رئيس وزراء بولندا يزور موسكو في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين

رغم عدم حل مشكلة نشر الصواريخ الأميركية في وارسو

TT

بدأ رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك زيارة الى موسكو هي الاولى له بعد تسلمه منصبه قبل بضعة أشهر، في محاولة لتحسين العلاقات الثنائية التي كانت تدهورت في عهد سلفه. والتقى تاسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس حكومته فيكتور زوبكوف، وأكد على «الرغبة المتبادلة في اقامة علاقات حسن جوار تراعي متغيرات العصر». وأهم هذه المتغيرات التي كانت في صدارة مباحثات الجانبين، ضرورة مراعاة ان وارسو عضو في حلف الناتو لدى تناول موضوع نشر عناصر الدرع الصاروخي الاميركي في بولندا الذي طالما كان سببا في التوتر القائم في علاقات البلدين. واعربت موسكو عن ارتياحها تجاه ما صدر على لسان تاسك، الذي أكد أن بلاده لم تتخذ القرار النهائي بعد بشأن الدرع الصاروخي الاميركي. وقد استبقت موسكو زيارة رئيس الحكومة البولندية بتصريح لمسؤول في الحكومة الروسية أعرب فيه عن امله في ان ترسي هذه الزيارة تقليدا صحيحا جديدا للعلاقات الثنائية. مشيرا الى انه «تمت تسوية الكثير من المشكلات التي اصطنعتها الحكومة البولندية السابقة». وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما قسطنطين كوساتشوف في هذا الصدد انه يأمل الا يقتصر «موقف الجانب البولندي على التصريحات التي يمكن تغييرها عند زيارة الحليف الاميركي واعلاء المصالح البولندية»، في اشارة مباشرة الى ما أعلنه وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيدورسكي خلال زيارته لواشنطن حول تأييده لنشر المنظومة الصاروخية الاميركية في بولندا. وتناولت مباحثات الامس رفع بولندا لتحفظاتها التي سبق وطرحتها حول تجديد اتفاقية الشراكة الاستراتيجية  بين روسيا وبلدان الاتحاد الاوروبي، وهي الاتفاقية التي وقفت الحكومة البولندية السابقة عقبة على طريق توقيعها في قمة العام الماضي. وقد استهل توسك مباحثاته في موسكو بلقاء مع نظيره الروسي فيكتور زوبكوف الذي اعلن ان موسكو تعتبر زيارة رئيس الحكومة البولندية مرحلة هامة في مجال تطوير العلاقات الثنائية وتعرب عن رغبتها في بنائها على اساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار ومراعاة مصالح كل من الطرفين. وعبّر زوبكوف عن اسفه تجاه عدم اجماع القوى السياسية في بولندا حول اهمية توطيد التعاون مع روسيا، مؤكدا ان موسكو على استعداد لمشاطرة توجهات الحكومة البولندية الجديدة نحو تحسين العلاقات الثنائية. وقد تركزت مباحثات رئيسي الحكومة حول بحث جوانب تطوير العلاقات الاقتصادية ومنها ما يتعلق بالطاقة بعد تبني الحكومة البولندية السابقة لمعارضة مشروع «التيار الشمالي» الذي يتبناه بوتين والمستشار الالماني السابق جيرهارد شرويدر لنقل الغاز عبر البلطيق بعيدا عن الاراضي البولندية. ويأمل تاسك باقناع الجانب الروسي بعدم جدوى هذا المشروع. ويقول المراقبون الروس: إن تخلي بوتين عن هذا المشروع يبدو صعبا بنفس الدرجة التي يصعب على بولندا فيها رفض نشر عناصر الدرع الصاروخي الاميركي في اراضيها. وقد اكد سيرغي بريخودكو مستشار بوتين للشؤون الخارجية على ذلك باعلانه عن صعوبة قبول المسار التي تطرحه بولندا لنقل الغاز الى اوروبا.