بلير يصافح فلسطينياً أثناء جولة في شوارع مدينة نابلس شمال الضفة الغربية أمس (أ.ب)
TT

قال مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام، مارك أوت، إن السياسة الإسرائيلية في غزة فشلت. معتبرا ان الحصار والعقوبات المفروضة على سكان القطاع، فشلت في تحقيق أهدافهما. ليس هذا فحسب بل أتت بنتيجة عكسية وأدت إلى تعزيز قوة حركة حماس، مقابل إضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ورئيس وزرائه سلام فياض، مشيرا الى ان اسرائيل لن تجد افضل من فياض. وقال اوت اثناء لقاء نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية، إنه طرأ تغيير جذري على فهم المصريين لخطورة المشكلة في رفح. وبحسبه، فان الرئيس حسني مبارك ومدير المخابرات عمر سليمان اصبحوا معنيين بصفقة ترتب الوضع الحدودي بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل.

ووفق ما يقول اوت، فان الخطة المصرية تشمل، إعادة فتح معبر رفح، وتكثيف العمل ضد عمليات التهريب، إلى جانب موافقة إسرائيل على نقل السيطرة على معبري كارني وصوفا بين قطاع غزة وإسرائيل للسلطة الفلسطينية.

وجاءت تصريحات اوت بعد قدومه من مصر، حيث أجرى مباحثات مع مسؤولين مصريين حول الأوضاع الحدودية بين قطاع غزة ومصر، قبل وصوله لإسرائيل لإجراء مباحثات مع مسؤولين كبار في مكتب اولمرت وفي وزارة الخارجية والأمن.

وعن التطورات الاخيرة في غزة، قال أوت، إن لديه شعورا أن إسرائيل لم تحدد بعد كيف ستواجه الوضع الجديد على الحدود. ويعتقد اوت ان الحصار المفروض على قطاع غزة يقوي حماس، وقال «إن الضغط على السكان لم يدفعهم إلى إلقاء حماس في البحر. فالحصار، أدى فقط إلى تعقيد الأمور بين إسرائيل ومصر وخلق توترا بينهما. ويأخذ المبعوث الاوروبي موقفا واضحا داعما لفياض على حماس، قائلا «أعتقد أن إسرائيل يجب أن تقبل خطة فياض لأن ذلك يلقي بالضغط على حماس التي ستضطر إلى اتخاذ قرار ما اذا كانت ستستمر في منع فتح المعابر». ويعتقد أوت أن مناطق السلطة الفلسطينية، في غزة، تشهد حالة من التطرف، وان استمرت فستتحول غزة الى صومال ثانية، وقال «المثقفون والمواطنون اصحاب الاوضاع الاقتصادية الجيدة، يهربون من غزة». ويتابع اوت موجها حديثه للاسرائيليين، «ستبقون أمام المساكين والفقراء الذين يعتبرون فريسة سهلة للتطرف، ولمرسلي الانتحاريين». مطالبا بإعادة الحياة الطبيعية الى غزة.

وفي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية قال توني بلير، مسؤول الملف الاقتصادي في اللجنة الرباعية الدولية لمساعدة الشعب الفلسطيني، انه «يجب انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وازالة الحواجز الاسرائيلية، من اجل اقامة سلام حقيقي».

وفي اول زيارة له للمدينة، منذ ان تسلمت السلطة الفلسطينية مسؤولية الامن فيها، اكد بلير انه يعرف جيدا حجم معاناة الفلسطينيين في نابلس جراء الاحتلال والحواجز الاسرائيلية. متابعا «علينا مواصلة الجهود من أجل العمل على ازالة كافة الحجج الاسرائيلية، من اجل انهاء الاحتلال للمدينة»، التي يرى فيها بلير انها تحولت من عاصمة للاقتصاد والتجارة الى صاحبة وضع مأساوي».

ووجد بلير بانتظاره رزمة من الاقتراحات، قدمها الفلسطينيون لمشاريع اقتصادية بقيمة 320 مليون دولار، لدعم اقتصاد المدينة لثلاث سنوات قادمة، وتشمل مشاريع اقتصادية وتعليمية، واقامة بنية تحتية. وقال بلير انه لا يعرف حجم المساعدات والمشاريع التي ستقدم للمدينة. وفي محاولة منه لدعم الجهود الامنية للسلطة، أوضح بلير خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر محافظة نابلس، انه لم يتمكن من زيارة المدينة لأسباب أمنية منذ عام تقريبا، واليوم هو سعيد للغاية بهذه الزيارة بعد استتباب الأمن والقانون والجهود الجبارة التي يفرضها المحافظ وزملاؤه في هذا الموضوع.