غوانتانامو: 6 من قيادات «القاعدة» أمام محكمة عسكرية بتهمة تدبير هجمات سبتمبر

خالد الشيخ والقحطاني وابن الشيبة وعمار البلوشي والهوساوي والمدرب خالد

TT

يستعد المدعون العسكريون للمرحلة الاخيرة في عقد اول قضية ضد عدد من المتآمرين المشتبه فيهم في مؤامرة تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، وهي الاحداث التي دفعت الولايات المتحدة للحرب.

وستشمل المحاكمة التي سترفع امام الهيئة العسكرية في غوانتانامو في كوبا، 6 من المتهمين المحتجزين هناك، بمن فيهم خالد الشيخ محمد، المساعد السابق لأسامة بن لادن، الذي قال انه كان المخطط الرئيسي للمؤامرة.

ويمكن ان تؤدي القضية الى تحقيق هدف قديم لإدارة بوش: تأكيد الاتهامات في ما يتعلق بالهجمات الارهابية. كما يمكن ان تساعد ايضا الادارة على اثبات وجهة نظرها بأن عددا من المعتقلين في غوانتانامو، حيث لا يزال يوجد 275 رجلا معتقلا ستمثل تهديدا اذا لم تعقد في غوانتانامو او في مكان آخر. وكان المسؤولون قد ذكروا ان حوالي 6 اشخاص في غوانتانامو، لعبوا دورا اساسيا في المؤامرة التي نظمها خالد الشيخ محمد. الا ان القضية ستثير قضية أمنية بالنسبة لنظام القضاء العسكري، الذي تعرض لانتقادات باعتباره نظاما يهدف الى الحصول على ادانات، ولكنه لا يقدم الحماية القانونية للنظام القضائي المدني الاميركي.

ومن المؤكد ان اتهامات جرائم الحرب ستؤدي الى دخول الادعاء في معركة ضد معاملة السجناء، لان اثنين على الاقل من المعتقلين تعرضا لأساليب تحقيق متشددة يعتبرها النقاد اقرب للتعذيب.

وقال مسؤول اطلع على تفاصيل القضية، ان الادعاء العسكري يدرس المطالبة بحكم الاعدام على خالد محمد، الا انه لم يتخذ أي قرار حتى الان. واضاف المسوؤل ان الادعاء العسكري قرر التركيز على هجمات 11 سبتمبر، في اطار جهد لمحاولة تأكيد مصداقية القضاء العسكري قبل وصول ادارة جديدة في البيت الابيض في شهر يناير (كانون الثاني) القادم.

وقد رفض بريان ويتمان المتحدث باسم البنتاغون، التعليق بصورة محددة. ولكنه اضاف ان الحكومة تعد قضية ضد «أفراد شاركوا في واحدة من اكثر اعمال العنف والارهاب ضد الولايات المتحدة وحلفائها».

وتجدر الاشارة الى انه منذ اعلن الرئيس بوش في 2006 نقل 14 «من المعتقلين المهمين» الى غوانتانامو، من برنامج الاعتقال السري التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، كان من المتوقع ان البنتاغون سيوجه اتهامات تتعلق بعديد من المؤامرات الارهابية، التي ذكر المسؤولون ان العديد من المعتقلين شاركوا فيها. وذكر مسؤولون ان المعتقلين في غوانتانامو مسؤولون عن هجمات أدت الى قتل الاف من الناس، بما في ذلك نسف السفارتين الاميركيتين في تانزانيا وكينيا في عام 1998. والهجوم على المدمرة كول عام 2000، والنادي الليلي في جزيرة بالي عام 2002.

ولكن من الواضح ان القضية المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر ستصبح القضية المركزية بالنسبة للقضاء العسكري واهم اختباراته. فبعدما رفضت المحكمة العليا اول نظـام للقضاء العسكري اقرته ادارة بوش في عام 2006، اقر الكونغرس قانونا جديدا.

