هاكابي وإدواردز طموح مشترك.. وينتظران الوقت المناسب والثمن المناسب

القس السابق مستمر في السباق رغم استحالة فوزه.. و«التذكرة الحلم» حلم أم كابوس؟

TT

هو يكره الخسارة. ولكنه رغم ذلك قرر ان يضع حدّا لحلم بات تحقيقه مستحيلا وتكلفته باهظة جدا. فبعد الملايين التي صرفها رجل الاعمال الجمهوري ميت رومني من ثروته الخاصة لتحقيق حلمه بأن يصبح رئيسا للولايات المتحدة، قرر الانسحاب أمام مدّ جون ماكين الذي باتت السيطرة عليه صعبة. وتقبّل فكرة الخسارة. ولكن ثمة شخص آخر في الحزب الجمهوري يرفض الانسحاب ويصرّ على صرف ما تبقى له من أموال التبرعات التي جمعها لحملته الانتخابية وهي أصلا ليست كثيرة، وهو يعلم تماما ان الاوان قد فات للحصول على ترشيح حزبه حتى ولو فاز في كل الولايات المتبقية والبالغ عددها 23. لماذا إذا يصرّ مايك هاكابي على البقاء في السباق ويؤكد أنه لن ينسحب حتى يجمع أحد المرشحين عدد المندوبين المطلوب للفوز بترشيح الحزب؟

قد يكون هاكابي، القس السابق، يراهن على أن تتحول أصوات الجمهوريين المحافظين التي كانت منقسمة بينه وبين رومني، اليه، الان وقد خلت الساحة ولم يتبق من المرشحين المحافظين غيره. ولكن بماذا ستفيده هذه الاصوات ان كانت لن توصله الى الفوز برشيح حزبه؟ يجمع المحللون على ان لبقاء هاكابي في السباق سببا تكتيكيا. فحلوله في المرتبة الاولى لدى حزبه أصبح أمرا بعيد المنال، وقد يكون بقاؤه في السباق محاولة لان يثبت أنه هو الجدير بالحلول في المرتبة الثانية وليس رومني، وبالتالي يكون يلعب محاولة اقناع حزبه بالقبول في ادراج اسمه الى جانب ماكين كنائب للرئيس.

وبما ان رومني لا يحلم بأن يصبح «الرجل الثاني» في البلاد، فانه من الصعب ان يتقدم لطب الترشح كنائب للرئيس ويحضر للترشح مرة أخرى في الانتخابات المقبلة لنيل ترشيح حزبه. وقد يكون هاكابي يطمح الى هذا المنصب ويقبل به، وهو ما يجعله يبقى في السباق.

ويعتبر المحلل السياسي روبرت ماكغيهان من مؤسسة «شاتم هاوس» البريطانية، أن أحد أسباب بقاء هاكابي في السباق قد يكون طموحه للترشح كنائب رئيس مع ماكين، او مجرد تقوية ورقة التفاوض لديه للمستقبل. ويستبعد ماكغيهان أن يقبل ماكين بالترشح الى جانب هاكابي ولكنه يرى ان القس السابق قد يستغل بقاءه فيما بعد ويعرض الانسحاب ودعم ماكين مقابل الحصول على تعهدات معنية كتمرير مشاريع قوانين يتقدم بها. إلا أن المحلل السياسي براين دارلينغ من مؤسسة «هيريتاج» يختلف مع ماكغيهان ويعتبر أنه من الحكمة أن يترشح ماكين مع هاكابي كنائب له، ذلك انه يعاني من عدم قدرته على اجتذاب أصوات المحافظين داخل حزبه، عكس هاكابي. وقد حاول ماكين أول من أمس طمأنة المحافظين، فتحدث اليهم في مركز مؤتمر الحركة المحافظة الاميركية، ولكنه عندما بادر للتحدث عن المهاجرين غير الشرعيين جوبه بصيحات استنكار مرتفعة صعب عليه السيطرة عليها. لكن البعض يقول إن ماكين لن يكون بحاجة الى هاكابي خصوصا اذا وجد نفسه بمواجهة هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي. وفي هذه الحالة يكون يراهن على كره الجمهوريين لها الذين يفضلون التصويت لأي كان باستثنائها هي. حلم نائب الرئيس لا يراود فقط مايك هاكابي لدى الجمهوريين، اذ قد يكون يراود الحلم نفسه المرشح الديمقراطي المنسحب جون ادوارردز الذي سبق له وترشح لهذا المنصب مع جون كيري الذي خسر بمواجهة الرئيس الحالي جورج بوش. فصمت ادواردز بعد انسحابه وعدم تقديمه دعما لأي من المرشحين، هيلاري كلينتون أو باراك أوباما، قد يجعل هذا التساؤل مشرعا، خصوصا ان «التذكرة الحلم» التي يتحدث عنها الاميركيون قد تكون صعبة التحقيق. وعلى الرغم من أن «التذكرة الحلم»، ويعني بها الاميركيون ترشح هيلاري كنائبة للرئيس في حال فوز أوباما، او ترشح أوباما كنائب للرئيس في حال فوز هيلاري، قد تكون «تذكرة الفوز» للحزب الديمقراطي، الا انها بالتأكيد لن تكون «تذكرة الفوز» بالنسبة لأي من المرشحين.

ويرى ماكغيهان ان هيلاري لن تقبل بـ«التذكرة الحلم» في حال عدم حصولها على تسمية الحزب «لسبب بسيط هو انها لن تقبل ان تكون في المرتبة الثانية». ويستبعد أيضا قبول اوباما بالترشح كنائب رئيس مع كلينتون، لانه لايزال شابا وسيحاول الترشح من جديد للفوز بتمسية حزبه. والقبول بالحلول نائبا للرئيس يحرمه من هذا الامر لفترة 8 سنوات يكون بعدها قد بلغ 54 من العمر ولن يعود بامكانه اجتذاب الشباب كما يفعل اليوم. لذلك قد تكون «التذكرة الحلم» حلما جميلا بالنسبة للحزب الديمقراطي ولكنها ستكون كابوسا بالنسبة لأي من المرشحين. ولكن هل يعني ذلك أن حظوظ ادواردز بالترشح نائبا للرئيس جيدة؟ ليس بالضرورة. فادواردز الذي ترشح لهذا المنصب سابقا لم يتمكن من الفوز ولا اعطاء المرشح للرئاسة الدعم اللازم لذلك. الا انه على الرغم من ذلك، فان بقاء ادواردز على الحياد في الوقت الراهن سببه أيضا تكتيكي وقد يقدم دعمه اما لاوباما او لهيلاري في وقت لاحق ولكنه ينتظر الوقت المناسب والثمن المناسب.