رحيل فخري البزاز.. أول رواد حماية البيئة

شقيق رئيس وزراء العراق السابق حذر الأميركيين من التغيير المناخي

TT

شيع في ماساتشوسيتس بالولايات المتحدة أمس جثمان الدكتور فخري البزاز، احد ابرز علماء البيئة في الولايات المتحدة، وأحد انجح العلماء العراقيين الذين بقوا في المهجر لعقود طويلة. واشتهر البزاز في الوسط العلمي بكونه اول الباحثين الذين حذروا من تأثير مستويات الانبعاثات الغازية على البيئة عام 1989، في وقت لم تكن قضايا البيئة تحصل على اهتمام العلماء والسياسيين.

وبالاضافة الى انجازاته العلمية، كان البزاز معروفاً بانتمائه الى عائلة لها ماض سياسي في العراق، اذ كان شقيقه عبد الرحمن البزاز رئيساَ للوزراء في العراق بين عامي 1965 و1966. الا ان فخري البزاز عاش بعيداً عن الوسط السياسي واهتم بالدراسات العلمية، وكان ارتباطه الوحيد بالسياسة هو مطالبة الساسة الاميركيين بالانتباه الى البيئة. وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس في علوم الاحياء في بداية الستينيات من القرن الماضي، غادر البزاز مع زوجته وابنته العراق ليتابع دراسته العلمية في الولايات المتحدة. وبعد حصوله على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الينوي الأميركية، عمل في الجامعة ليصبح رئيس قسم علم البيئة الخاص بالنباتات، قبل الانتقال الى جامعة هارفارد العريقة ليصبح استاذ علوم الاحياء.

وتتضمن انجازات البزاز 300 تقرير علمي وستة كتب تعتبر مراجع اساسية في علم الاحياء. وحصل على شهادات تقدير ودكتوراه فخرية من جامعة هارفادر عام 1984 وخمسة عضويات زمالة لعدد من المعاهد العلمية المتخصصة، وعلى رأسها أكاديمية العلوم والآداب الأميركية، بالإضافة الى جوائز عالمية عدة.

وكان البزاز ممن نصحوا نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور طيلة سنوات في قضايا البيئة عندما كان سيناتورا. كما كان اول من شهد في جلسات استماع في مجلس الشيوخ الاميركي بدعوة من غور للحديث عن تأثير الحركة البشرية السلبية على البيئة بداية التسعينات من القرن الماضي. وبرز اسم البزاز مجدداً عام 1997، اذ كان الاول من بين 21 خبيرا بيئيا كتبوا رسالة مفتوحة الى الرئيس الاميركي حينها بيل كلينتون، تطالبه بمواجهة التغيير المناخي، من خلال الحد من الانبعاثات الغازية. وتوفي البزاز في ولاية ماساتشوسيتس الاميركية الاربعاء الماضي، حيث عاش مع زوجته مآرب الدكتورة في علم الاحياء وابنتهما سحر التي ابتعدت عن طريق والديها العملي لتختص بعلوم التاريخ، اذ اصبحت استاذة مساعدة في مادة التاريخ في جامعة هولي كروس الاميركية.