المخابرات المصرية تحقق مع عائدين من غزة بتهمة دخولها للقيام بعمليات ضد إسرائيل

مسؤول في حماس يستبعد أن تعتبر القاهرة مسؤولين كبارا في الحركة أشخاصا غير مرغوب فيهم * انفجار صاروخ فلسطيني عقب سقوطه بطريق الخطأ داخل الأراضي المصرية

TT

انفجر صاروخ فلسطيني داخل الأراضي المصرية الليلة قبل الماضية دون ان يوقع أي إصابات بشرية أو خسائر في المنشآت، فيما بدأت الأجهزة الأمنية المصرية التحقيق مع المصريين العائدين من قطاع غزة بعدما تردد عن أنهم دخلوا الأراضي الفلسطينية للانضمام لحركة «حماس» لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. في غضون ذلك أدانت جماعة الإخوان المسلمين على لسان مرشدها العام محمد مهدي عاكف الاعتداء على الجنود المصريين عند معبر رفح، متجنبا الإشارة لحماس، وهذا أول تعقيب لها على الاحداث.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن الصاروخ الفلسطيني، سقط على بعد عشرة أمتار من خط الحدود الدولية بين مصر وإسرائيل.

ورجحت المصادر أن يكون الصاروخ أطلقه نشطاء فلسطينيون على معبر كرم أبو سالم إلا انه اخطأ الهدف وسقط داخل الأراضي المصرية، مشيرة إلى أن الصاروخ أحدث حفرة متوسطة العمق في منطقة خالية من السكان.

من ناحية أخرى، بدأت أجهزة الأمن المصرية التحقيق مع عشرات المصريين العائدين من قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية بعد ورود معلومات عن محاولاتهم الانضمام إلى حماس. وبدأت الأجهزة الأمنية في هذه التحقيقات بعد أن لاحظت أن معظم المصريين العائدين من القطاع ليسوا تجارا أو من أهالي سيناء الذين تربطهم علاقات نسب ومصاهرة مع الفلسطينيين، كما أن بعضهم لم يعطي مبررات واقعية حول أسباب دخوله الأراضي الفلسطينية.

ونقل عن شهود عيان إن المصريين العائدين، الذين كانوا محتجزين داخل المدرسة الثانوية للبنات برفح، نقلوا في حافلتين لمراكز التحقيق.

وقدرت المصادر الأمنية عدد المصريين الذين دخلوا قطاع غزة بعد اقتحام الحدود بنحو 20 ألفا معظمهم دخل للتجارة والتنزه وزيارة أقارب لهم.

وكانت معلومات قد وصلت للأجهزة الأمنية تفيد أن بعض العناصر المصرية المتشددة تمكنت من دخول الأراضي الفلسطينية بعد تفجير الحدود وان بعضهم حاول الانضمام إلى حماس للجهاد ضد إسرائيل إلا أن الحركة طالبت منهم العودة إلى مصر بعد تقديم الشكر لهم.

من جهة أخرى استبعد مسؤول في حركة حماس أن تصل الأمور بين حركة حماس والقاهرة الى حد إعلان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية ومحمود الزهار وسعيد صيام من قادة حماس في قطاع غزة، أشخاصا غير مرغوب فيهم ولا يسمح لهم بدخول الأراضي المصرية. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الاوسط» «لا أعتقد أن تصل الامور الى هذه الدرجة».

لكن المصدر اعترف بتأزم الأمور بين الجانبين الى حد غير مسبوق. وقال «الوضع متأزم جدا والأمور مش طياب وغير مريحة». وأضاف «ان ما قيل عن الانفراج لا أساس له من الصحة». وحسب المصدر، فان الجانب المصري استمع لوفد حماس بقيادة مشعل الذي زار القاهرة ابان أزمة اجتياح الحدود، ولكنه لم يعط أي وعود من أي شكل خلافا لما قيل، كما انه ليس هناك أي اتفاقات حول الحدود والمعابر كما اعلن البعض، بل كان الحديث بشكل عام عن امكانية تقديم المساعدات للمرضى وغيرهم.

غير ان الامور تفاقمت في الايام الاخيرة. ويدل على ذلك كما قال المصدر تصريحات المسؤولين المصريين بدءا من الرئيس حسني مبارك مرورا بوزير الخارجية احمد ابو الغيط الذي هدد بتكسير الاقدام وصولا الى وسائل الاعلام الرسمية. وأبدت مصادر في وزارة الخارجية المصرية استغرابها من خروج مثل هذه الشائعات، خاصة وان الزيارة الاخيرة لوفد حماس للقاهرة، حققت الغرض منها. وأضاف المصدر لـ«الشرق الاوسط» أن هناك تواصلا مستمرا بين الجهات المعنية المصرية وقيادة الحركة، وان مصر عازمة على الاستمرار في مساعيها بالاتصال بكافة أطراف السلطة الفلسطينية وحماس واسرائيل والاتحاد الاوروبي.

وكانت صحيفة «جيروسالم بوست» قد نسبت لمصادر مقربة من حماس القول، إن القاهرة قررت اعتبار مسؤولي حماس الاربعة اشخاصا غير مرغوب فيهم وكذلك وقف الاتصالات مع قيادة حماس بسبب احداث الحدود.