باكستان: بن لادن والملا عمر ليسا على أراضينا

TT

رفضت باكستان امس تأكيدات مسؤول اميركي بأن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وزعيم حركة طالبان الافغانية الملا عمر يمارسان نشاطهما من الاراضي الباكستانية.

وقال مسؤول بارز بالادارة الاميركية للصحافيين في واشنطن ان بن لادن والرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري واخرين يمارسون نشاطهم من المناطق القبلية في باكستان الواقعة على الحدود مع أفغانستان.

وأضاف المسؤول الاميركي الذي طلب عدم نشر اسمه أن الملا عمر وزعماء اخرين في طالبان يديرون عمليات التمرد في أفغانستان من مدينة كويتا الباكستانية. وتنفي باكستان بشكل مستمر أن يكون زعماء المتشددين ينشطون من أراضيها منذ أن اختفوا عندما أطاحت القوات بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة في أفغانستان لرفضها تسليم بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. ويعتقد أن بن لادن والملا عمر فرا من أفغانستان انذاك. وقال محمد صادق سعيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية انه اذا كان المسؤول الاميركي لديه معلومات عن مكان المتشددين المطلوبين فيجب أن يبلغ باكستان، وتابع: «اذا كانت هناك أية معلومات مخابرات يجب أن يجرى اقتسامها مع حكومة باكستان. أنت لا تتحدث مع وسائل الاعلام اذا كانت لديك معلومات مثل هذه». وأضاف أن تأكيدات المسؤول الاميركي غير صحيحة، واستطرد مشيرا الى المكافأة المالية الاميركية لمن يقدم معلومات تؤدي الى اعتقال متشددين: «اذا كان كلامه صحيحا سيطلب المكافأة بدلا من الحديث مع وسائل الاعلام». وقال صادق ان باكستان لا تعلم مكان زعماء المتشددين مضيفا: «اذا عرفنا المكان سنتخذ اجراءات». وساندت باكستان حركة طالبان في أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر ولكن الرئيس الباكستاني برويز مشرف دعم الحملة بقيادة الولايات المتحدة ضد الارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر التي تعرضت لها واشنطن ونيويورك.

ولكن مع تزايد قوة طالبان في أفغانستان بالرغم من الجهود الاميركية وجهود قوات حلف شمال الاطلسي يزداد الاستياء في الولايات المتحدة، اذ يقول منتقدون ان باكستان لا تبذل جهدا كافيا للتعامل مع المتشددين على الحدود.

وقال المسؤول الاميركي انه بالرغم من تواجد زعماء «القاعدة» في باكستان الا أن الادارة الاميركية ما زالت تعتبر مشرف حليفا مهما. وقد تكون لنتيجة الانتخابات الباكستانية التي أرجأت حتى 18 فبراير (شباط) بعد اغتيال زعيمة المعارضة بي نظير بوتو عواقب على مشرف اذا انتخب برلمانا معاد. وتابع المسؤول الاميركي: «توجد مصادر متعددة للضغط وعدم الاستقرار على مشرف والاحساس هو أن ما يحتاجه فعلا شريكا يعتمد عليه لجعله يجتاز هذه الفترة، وهذا هو نوع من المنطق الاستراتيجي لدعم مشرف». وفي افغانستان، نفى الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من مكان لم يحدد، معلومات المصدر الاميركي، وقال «انها معلومات لا اساس لها صادرة من الولايات المتحدة. لا زعيمنا الملا محمد عمر مجاهد ولا أي شخص آخر من قادتنا موجود في باكستان».

واضاف «انهم في افغانستان ويديرون الجهاد ضد المحتلين انطلاقا من قواعد في البلاد»، رافضا الادلاء بأي تعليق عن اسامة بن لادن او قادة اخرين من القاعدة.

وقد نفت باكستان على الدوام وجود بن لادن او الملا عمر على اراضيها. وتعد باكستان حليفا مهما للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب، لكن اسلام اباد تواجه ضغوطا من واشنطن لمطاردة ناشطي القاعدة وطالبان الذين ينشطون في المناطق القبلية الباكستانية على طول الحدود الافغانية.