كردستان: أرصفة الشوارع تتحول إلى محطات لتعبئة الوقود

باعة يعرضون أصناف المشتقات النفطية الممتازة منها ما هو مهرب من إيران

TT

ازمة الوقود والمحروقات المستمرة صيفا وشتاء في اقليم كردستان العراق حولت قارعات الطرق الرئيسة والارصفة والساحات والميادين العامة في عموم مدن وبلدات الاقليم وبالذات في مدينة السليمانية الى محطات متنقلة لتعبئة الوقود ومعارض لأصناف مختلفة من الوقود والمحروقات مثل البنزين والديزل والكيروسين المعبأة في حاويات من اللدائن والغاز المعبأ في القناني الفولاذية وزيوت المحركات وغيرها من مشتقات النفط التي صار الباعة المتجولون يتفنون في ترتيبها ورصها باشكال هندسية تسر النواظر وتستقطب الانظار. ففي حين تزدحم محطات تعبئة الوقود الحكومية باصحاب السيارات الذين يقفون لساعات واحيانا لأيام في طوابير طويلة للحصول على 40 لترا فقط من اردأ اصناف الوقود بموجب قسائم اسبوعية تجد الارصفة وقارعات الطرق وهي تعج بشتى الصنوف الممتازة من الوقود الايراني المهرب وكذلك الصنف المحلي الممتاز الذي يباع في الغالب باسعار مضاعفة عن تلك التي تباع في محطات التعبئة الرسمية نظرا لجودتها ونقاوتها. ونتيجة للأقبال المتزايد على الوقود والمحروقات والمتناسب عكسيا مع كمياتها المتوفرة في المحطات، اصبحت ظاهرة بيع الوقود في حاويات بلاستيكية مشهدا مألوفا جدا بل وسمة من سمات التحضر الطاغية على السليمانية ليس على الارصفة وحسب بل امام المساجد والفنادق والمطاعم الراقية وتحت الجسور وامام المحال التجارية الحديثة ايضا في ظل تغاضي الرقابة عن تلك الظاهرة الفريدة والخطيرة في ذات الوقت. اذ ان عود ثقاب واحد فقط يكفي لأضرام حريق هائل قد يأتي عن ربع المدينة ولا يخمد بسهولة.

ويقول آراس محمد، 28 عاما، انه يبيع الوقود منذ ثمانية اعوام ويتلقى النوع الايراني المحسن والمعبأ في حاويات بلاستيكية سعة 20 لترا من وسطاء يقومون بجلبه من وراء الحدود عبر طرق غير شرعية في اغلب الاحيان وانه يربح من كل حاوية يبيعها مبلغا مقداره 1500 دينار عراقي اي ما يعادل دولارا وربع تقريبا ويتقاسم الارباح مع شريك آخر النهار. اما عن الوقود المحلي المتوفر عنده بغزارة فقال ان وسطاء من صغار التجار يقومون بجلبه من كركوك الى السليمانية في براميل خاصة ثم يقوم هو بتعبأته في الحاويات ويبيعه باسعار ارخص من الوقود الايراني كونه اقل جودة ونقاوة ولكنه افضل من الذي يباع في محطات التعبئة الحكومية لأنه يخلط مع سوائل اخرى بهدف مضاعفة الارباح على حساب النوعية.