ويحق طبقا لقانون القضاء العسكري الجديد للمتهمين بجرائم الحرب الاستعانة بمحام عسكري للدفاع عنه، وفرضية براءة المتهم وحق الاستئناف. الا ان محامي المتهمين وغيرهم من النقاد اشاروا الى وجود العديد من النواقص، بما في ذلك حقيقة ان القضاء العسكري يقع تحت سيطرة البنتاغون، كما ان القضاة من العسكريين.

ولم يعرف حتى الان ما اذا كان قد جرى اتخاذ القرار الاخير في تحديد التهم واسماء المتهمين.

ولكن من المعروف ان الادعاء درس تهم القتل والتآمر وتقديم مواد لدعم الارهاب بسبب هجمات 11 سبتمبر. كما ان فريقا مشتركا من المحامين العسكريين ومحامي وزارة العدل الذين يعملون في القضية درسوا فكرة اتهام 6 من الاشخاص المعروفين ضمن المعتقلين.

وذكر المحامون ان اثنين من هؤلاء، من المؤكد ان المحامين سيستغلون معاملتهما على يد الاميركيين في اطار الدفاع عنهما.

وواحد منهما هو خال شيخ محمد المعروف تعرض للتعذيب بالماء خلال وجوده في سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية، وهو ما اكده مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية.

ووصفت لجنة 11 سبتمبر محمد، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة بـ«نجم مستقل، الارهابي السوبر»، ولديه خطط للتدمير على نطاق واسع. وقد اعلن مسؤوليته في لجنة استماع في البنتاغون في العام الماضي عن 30 هجمة ومؤامرة ارهابية.

وقال محمد «انا مسؤول عن عملية 11 سبتمبر من الالف للياء».

والمعتقل الاخر الذي يمكن ان تتحول معاملته الى نقطة تركيز هو محمد القحطاني المحتجز في غوانتانامو منذ عام 2002. وقال مسؤولون في البنتاغون انه يمكن ان يكون الارهابي رقم 20. فقد سافر قبل شهر من الهجوم من دبي الى اورلاند. الا ان مسؤولا في الهجرة منعه من دخول الولايات المتحدة.

وقد توصل المحققون في الكونغرس في عام 2005 الى انه تعرض لمعاملة سيئة في غوانتانامو، من بينها الحرمان من النوم واجباره على ارتداء حمالة صدر، واجباره على السير مربوطا بحبل. وكان زكريا موساوي الذي كان في وقت من الاوقات يوصف بأنه الخاطف رقم عشرين، قد اعترف في عام 2005. ويقضي فترة سجنه. وهو الشخص الوحيد الذي حوكم امام القضاء الاميركي لمشاركته في مؤامرة 11 سبتمبر.

ومن بين المتهمين المحتمل محاكمتهم عدد من المعتقلين، ذكر مسؤولون في الاستخبارات انهم لعبوا دورا داعما اساسيا في عملية الاختطاف.

وقال المسؤولون ان من بينهم رمزي بن الشيبة الذي كان رفيقا لمحمد عطا في هامبورغ، وكان الوسيط الرئيسي بين الخاطفين وقيادات القاعدة في الشهور السابقة لـ11 سبتمبر. ووصف البنتاغون معتقلا اخر هو عمار البلوشي وهو ابن شقيق خالد محمد، باعتباره مساعدا اساسيا لخالد الشيخ محمد خلال عملية 11 سبتمبر.

ومساعد البلوشي هو مصطفى احمد الهوساوي طبقا لعديد من المصادر. وذكرت هيئة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر ان خالد محمد كلف الهوساوي بالمساعدة على تنسيق سفريات الخاطفين وكان وسيلة اتصالات فيما يتعلق بالاموال غير المستخدمة لإعادتها قبل الخطف.

واخيرا هناك معتقل معروف باسم خالد، الذي فقد جزءا من ساقه اليمنى، نتيجة ما وصفه مسؤولون بأنه تاريخ جهادي طويل، ويعتقد ان لديه اتصالات طويلة بابن لادن. وقال مسؤولون ان خالد ساعد على اختيار وتدريب بعض الخاطفين وكان من المفروض ان يصبح واحدا منهم.

* خدمة «نيويورك تايمز» خاص بـ «الشرق الاوسط»