تشاد تفرض حظر التجول.. وديبي يطالب الأوروبيين بالإسراع بنشر «يوفور»

الرئيس التشادي يتوقع أن يعاود السودان «زعزعة استقرار» بلاده ومعارضوه يعلنون الاستيلاء على بلدة

TT

فرضت الحكومة التشادية حظر التجول اعتبارا من مساء أمس في العاصمة إنجامينا وستة اقاليم بوسط البلاد وشرقها، حسب ما أكد مصدر رسمي. ويطبق حظر التجول لأجل غير مسمى خلال ساعات الليل وحتى الصباح يوميا. وقال رئيس الوزراء التشادي دلوا قصيري كوماكويي عقب اجتماع للحكومة امس انه سيطبق «الى ان يتم كشف الاعداء الزاحفين الذين ما زالوا مختبئين».

ووجه الرئيس التشادي ادريس ديبي أمس «نداء رسميا» الى الاتحاد الاوروبي لنشر قوة «يوفور» في تشاد وافريقيا الوسطى سريعا. وصرح ديبي لاذاعة «اوروبا 1» الفرنسية «اوجه نداء رسميا الى الاتحاد الاوروبي وفرنسا التي بادرت بتلك الفكرة، لنشر تلك القوة في اسرع وقت ممكن لتخفيف العبء الذي نتحمله اليوم». واضاف رئيس دولة تشاد بعد هجوم شنه المتمردون على العاصمة التشادية وكاد ان يطيح بنظامه مخلفا 160 قتيلا «لو كانت يوفور منتشرة لساعدنا ذلك».

وعلق انتشار قوة «يوفور» عندما شن المتمردون هجومهم في 28 يناير (كانون الثاني) على سلطات إنجامينا انطلاقا من الحدود السودانية. وتهدف عملية «يوفور» في تشاد وافريقيا الوسطى الى نشر نحو 3700 جندي منهم 2100 فرنسي في شرق تشاد وافريقيا الوسطى لحماية 450 الف لاجئ من دارفور (غرب السودان) والنازحين من تشاد وافريقيا الوسطى.

واعلن اللفتنانت كولونيل فيليب دي كوساك، الناطق باسم «يوفور»، لوكالة الصحافة الفرنسية ان الاوروبيين يأملون استئناف عملية انتشار قوتهم في تشاد «اعتبارا من بداية الاسبوع المقبل» متحدثا عن «عراقيل لوجستية في إنجامينا». واعلنت كريستينا غالاش، الناطقة باسم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ان «يوفور» ستنشر «عندما يسمح الوضعان السياسي والامني بذلك». واعتبر ديبي الذي كان يبدو متحفظا عندما كانت تجري استعدادات تشكيل قوة «يوفور» ان «المجتمع الدولي يجب ان ينقذ سكان دارفور المعرضة حياتهم الى الخطر». وتوقع ادريس ديبي خلال نفس المقابلة ان يعاود السودان «زعزعة استقرار» تشاد. واعلن مصدر عسكري في إنجامينا انه تم رصد نحو 200 آلية تنقل متمردين قرب مونغو على بعد نحو 400 كلم شرق العاصمة. وتفاديا لاستئناف حركة التمرد قررت السلطات التشادية فرض حظر التجول اعتبارا من مساء أمس. وانتقد المتمردون بشدة فرنسا التي اعلنت «دعمها الكامل» للرئيس التشادي على لسان وزير دفاعها هرفي موران خلال زيارة الى إنجامينا.

واتهمت حركة التمرد في بيان نشرته وكالة الصحافة الفرنسية في ليبرفيل «فرنسا التي اتخذت مسؤولية ثقيلة بانحيازها الى النظام الدكتاتوري القمعي والفاسد وغير الشرعي وتضليل مجلس الامن الدولي لتبرير تدخلها المسلح في تشاد». واضافت انها «ستبذل كل ما في وسعها مع كافة القوى الحية في البلاد من اجل وضع حد ـ لافريقيا الفرنسية ـ وبناء تشاد جديد».

وأعلن ديبي ان «فرنسا لم تتحرك مباشرة الى جانب الجيش التشادي» بل انها قدمت «عناصر معلومات بالغة الاهمية ومفيدة للعمليات التي نفذناها». وبعد ان تلقى دعم باريس التي انقذت بعد شيء من التردد، نظامه المتداعي، ابدى ادريس ديبي امس اول مؤشر عن امتنانه عندما اعلن انه مستعد للعفو سريعا عن العناصر الستة من جمعية «ارش دي زوي» المعتقلين في فرنسا بعد ادانتهم في تشاد بمحاولة خطف اطفال. وسارع محامو اربعة من الاعضاء الستة في الجمعية الى طلب عفو لموكليهم لدى قصر الاليزيه. من جهته قال مقرر اللجنة الاعلامية لاتحاد القوة من اجل الديمقراطية المعارضة التي يتزعمها الجنرال محمد نوري، ود. محمد شريف جاكو، ان قوات المعارضة سيطرت على مدينة منغو على بعد 300 كيلومتر من العاصمة انجمينا، وقال ان حركته اسرت امس مجموعات من ميليشيا التوابورا التي ساندت ديبي خلال معاركه داخل انجمينا، واوضح جاكو ان الميليشيات تحركت لنجدة ديبي من منطقة جبل مون بغرب دارفور لصد الهجوم الذي تعرضت له انجمينا، واتهم جاكو القوات الفرنسية بمساندة الرئيس التشادي ودعمه عسكريا خلال صده للهجمات الاخيرة، ودعا باريس للالتزام بمبدأ الحياد الذي قطعته.

من جهة اخرى اعتبرت مصادر في الحكومة التشادية لـ«الشرق الاوسط» ان تصريحات وزير الدفاع السوداني الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين، ومدير جهاز الامن والمخابرات الفريق صلاح عبد الله، حول الاوضاع في تشاد بمثابة اثبات لما ظلت تردده انجمينا من تدخل واضح للحكومة السودانية في الشأن الداخلي لتشاد، واضافت «اذا كان للسودان نفوذ على المتمردين وحدد اماكن وجودهم فيجب ان يطلب منهم الانسحاب من البلاد بصورة كاملة والالتزام باتفاقية طرابلس الموقعة معهم»، وقالت المصادر ان دعم السودان للمتمردين واضح ولا يحتاج الى مغالطات او دليل، وتابعت «لا حاجة لتكبد عناء النفي.. وليس بعد الكفر ذنب» وقالت ان الحكومة السودانية لم تقتنع بفشل المحاولة في السيطرة على انجمينا.

وما زال مئات التشاديين في رحلة معاكسة للعودة الى ديارهم بعد ان لجأوا الى الكاميرون المجاور. لكن المئات الاخرين فضلوا البقاء في الكاميرون وتجمعوا في مركز في شمال شرقي كوسيري وتعكف القوات العسكرية الكاميرونية على تسجيل اسمائهم. ويتوقع مغادرة بعثة من الامن المدني الفرنسي وشحنة جوية من المساعدات الانسانية امس فرنسا الى الكاميرون لمساعدة اللاجئين.