كيف تنتخب الأحزاب الأميركية مرشحها للرئاسة؟

TT

تربك أنظمة آليات الانتخابات الرئاسية الأميركية، نسبة عالية من المواطنين الأميركيين أنفسهم، وبخاصة أن الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري، حزبان جماهيريان فضفاضان، وليسا حزبي أطر (كوادر) كحال العديد من الأحزاب حتى في الدول الديمقراطية في أوروبا الغربية. وهنا بعض النقاط الجديرة بتسليط الضوء عليها:

* تختلف الأنظمة الداخلية للحزبين الديمقراطي والجمهوري في الشأن الانتخابي بين حزب وآخر، كما تختلف بين تنظيمات الحزب نفسه من ولاية إلى أخرى. فالحزب الديمقراطي نظام «التمثيل النسبي» في الانتخابات (والتجمعات) التمهيدية الترشيحية المطلوب منها بناء أرصدة المرشحين من المندوبين، وصولاً إلى المؤتمر الحزبي الكبير في الصيف، في حين يعتمد الحزب الجمهوري نظام «الفائز ولو بالنصف زائداً واحداً، يأخذ كل أصوات الولاية». وهذا يعني إذا حصلت هيلاري كلينتون ـ مثلاً ـ على 58% من أصوات مجموع المندوبين المقرر عددهم حزبياً عن ولاية ما، بينما حصل منافسها باراك أوباما على 42% من الأصوات، يذهب 58% من مندوبي الولاية لكلينتون و42% لأوباما. في حين يتغير الوضع عند الجمهوريين، فإذا حصل جون ماكين على 40% من أصوات ولاية ما، وتقاسم غريماه ميت رومني ومايك هاكابي النسبة الباقية وهي 60 % بالتساوي (30/30)، يفوز ماكين بجميع المندوبين، ولا يخرج أي من منافسيه بأي مندوبين.

* على صعيد اختلاف الإجراءات الانتخابية داخل الحزب الواحد تبعاً للولاية، قد يسمح تنظيم أحد الحزبين في ولاية معينة للمستقلين (أي غير المسجلين في قوائم الحزب) بالمشاركة في التصويت أو«التجمعات» الانتخابية، في حين تقتصر المشاركة في التصويت أو «التجمعات» بولايات أخرى على الأعضاء المسجلين في الحزب.

* أهم اعتبار في الانتخابات الأميركية، سواء التمهيدية (الترشيحية) أو الرئاسية الفعلية في نوفمبر (تشرين الثاني)، هو أحجام الولايات سكانياً. ذلك أن بين الولايات الأميركية الخمسين، تفاوتاً كبيراً، ثمة فوارق ضخمة في تعداد السكان، وبالتالي، في الثقل الانتخابي بين ولاية وأخرى. فولاية كاليفورنيا (كبرى الولايات الأميركية من حيث عدد السكان) يتجاوز تعدادها الـ36 مليون نسمة، بينما لا يصل تعداد سكان ولاية آلاسكا إلى 630 ألف نسمة، وهذا الرقم يعادل واقعياً تعداد مدينة أو حي في منطقة لوس أنجليس الكبرى بكاليفورنيا. وبالتالي، لا يهمّ لا في الانتخابات التمهيدية ولا في الانتخابات الفعلية عدد الولايات التي فاز بها هذا الفريق أو ذاك، بل عدد «الأصوات الانتخابية» للولايات التي يجمعها كل مرشح في نهاية المطاف.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»