طوكيو تتهم موسكو باختراق أجوائها.. وروسيا تنفي

22 طائرة يابانية رافقت المقاتلة الروسية إلى خارج أجوائها ووجهت لها انذارين ولم تلق جوابا

TT

اتهمت اليابان روسيا باختراق مجالها الجوي أمس وقالت ان مقاتلة استراتيجية تابعة للجيش الروسي دخلت لفترة وجيزة صباح أمس المجال الجوي الياباني جنوب طوكيو مما استدعى تدخل 22 طائرة يابانية، الا ان سلاح الجو الروسي نفى على الفور الاتهامات، وقالت إنها لم تنتهك المجال الجوي الياباني.

واوضحت وزارة الدفاع اليابانية ان الطائرة وهي من طراز «تي يو ـ95» دخلت الى اليابان وحلقت في أجوائها لمدة ثلاث دقائق. وأضافت انها اعربت عن «احتجاجها الكبير» لدى السفارة الروسية في طوكيو. وقال ناطق باسم الوزارة «طلبنا من الحكومة الروسية اجراء تحقيق معمق بشأن هذا الحادث».

وقالت الوزارة في بيان لها إن المقاتلة الروسية حلقت فوق جزيرة سوفوغان الواقعة في المحيط الهادئ على بعد 650 كيلومترا جنوب العاصمة. وأضافت أن 22 طائرة من سلاح الجو الياباني بينها طائرات مطاردة من طراز «اف ـ 15» رافقت القاذفة الروسية حتى مغادرتها المجال الجوي الياباني. وأشارت الى ان «الطائرات اليابانية أعطت مهلة للطائرة الروسية للخروج ثم وجهت لها انذارا، ثم أعطتها مهلة أخرى وانذارا آخر الا انها لم تلق جوابا». ثم توجهت الطائرة الروسية شمالا قبل أن تخرج من الاراضي اليابانية باتجاه جزيرة ساخالين الروسية.

ويعتبر هذا الانتهاك الجوي الاول انتهاكا للمجال الجوي الياباني من قبل طائرة روسية منذ يناير (كانون الثاني) 2006.

وقال مساعد القائد العام للقوات الجوية الروسية لشؤون التأمين الإعلامي العقيد الكسندر دروبيشيفسكي ان «طائرات سلاح الجو الروسي اتمت مهامها كما كان مقررا. ولم يتم انتهاك المجال الجوي العسكري الياباني». واكد الناطق ان القاذفات الاستراتيجية الروسية حلقت «مع احترام كامل للقوانين الدولية ولم تنتهك الحدود بين البلدين». وأضاف أن أربع قاذفات استراتيجية روسية من طراز «تو ـ 95» نفذت بنجاح طلعة جوية استغرقت أكثر من 10 ساعات في سماء المحيط الهادئ. وقال دروبيشيفسكي في حديث لوكالة نوفوستي إن مقاتلات يابانية من طراز «F-15» وأخرى أميركية من طراز «F-18» أقلعت من حاملة الطائرات «نيميتس» قامت بمتابعة القاذفات الاستراتيجية الروسية. وأكد أن جميع طلعات الطائرات الروسية تنفذ بالتزام صارم بالقواعد الدولية وبدون أي انتهاك للمجالات الجوية للدول الأخرى. وتعتبر اليابان وروسيا في حالة نزاع اقليمي مستمر منذ عقود من الزمن، الا انه على الرغم من هذا النزاع فان البلدين يحاولان توسيع العلاقات. وتحرص روسيا على الحصول على تمويل لتطوير مناطقها في أقصى الشرق في حين أن اليابان حريصة على الاستفادة من صناعة النفط المزدهرة في روسيا لتقليل اعتمادها على الطاقة من الشرق الاوسط.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد عرض اجراء محادثات جديدة لحل النزاع الاقليمي مما دفع رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا الى دراسة القيام بزيارة الى موسكو، وقال فوكودا الاسبوع الماضي انه تلقى رسالة أبدى فيها بوتين رغبته في انهاء النزاع.

من جهة أخرى، وبعد تصريحات بوتين أمس حول عودة سباق التسلح الى العالم واتهام الغرب بأنه بدأه، اعلن الناطق باسم الكرملين لوكالة الصحافة الفرنسية أن بلاده لم ترغب في «سباق التسلح» مع الولايات المتحدة لكن الاسلحة الجديدة التي تطورها هي «رد ضروري» على مشروع الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا.

وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين ردا على سؤال حول الاسلحة الجديدة التي ستطورها روسيا ان «روسيا ليست لديها النية للانطلاق في سباق تسلح، انه مجرد رد ضروري للدفاع على مصالحنا والحفاظ عليها». وكان الناطق باسم الكرملين موجودا في ميونيخ في المانيا لحضور مؤتمر دولي حول الدفاع، حيث سيلتقي نائب رئيس الوزراء سيرغي ايفانوف السبت وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس.