غيتس: الإخفاق في أفغانستان يهدد أمن أوروبا مباشرة

ربط بين تردد حلفاء «الناتو» في أفغانستان بمعارضتهم لحرب العراق

TT

حذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، أمس، من ان الاخفاق في افغانستان سيشكل «تهديداً مباشراً لامن الاوروبيين»، وذلك في محاولة لتعبئة حلفاء واشنطن في اوروبا. وجاءت تعليقات غيتس في وقت يشهد «الناتو» ازمة في دعم قواته في افغانستان مع رفض دول مثل المانيا الانتشار في الجنوب المضطرب ومطالبة اطراف مثل كندا بجعل مهمة قواتها بعيدة عن القتال المباشر. وقال غيتس للصحافيين المرافقين له على متن الطائرة التي اقلته أمس الى ميونخ لحضور مؤتمر حول الامن، انه سيتوجه «الى الاوروبيين وليس الى الحكومات، في محاولة لكي يشرح لهم ان أمنهم متعلق بالنجاح في افغانستان»، حيث ينشر حلف الشمال الاطلسي «الناتو» حوالى اربعين ألف جندي. واضاف: «افغانستان لم تكن قاعدة للاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة في 2001 فحسب، بل من الواضح ان تنظيم القاعدة وآخرين في المنطقة لعبوا دورا في الاعتداءات التي استهدفت اوروبا. وهذا يشكل اذا تهديدا مباشرا لامن اوروبا».

وفي اول ربط علني له بين الوضع في افغانستان والعراق، قال غيتس ان المعارضة الاوروبية لغزو الولايات المتحدة للعراق يفسر تردد بعض حلفاء واشنطن لدعم جهودها في افغانستان. وأوضح: «أخشى ان المهمتين في العراق وأفغانستان غير واضحتين بالنسبة الى الكثير من الاوروبيين»، مضيفاً: «انهما يربطان بين الحربين والكثير منهم لديهم غير راضين عن وجودنا في العراق وينقلون هذه المشاعر الى افغانستان، وهم لا يفهمون التهديد المختلف تماماً بالنسبة لهم». وتابع: «من وجهة نظر الولايات المتحدة، تنظيم القاعدة في العراق ليس فقط مشكلة للعراق ولكن لنترك ذلك جنباً، أريد التركيز على ان القاعدة في افغانستان والفشل في افغانستان ستكون مشكلة امنية في اوروبا». ومن جهة اخرى، في اوتاوا أعلن مسؤولون كنديون مساء اول من امس، ان اوتاوا ارسلت وفدا رفيع المستوى الى باريس كي يبحث ارسال تعزيزات فرنسية محتملة الى جنوب افغانستان، حيث تنتشر الكتيبة الكندية. وكانت وسائل اعلام كندية قد ذكرت ان وفدا رفيع المستوى سيصل الجمعة الى باريس كي يبحث امكانية ارسال 700 جندي فرنسي الى جنوب افغانستان.

وقالت ناطقة باسم رئيس الحكومة الكندية ستيفان هاربر لوكالة الصحافة الفرنسية «نعم، لقد أرسلنا أناسا الى باريس لمتابعة المحادثات» التي أجراها رئيس الحكومة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ولكنها لم تعط ايضاحات اضافية. وحسب محطة التلفزيون العامة «راديو ـ كندا» فان الوفد هو برئاسة ايان برودي، مدير مكتب هاربر. وتزامن ذلك مع اعلان الحكومة الكندية أمس عزمها تمديد مهمة 2500 من جنودها في جنوب افغانستان حتى نهاية 2011، أي عامين أكثر من المقرر والتركيز على تدريب الجيش الأفغاني. وقدمت الحكومة مشروع قرار بهذا المعنى سيطرح على شكل تصويت على الثقة بالحكومة في البرلمان الشهر المقبل. وستتسبب هزيمة حكومة ستيفن هاربر التي تتمتع بتأييد أقلية من النواب في سقوطها وبدء عملية تنظيم انتخابات جديدة. ولكن تمديد المهمة الذي تقترحه الحكومة المحافظة مشروط بارسال «الناتو» قوات مساندة من الف رجل الى قندهار وطائرات هليكوبتر للنقل وطائرات استطلاع.

ويؤيد الحزب الليبرالي، أبرز احزاب المعارضة، الابقاء على القوات شرط عدم مشاركتها في المعارك. وقد فقدت كندا 78 جنديا وأحد دبلوماسييها في افغانستان منذ 2002.

وفي أفغانستان قال شهود عيان ان مهاجما انتحاريا في سيارة ملغومة استهدف قافلة للجيش وقتل ثلاثة اشخاص امس في افغانستان. وقال الشهود ان قافلة الجيش الافغاني كانت تمر في طريق ببلدة غزنة التي تقع في جنوب غربي العاصمة كابل. وأضاف الشهود ان اثنين من المدنيين وجنديا قتلوا في الهجوم الذي اصاب خمسة جنود آخرين. ولم يرد على الفور أي اعلان عن المسؤولية عن هذا الهجوم، لكن مسلحي طالبان كانوا وراء العديد من هجمات مماثلة في السنوات الاخيرة. ويعتمد متشددو حركة طالبان التي أطيح بها من السلطة في عام 2001 على التفجيرات الانتحارية ضد قوات الحكومة الأفغانية والقوات الاجنبية باعتبارها جزءا من تمردهم.