الديمقراطيون يبدأون حملتهم ضد ماكين.. بربطه ببوش

إعلانات وشعارات تسلط الضوء على دعمه للحرب في العراق

TT

في كل انتخابات اميركية رئاسية هناك مراحل عدة، ولكن عادة ما تنقسم العملية المطولة للانتخابات الى قسمين، الاول عملية اختيار مرشح كل حزب للرئاسة، حيث يتنافس مرشحو الحزب لترشيح الحزب. والثاني عندما تحسم المعركة وتشتعل حملات كل حزب ضد مرشح الآخر. وعلى الرغم من ان المنافسة بين مرشحي الحزب الديمقراطي لم تنته بعد، أخذ الحزب الديمقراطي قرار بدء الحملة الاعلانية ضد مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين، الذي اصبح المرشح شبه المؤكد، بعد فوزه في الانتخابات الاولية لـ«الثلاثاء الكبير». ويستهدف الديمقراطيون ماكين في قضية اساسية تجمع الديمقراطيين، وهي المعارضة للحرب في العراق. وكان ماكين، وهو سيناتور في مجلس الشيوخ، من ابرز المناصرين للحرب في العراق، ويؤكد على عزمه مواصلة جهود بلاده في العراق، في حال فاز بالرئاسة الاميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ولكنه يحرص على الفصل بين تأييده للحرب في العراق وعلاقته بالادارة الاميركية الحالية، واصفاً نفسه بـ«خارج عن الجماعة التقليدية»، خاصة بسبب جهوده لاصلاح طرق تمويل الحزب الجمهوري. ويحاول ماكين الابتعاد علناً عن الادارة الاميركية الحالية، خاصة الرئيس جورج بوش، مع تدني مستويات شعبية بوش، وكانت 30 في المئة حسب احصاء وكالة اسوشيتد بريس، اول من أمس، ليكون اكثر رئيس غير محبوب لدى الاميركيين لاطول فترة منذ بدء قياس احصاءات الشعبية. وقد حرص بوش في خطاباته الاخيرة بمناشدة الشعب الاميركي لدعم الحزب الجمهوري، من دون ذكر اسم ماكين، اذ لم يرشح رسمياً بعد، وحرصاً على عدم الاساءة الى حظوظه بين الناخبين المعارضين لبوش، الا ان الديمقراطيين لا ينوون السماح لماكين بالاحتفاظ بسمعته كـشخصية مختلفة عن بوش واعوانه. وتتصدر الموقع الرئيسي للحزب الديمقراطي صورة لماكين مع بوش، وتحتها عبارة «ماكين فاز بالترشيح، ويكافح من اجل ولاية ثالثة لبوش»، في اشارة الى مواصلته سياسة بوش تجاه العراق والاقتصاد الاميركي في حال وصوله الى البيت الابيض. ومن اللافت ان صورة بوش وماكين الصور الوحيدة على الصفحة الرئيسية للموقع، اذ لم يتم اختيار مرشح الديمقراطيين بعد. ومن جهتها، بدأت مجموعة «موف اون» المختصة بالحملة الشعبية للديمقراطيين حملة هذا الاسبوع للربط بين ماكين وبوش. وبحسب بيان وزعته المنظمة على اعضائها، الذين يزيد عددهم عن 3 ملايين ونشرته على مواقع الكترونية، قالت المنظمة: «الناس لا تنظر الى ماكين على أنه الرجل الذي ساعد جورج بوش باطلاق الحرب في العراق»، مضيفة: «ولكن كان جون ماكين الحليف الاكبر للرئيس منذ البداية». وبينما جعل ماكين الاصلاحات الاقتصادية القضايا الاولية في حملته، يحاول الديمقراطيون جعل سياسته تجاه العراق الآلية الاساسية لاضعافه. وتشن منظمة «فوت فتس»، الخاصة بدعم الجنود الاميركيين السابقين المرشحين للانتخابات المحلية وللكونغرس هذا العام، حملة شديدة ضد مكين بنفس الهدف. وبحسب المنظمة، التي يدعمها الجنرال المتقاعد ويزلي كلارك، الذي قاد حلف «الناتو» في البلقان، فان «ماكين استخدم الكثير من التصريحات التي كان يطلقها (وزير الدفاع السابق) دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس (ديك) تشيني والرئيس (جورج) بوش». وتوزع المنظمة ومجموعات اخرى موالية للديمقراطيين بياناً من صفحتين تحمل تصريحات ماكين المؤيدة للادارة الاميركية الحالية وتربطه مباشرة مع جهودها في مواصلة الحرب، على شبكة الانترنت وتعد لبث اعلانات تلفزيونية تحمل نفس الرسالة.