«العدل والمساواة» تنفي المشاركة في معارك انجامينا وتحذر من نقل المواجهة مع الخرطوم إليها

توقعات باستئناف القوة الأوروبية انتشارها في تشاد خلال أيام

نازحون يسيرون قرب وحدة عسكرية تشادية في طريق عودتهم إلى العاصمة أنجامينا (أ.ف.ب)
TT

بينما اتهمت الخرطوم بالسعي لتولي قبيلة عربية تشادية السلطة في انجامينا، نفت «حركة العدل والمساواة» في دارفور مشاركة قواتها إلى جانب القوات التشادية الحكومية في مواجهة القوات المعارضة لنظام الرئيس التشادي إدريس ديبي، قائلة على لسان أمين الحركة للعلاقات الخارجية وكبير المفاوضين بها أحمد محمد تقت، إن تشاد لها قوة عسكرية قوية وقادرة على حماية نفسها، ولم تكن بحاجة إلى مساعدة من حركة العدل والمساواة لدعم النظام في تشاد.

واعتبر أحمد تقت في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «الشائعات» التي أطلقتها الحكومة السودانية حول مشاركة عناصر من حركة «العدل والمساواة» في المعركة، أو وجود قيادات من الحركة في انجامينا هي «محاولة لتبرير موقفهم من مساندة القبائل العربية التشادية للاستيلاء على السلطة في تشاد». وأضاف أن عدداً كبيراً من القبائل العربية التشادية شاركت مع الحكومة السودانية في «تحركات عسكرية» ضد الفصائل المسلحة في دارفور، وقال «إن هذه المجموعات (القَبَلِية) تشكل حجر الأساس لما يُسمى بالجنجويد، وتجيء محاولة تمكينهم من السلطة في تشاد مكافأة لهم على ما قاموا به مع الحكومة (السودانية)». واتهم تقت، الذي يزور القاهرة، الحكومة السودانية بـ«انتهاج سياسة أمنية للقضاء على حركة العدل والمساواة بكل السبل، ولذلك نعتبر الهجوم على تشاد هو هجوم على الحركة والقضية، بخاصة أن الهدف هو محاصرتنا والتخلص منا».

وقال تقت إن الحكومة السودانية تعمل على أن تتولى قبيلة عربية تشادية السلطة في تشاد. وأضاف أن ذلك يتضح من خلال تصريحات بعض المسؤولين السودانيين بأن أحمد حسب الله سبيان، الذي ينتمي إلى إحدى القبائل العربية التشادية من منطقة (ادري) في محافظة (بلتن)، هو الرئيس المرتقب لجمهورية تشاد، مشيراً إلى أن تلك المحاولة للتخلص من المعارضة التي تقودها قبيلة الزغاوة. وحول ما تردد عن وجود قيادات من «حركة العدل والمساواة» في انجامينا وقت الهجوم، قال تقت ان وجود بعض القيادات في العاصمة التشادية لا يعني مشاركة الحركة في المعارك، مضيفاً: «الحركة لديها قيادات في كل دول العالم من بينها تشاد». ولفت الى أن المسافة بين دارفور وانجامينا أبعد من المسافة بين دارفور والخرطوم، ليضيف: «إذا كان صحيحاً أننا ذهبنا إلى انجامينا للوقوف مع القوات التشادية، فكان الأولى أن نتحرك نحو الخرطوم، بدلا من العاصمة التشادية». ولكنه اردف قائلا: «إذا حاولت حكومة الخرطوم الدخول بقوات سودانية إلى منطقة أدري التشادية، كما فعلت من قبل لتغيير النظام التشادي بقوات سودانية، سنعتبر أن المعركة ضدنا قد انتقلت إلى تشاد، ووقتها سيكون للحركة رأي». وحذر تقت من أن «الهجوم الغادر» على تشاد ستكون له انعكاسات سالبة على قضية دارفور، «خاصة أن تشاد ظلت تلعب دوراً كبيراً لحل مشكلة الاقليم السوداني ووقفت موقفاً محايداً». ولكن الحكومة السودانية لها رأي آخر، لأنها تعتقد أن هناك عناصر في داخل الحكومة التشادية لديها علاقات واسعة مع المقاتلين في الحركات المسلحة في دارفور بدعوى أنها تنتمي لنفس القبائل. وأضاف تقت: «لا أعتقد أن الحكومة التشادية ستصبر على ما تقوم به الخرطوم، وأتوقع بأنها ستقوم بالرد ومطاردة المتمردين المدعومين من السودان إلى داخل الأراضي السودانية»، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي من دون شك إلى إضافة تعقيدات جديدة في قضية دارفور والظروف الأمنية المحيطة بالإقليم.

ولم تكن الاطراف السودانية الوحيدة المتهمة بالتدخل في شؤون تشاد، إذ اتهمت جهات اوروبية بالتدخل. ونفت السلطات الفرنسية أمس أي تدخل عسكري لفرنسا ضد المتمردين التشاديين اثناء هجومهم على حكومة الرئيس ادريس ديبي، خلافا لما جاء في أنباء صحفية. وأكدت وزارة الدفاع الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم يشارك اي جندي فرنسي وأي قوة خاصة» في المعارك بين الجيش الحكومي والمتمردين في تشاد. كما نفت وزيرة الدولة لشؤون حقوق الانسان راما ياد اي تدخل للجيش الفرنسي. وأكدت صحيفة «لاكروا» الفرنسية في عددها الصادر أمس نقلا عن «معلومات افاد بها عسكريون ودبلوماسيون فرنسيون» بأن «قوات فرنسية خاصة شاركت في مواجهات الاسبوع المنصرم». وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال كريستيان باتيست: «خلافا لما ذكرته الصحيفة لم يشارك اي جندي فرنسي ولا اي قوة خاصة فرنسية في دعم او في مواجهة أي كان». واضاف: «الجنود الفرنسيون نفذوا في المقابل عمليات حماية وإجلاء للرعايا الفرنسيين والدوليين وسهلوا مغادرة من اراد ذلك بطائرات عسكرية».

ومن جهة اخرى، افاد ناطق باسم قوة «يوفور» الاوروبية الليفتنانت كولونيل فيليب دو كوساك لوكالة الصحافة الفرنسية، امس، بأن انتشار القوة الاوروبية في تشاد قد يستأنف «اعتبارا من الثلاثاء»، في حال اعيد فتح مطار انجامينا قبل ذلك الموعد.

وأوضح دو كوساك أن الطائرات الاولى التي ينبغي ان تتوجه الى تشاد لمعاودة انتشار القوة الاوروبية، وهي من طراز انتونوف وتحمل معدات، لا تستطيع الهبوط في الجزء العسكري من المطار. وسيتعذر عليها الهبوط ما دام القسم المدني مغلقا ايضا. ولكن الاوروبيين يأملون ان يعاد فتح المطار تماما يوم غد، مما يتيح معاودة عملية الانتشار اعتبارا من الثلاثاء المقبل.