الجزائر: مسلحون يقتلون 8 من حرس الحدود الشرقية للبلاد

200 ألف شرطي و200 سيارة مصفحة لمحاربة «القاعدة»

TT

قتل ثمانية من أفراد حرس الحدود الجزائرية في كمين يعتقد أن مسلحين تابعين لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» قد نصبوه لهم، في منطقة بولاية الوادي القريبة من الحدود التونسية.

وقالت مصادر أمنية إن الحادثة حصلت الليلة قبل الماضية، عندما وقعت دورية تابعة لحرس الحدود في كمين خارج مدينة قمار، أهم مدينة في ولاية الوادي (450 كلم شرق العاصمة). وأوضحت المصادر أن المسلحين أطلقوا النار على أفراد الحرس الذين كانوا في سيارة رباعية الدفع، فقتل خمسة منهم ولقي ثلاثة آخرون حتفهم بالسلاح الأبيض. وأخذ المعتدون أسلحة رشاشة من الضحايا وانسحبوا إلى مكان مجهول. من ناحية ثانية، قال المدير العام للأمن في الجزائر، إن برنامجا لتعزيز قدرات محاربة الارهاب، يجري تطبيقه «سيضمن أمن المواطنين بصفة شاملة في أجل لا يتعدى العامين». وأوضح العقيد علي تونسي أول من أمس بالعاصمة، أن الخطة تعتمد على رفع عدد رجال الأمن من 140 ألفا إلى 200 ألف قبل نهاية العام الجاري. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عنه قوله: «إن الأمر يتعلق بالرغبة في إقرار الأمن في كل أرجاء الوطن وعلى كل مستويات المجتمع، مما يسمح للجزائر بتحقيق مشاريعها التنموية بكل أمان». وأوضح تونسي، الذي يعد الرجل الثاني في الأمن بعد وزير الداخلية، أن البرنامج الذي لم يقدم تفاصيل عنه «سيضمن لا محالة أمن المواطنين في مدة عامين على الأكثر، وسيتم بالتعاون معهم». ولم يوضح كيف يمكن إشراك المدنيين في الخطة المعتمدة، واكتفى بالقول إن «شبكة التغطية الأمنية تتم بالتعاون مع هيئات ومصالح أخرى متخصصة». يشار إلى أن مباني حكومية ومقار هيئات أجنبية ومراكز حكومية، كانت عرضة لتفجيرات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة، خلفت عشرات القتلى كان أخطرها تفجير قصر الحكومة في 11 أبريل (نيسان) 2007، ومحاولة اغتيال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في 6 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتفجير مكاتب الأمم المتحدة، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ونفذ هذه العمليات «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وفي نفس السياق، أعلن مسؤول بارز في إدارة الشرطة عن تسلم دفعة أولى من 200 سيارة مصفحة مخصصة لمحاربة الإرهاب. واطلع صحافيون على نموذج من سيارات «إم 100» الأميركية أول من أمس بمقر الادارة العام للأمن الوطني، التي تسلمت 10 منها. وذكر المدير العام للأمن أن السيارات المصفحة سيتم وضعها تحت تصرف وحدات الشرطة القضائية المتنقلة بالمناطق الحضرية وشبه الحضرية، وقال إن «من شأنها أن تعزز قدرات وحدات التدخل السريع». وأشار إلى أنها «تتميز بالأمن والصلابة والقوة والقدرة على التكيف مع كل الأوضاع في المدن وخارجها». وأضاف أن النماذج المتسلمة خضعت لتطوير في ورشات الجيش وأنه سيتم تجهيزها بأنظمة متطورة مثل أجهزة الرؤية الليلية.

يشار إلى أن السلطات أطلقت منذ أربع سنوات، برنامجا لتطوير قدرات قوات الأمن في حربها ضد الإرهاب. ومن بين أهم أصناف العتاد العسكري الذي حصلت عليه الجزائر من روسيا والولايات المتحدة الأميركية، طائرات مقاتلة ومروحيات وأنظمة رادار ودبابات حديثة.